الجنرال..يكتب للاخبار المصريه
محمد فوزى
قصة قصر الدوبارة نستلهمها فى الرسالة تحمل عنوان «وليمة بقصر الدوبارة» أرسلتها صوفيا لين، شقيقة الرحالة إدوارد لين، إلى صديقة مجهولة، إلى كل امرأة إنجليزية يهمها أن تعرف شيئاً عن مصر، وصفت فيها القصر بـ«أن قصر الدوبارة هو المقر الرئيسى لنساء محمد على باشا، وهو بيت فخم يقع فى غرب القاهرة على الشاطئ الشرقى للنيل، ويستحق فعلاً أن يكون ملاذهن المفضل، وبعد الركوب من خلال مزارع إبراهيم باشا التى تكاد تحيط بالبناء وصلنا إلى بوابة القصر الضخمة التى اخترقناها ومضينا داخل الأسوار العالية فى طريق طويل مغطى بعريشة يتشابك فيها نبات الكروم وعندما انتهينا إلى آخر الطريق، ترجلنا عن مطايانا، وسرنا على أرضية مرصوفة برخام بديع على امتداد ممرات عديدة حتى وصلنا إلى ساتر مدخل الحريم رفع الساتر، وهناك استقبلتنا زوجة شابة لمحمد على ورحبت بنا بمودة فائقة، وكانت الغرف فخمة جداً أرضيتها من الرخام مثل جميع الممرات، وإن بقية حجرات الطابق الأسفل مثلها، أما أرضية الصالون فلا يكسوها سوى رخام أبيض ناصع من أنقى وأرقى ما رأيت فى الشرق».
قصة القصر الشهير، الذى كان مقراً للمندوب السامى البريطانى، أو المعتمد البريطانى أو السفير البريطانى، ويوضح أنه قصر الأميرة أمينة بنت إلهامى بن عباس حلمى الأول، وهى زوجة الخديو توفيق بن إسماعيل ووالدة عباس حلمى الثانى، الذى عزله الإنجليز عن حكم مصر عام ١٩١٤، وكانت الأميرة تعرف بلقب «أم المحسنين»، وهى من ضمن الذين احتفل بزاوجهم خلال احتفالات «أفراح الأنجال» أيام الخديو إسماعيل، ويشير إلى أنه فى منتصف الأربعينيات بيعت منقولات القصر فى مزاد علنى، وبعد هدمه قمت أرضه فبنيت عليها عمارتا إيزيس وأوزوريس فى الجزء الجنوبى، وبعد حريق القاهرة فى ٢٦ يناير ١٩٥٢، واحترق فندق شبرد القديم، الذى كان يقع قرب الأزبكية، وتم بناء فندق شبرد الجديد على جزء من أرض القصر فى الواجهة المطلة على النيل، كما أنشئ مبنى لوزارة الصناعة شرقى الفندق.
وخلال النضال السياسى ضدالاحتلال البريطانى ، كانت المظاهرات تتجه إلى قصر الدوبارة، حيث مقر السفارة البريطانية، وللأسف انتهى اسم القصر الحقيقى، وانتهى اسم إلهامى باشا من الميدان، الذى كان يحمل اسمه ليوضع عليه اسم سياسى من أمريكا اللاتينية هو «سيمون بوليفار».
ومع مرور السنوات اختزل اسم قصر الدوبارة فى الكنيسة الإنجيلية، ومدرسة .
تاريخ الكنيسة: في يناير 1940 أسس مجمع الدلتا الإنجيلي كنيسة جديدة في القاهرة على أن تجتمع هذه الكنيسة في القاعة المملوكة لدار تحرير إرسالية النيل في وسط القاهرة. وانتخب القس إبراهيم سعيد الواعظ ذهبي الفم في ذلك الحين راعياً لهذه الكنيسة في مارس من نفس العام. وتزايد الحضور في هذه الكنيسة الوليدة للدرجة التي أصبحت الحاجة لمبنى كبير حاجة ملحة. في ديسمبر 1941 تم شراء قصر فيما يسمى الآن ميدان التحرير بهدف هدمه وبناء الكنيسة الجديدة مكانه.
بمبلغ حوالى ١٤ ألف جنيه مصرى .
وكانت هناك حديقة جميلة يطل هذا القصر عليها. ولكن كانت هناك حاجة لتصريح بالبناء (حين كان ولايزال غير مصرحاً ببناء الكنائس في أي مكان في مصر بدون توقيع شخصي من الملك أو رئيس الجمهورية). ووقع الملك فاروق ملك مصر في ذلك الوقت التصريح ببناء الكنيسة في الحادي عشر من مارس سنة 1944 بعد أن طلب منه معلمه الخاص. وكان هذا المعلم ، أحمد حسنين باشا قد درس في انجتلرا وعندما كان مقيماً في لندن سكن في في بيت القس ألكسندر وايت الواعظ العظيم وكاتب العديد من الكتب عن شخصيات الكتاب المقدس. وعندما توفى الدكتور وايت قررت زوجته أن تسافر في رحلة سياحية حول العالم. وفي مصر، اصطحبها معلم الملك أحمد حسنين باشا لمقابلة القس إبراهيم سعيد الذي رحب بها. ومن باب حسن المعاملة سأل أحمد حسنين باشا القس إبراهيم سعيد أن كان يمكن أن يساعده في شيء. فطلب منه القس إبراهيم سعيد تصريحاً ببناء الكنيسة وطلب إن كان ممكناً أن ترى السيدة وايت التصريح موقعاً من الملك قبل سفرها.
وضع حجر الأساس في ديسمبر 1947 لكنيسة قصر الدوبارة الإنجيلية واكتمل البناء سنة 1950. وعندما رآى الملك فاروق الكنيسة في الميدان الرئيسي بالقاهرة،استشاط غضباً حيث أنه في هذه الآونة كان يتمنى أن يصبح خليفة المسلمين بعد أن انتهت الخلافة في تركيا سنة 1923. فأصدر الملك أوامره بألا ترتفع منارة الكنيسة أكثر مما كانت عليه في ذلك اليوم وأمر ببناء مبنى حكومي ضخم لكي يخفي الصليب وبناء جامع جديد جميل في الركن الآخر من الميدان. وفي يوليو 1952 تم غادر الملك فاروق من مصر إلى إيطاليا. زار الرئيس جمال عبد الناصر الكنيسة في عيد القيامة سنة 1955. وقتها رحب به القس سعيد وقال له: “كره الملك فاروق أن يرى صليباً واحداً فأرسله الله إلى حيث لا يرى إلا صلباناً.”
ثم بعد ذلك أنتخب القس الدكتور منيس عبد النور راعي للكنيسة في أكتوبر 1975 بعد مؤسسها القس إبراهيم سعيد وفي 21 مارس 2008 طلب القس الدكتور منيس عبد النور أن يتقاعد عن منصب الراعي فطلبت منه الكنيسة أن يظل بها راعياً إكرامياً مدى الحياة.
حاليا راعي الكنيسة هو القس الدكتور سامح موريس والرعاة المساعدين هما القس عاطف سامي والقس الدكتور ناجي موريس.
الكنيسة تقدم خدمات ثقافية واجتماعية ورياضية وشبابية وترفيهية , كما تقوم بقيام مؤتمرات دينية وترفيهية.