ترتدي جلبابا يظهر منه بياض وجهها المستطيل , وثقبان بنيان دائريان يشبهان عيون جنية , ولسان يقطر العسل وسط فم وشفتين يشبهان سيدة صومالية . تنحني تواضعا لمن يحدثها حتى تحكم على مظهرها سوى رداء دقيق الصنع محوك من خيوط التساهل والفضائل وتقديم الخدمة لكل من حولها . لكنها سر غامض مكنون لا يدركه إلا من يحلل أسلوب تعاملها وكيفية خداعها للآخر؟ فتاة بعمر العشرين تتصابى مع أبيها ,همها أن تحصل أمها كف على خدها من زوجها استغربت غباء والدها الذي ملأ الشيب رأسه ، كيف لا يدرك غيرة البنت من والدتها؟ حدثتني بنت الأصول واشتكت وسيل دمع عينيها كالنهر الجاري , فسألتها : هل تريد رفيقا لحياتها؟ أجهشت ببكاء قطع نياط قلبي وأشباح الأحزان تهيمن على صوتها الذي تتموج في مقاطعه معاني اليأس قائلة: خطبها أكثر من خمسة شباب ورفضت . ـ تعاني من مرض نفسي سببه أنتِ؟ نظرت في وجهي بعينيها الحزينتين نظرة موجعة وتحسرت هنيئة واستعدت للإجابة بهمة صادقة , فقالت : لا والله , منذ طفولتها أسربلها بالتكريم والمؤانسة وأغمرها بالعطايا بزيادة عن أخوتها . نظرت إلي ,فقمت من مكاني والدموع تراود أجفاني وقول الحق يسحق قلبي لتسمع طنين لساني بأذنيها :الدلال المفرط جعلها تحلق طائرةً على متن الرياح .