نعود مرة أخرى إلى الفاروق عمر بن الخطاب رضى الله عنه ، ونعرض القصة الثانية التى تُنشر على مواقع التواصل الإجتماعي ومُلخصها : (( أنه أتاه رجل يشكيه من امرأته التى يعلو صوتها عليه ، فوجد أن امرأة الفاروق يعلو صوتها عليه !
فعاد من حيث آتى ولسان حاله يقول هذا هو الفاروق تعلو امرأته صوتها عليه فكيف أنا ؟!)) طبعا القصة من الوهلة الأولى تدل على حُلم الفاروق وأنه يتحمل امرأته البذيئة ، عالية الصوت ، برغم أنه حكم امارات وممالك فى أيامه من الفتح الإسلامي .
فلندع سيرة الفاروق جانباً ونتسآل ، من هن زوجاته رضى الله عنه ؟ هن بالترتيب وفقا للمراجع :
1)زينب بنت مظعون رضى الله عنها ، وهى أم أم المؤمنين حفصة وعبد الرحمن وعبد الله رضى الله عنهم جميعاً ، وهى أخت الصحابي عثمان بن مظعون ،وذكر الزبير رضى الله عنه أنها من المهاجرات { أُسد الغابة فى معرفة الصحابة }
2)جميلة بنت ثابت بن أبي الأفلح الأنصارية رضى الله عنها وقد ولدت له عاصماً جد عمر بن عبد العزيز خامس الخلفاء الراشدين ، كانت أُسميت قبل الاسلام بعاصية وعندما أسلمت أبدله رسول الله صلى الله عليه وسلم بجميلة { الموسوعة الشاملة – أُسد الغابة }
3)عاتكة بن زيد بن عمرو بن نُفيل بن عُدي رضى الله عنها ولدت له عياضاً ، قيل عنها من أراد الشهادة فليتزوج عاتكة ، فهى زوجة الشهداء وهم : عبد الله بن أبي بكر الصديق ، عمر بن الخطاب ، الزبير بن العوام ، الحسن بن علي بن أبي طالب رضى الله عنهم جميعا ، وهى كانت المرأة الوحيدة من دون نساء الفاروق سمح لها عمر بالذهاب للمسجد { الطبقات الكبرى لإبن سعد }
4)أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب رضى الله عنها ولدت له زيداً، طبعاً من اسمها واضح من هى إنها ابنة أبا تراب وأول صبي أسلم وثالث المبشرين بالجنة ورابع الخلفاء الراشدين ، وأمها ابنة الحبيب المصطفى فاطمة الزهراء رضى الله عنها ( أم أبيها ) { سير أعلام النبلاء الإمام الدهبي } قلت : عرضت زوجات الفاروق عمر رضى الله عنه وعنهن وهن صحابيات جليلات ذات أصل فى أنسابهن وأخلاقهن وتربين فى بيت النبوة ،
والتساؤل هُنا : كيف لزوجة من هؤلاء الأزواج أن ترفع صوتها على زوجها ؟! وللأسف وضعوا الزوج أنه الفاروق عمر الذى أنزل الله تعالى آيات الذكر الحكيم موافقة لرأيه ، والذى رأه رسول كسرى فصاح { حكمت فعدلت فنمت ياعمر } نعود للقصة ونوضح هنا التطاول على الصحابيات رضوان الله عليهن ، فهذه القصة تدل على عدم التزام الصحابيات بالمبادئ الأخلاقية والإسلامية ، فكلهم كما ذكرت تربين فى بيت النبوة .
إذا قلنا أن الشيعة تتداول هذه القصة للطعن فى الفاروق عمر رضى الله عنه فقد وقعت فى خطأ كبير ، فهذه القصة الواهية من الممكن أن تُنسب إلى أم كلثوم بنت علي رضى الله عنها – وحاشاها – علي بن أبي طالب أول الأئمة عن الشيعة الإمامية الإثنى عشرية .
إذن فعلى المسلمين والعلماء من قبلهم أن يبحثوا عن من يريد التطاول على ديننا وعلى رموزه القديمة والحديثة ، يبحثون عن من يُريد هدم ديننا عن طريق الكذب واختلاق القصص الواهية والتى للأسف تُنشر على الشبكة العنكبوتية وتنتشر مثل النار فى الهشيم .