اتبع المؤرخون الأوائل منهجية معينة تعتبر في الوقت المعاصر منهجا قديما بمعنى كتابة كلاسيكية فيها نقل وأيضا يتبين بين سطورها جهد الكاتب ومدى أمانته في النقل وبيان رأيه في النصوص المنقولة ونسبتها لأصحابها بدقة متناهية .
وهذا النوع والأسلوب أصبح مادة نصيه للحقبة التاريخية الماضية ولوقتنا الحاضر ,
إلا أن هذه النصوص أصبحت أسلوبا لبعض من يكتب عن التاريخ أو النسب أو كليهما معا في عصرنا هذا .
وهذه طامة ومشكلة حقيقية نتيجة عدم معرفة من يكتب بكيفية الكتابة بالأساليب المنهجية الحديثة .
وعلى الرغم من أنها مشكلة طبيعية نتيجة الظروف التي مر بها البلد حيث وصلت إلى حالة العجز فمحافل التعلم توقفت عن الصناعة ,إذ أن الأديب لا يصنع أديبا , والنسابة لا يصنع نسابا , والمؤرخ لا يصنع مؤرخا .
واقتصرت تلك المحافل على التعلم الدراسي في المعاهد والجامعات وحتى الدارسين لا تتيح لهم الظروف العمل بما تعلموه , فأصبح الجو مهيأ لمن يريد أن يبتز الناس بأموالهم أو يشتهر على حسابهم ويصف نفسه بالألقاب التي لم تمنحها له لجان علمية أو أهل الاختصاص .
إن تأثير الانتهازيين سيلحق وباله بالأجيال القادمة فبمجرد أن يقرأ أحدهم القديم ويطلع على كتابة من بعدهم سيرى نفس النصوص بأسماء جديدة هذا غير أنه هم وطن تخلف ابناؤه عن التقدم وأصابهم عجز حقيقي نخر العقول والضمير .
ونحن الناس البسطاء سنقف بوجه كل من يريد انتهاز الفرصة حتى لو كان لديه عشرات المؤلفات التي خدع بها السذج من الناس ,فأما أن يتعلم الكتابة والتأليف بأسلوب المنهج الحديث أو سيرى منا نقدا لاذعا يعريه ولا نخاف في الله لومة لائم .
التاريخ علم له أصوله ومناهجه والنسب كذلك يكتبان في العصر الحديث على هيئة بحوث أكاديمية يتضح من خلالها كشف الحقيقية بالأدلة وجهد وعلمية الباحث , ومن يتقيد بضوابط العلم يعرض بحثه على لجنة علمية مختصة .
ولتكون النوايا لله تعالى أولا ,وليس للجيوب والشهرة .
وليكن حب الوطن نفسه ديدنها لتطلع أجيالنا وتقرأ مادة علمية تتعلم منها لتترحم على من كتب وأيد وساهم وأنجز , فحب الوطن ليس شعارا ولا لسانا يلهج بخلاف القول , الحب عمل وكل فرد يعمل الذي عليه .