مقالات واراء

نتفق … او نختلف ….لكن … التاريخ اتكتب …

احجز مساحتك الاعلانية

بقلم 

د.م / هدى المصرى

جلست امامى .. ورأيت الكلمات فى عينيها … ترغب ان تحكى … ولا تريد ان تسال …
فسألتها : كوب ليمون ام عصير طبيعى من الجوافة …
فأبتسمت وقالت : جوافة … فمصر بلد الجوافة … وجميع الدول العربية تقدر الجوافة المصرية …
وأكملت أنا لست من خريجى كلية الزراعة … ولكنى عاشقة لمصر … تعلمت احبها منذ نعومة
أظافرى من أمى وجدى ووالدى وجدتى وخالى وأسرتى كلها …
وعشنا حروب عديدة … وفقدت احد اخوالى فى حرب اليمن ..
ولذا فان حب الوطن الذى تربينا عليه منذ الطفولة وتاريخ مصر يعيش معنا …
رئيس الدولة ناصر واثق من حب الشعب له … يسير بسيارته المكشوفة من مطار النزهة المدنى
الى شارع دمشق حيث نقطن … وننتظره بالبلكون … ويرفع رأسه وينظر إلينا ويحيينا ملوحا بيده
ونحن فى الدور الخامس نلوح له بشدة … ولم يكن احد يمنعنا من الوقوف بالشرفات او النوافذ …
ويمر مرات. ومرات عديدة … ويزداد تعلقنا بالرئيس ….
نعم ارتبطنا بالرئيس … وراينا أبناؤه حولنا .. يعيشون ببساطة … بل كانت ابنته الكبرى هدى عبد الناصر
طالبة بكلية السياسة والاقتصاد بجامعة القاهرة ….. وتأتى الى مدرستنا ضمن فريق ألعاب كرة السلة
لكليتها. فى مبارة مع فريق كرة السلة لطالبات مدرستى …
وتتوقف ضيفتى بنت مصر لبعض الثواني ملتقطة أنفاسها …. عشنا مصر أسرة واحدة ….
ولكن ، لما كانت هزيمة 67 ….. وراينا الاحتلال … عشنا الصمت … والاجتهاد … كل يبزل جهده
فى عمله ودراسته ومسؤولياته فى صمت حتى لا أقول حزن ولا كئابة …
وبعد ثلاث سنوات ، فى يوم 28سبتمبر 1970 …. يتوفى الرمز … 
عبد الناصر الله يرحمه … ….
ونظل حبيسى الأنفاس … العمل ثم العمل ثم العمل … كل فى موقعه …
وتبتسم ضيفتى وتقول : وندخل امتحان تمهيدى ماجستير بجامعة عين شمس …
وتنتهى امتحانات اليوم الاول الساعة 14 ظهرا يوم السبت 6 أكتوبر 1973 … العاشر من رمضان …
وما هى الا دقائق ويبلغنا أساتذتنا … مصر تحارب الان … وبقلق شديد سألنا …
يعنى مافيش امتحان غداً … وجاء رد رئيس القسم : هناك امتحان ان شاء الله … وفعلا تمت اعمال جميع الامتحانات وفقا للجدول المقرر .
ونعيش ايام الحرب بقلق بالغ … مصر تحارب … جنودنا وضباطنا على الجبهة …
نعم عبرنا القناة … ثم حدثت الثغرة … وايضاً أوشكت مخازن الذخيرة ان تفرغ …
وهنا تنساب الدموع التى ظلت متماسكة طوال الساعة الماضية معلنة صعوبة ايام الحرب …
وتتماسك بنت مصر وتقول : واستمرت مفاوضات ما بعد الحرب حتى أعلن الرئيس السادات الله يرحمه :
أنى مستعد لتحقيق السلام ان اذهب الى اخر العالم …. الى الكنيست …
وأصبح السادات بطل الحرب والسلام ….
وتقول جملتها الاخيرة : وعشنا السلام ….ولكن ترى هل حققنا بالسلام ما كان نصبوا اليه ؟؟؟؟؟

وتقف بنت مصر لتؤدى التحية العسكرية كما تعلمتها فى التدريب العسكري الالزامى بالكلية
جامعة عين شمس … وتقول بنت مصر
تحيا مصر . تحيا مصر . تحيا مصر .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى