لماذا اختفى رموز الدعوة السلفية وحزب النور؟
كتب/ فادي محمد
أين اختفى رموز الدعوة السلفية وحزب النور؟
رموز التيار الإسلامي وخاصة الدعوة السلفية كانوا يظهرون قبل نحو 4 سنوات في البرامج التليفزيونية، وفي الحوارات المجتمعية، ويخطبون على المنابر في المساجد والزوايا، ولكن مع انطلاق ثورة 30 يونيو تغيرت الأحوال وانفض “المولد” وذهب كل منهم يباشر أعماله التي اعتاد عليها قبل أن يفتح المجال لهم ولإرهاصاتهم.
نادر بكار
الشاب صاحب الحضور القوى بين أقرانه من التيار الإسلامي، بلغة رصينة وهدوء يحسد عليه، توالت أزماته وآخرها عقده لقاء مع وزيرة خارجية إسرائيل السابقة تسيبي ليفني، لتبدأ بعدها خطة تهميشه من العمل السياسي رويدا رويدا.
بكار متزوج من نجلة رجل الأعمال بسام الزرقا، أحد قيادات حزب النور، ومع اشتداد المحنة على بكار قرر الزرقا سحبه من العمل السياسي للاهتمام بأعماله التجارية، بدلًا من الخوض في معترك السياسة، إذ يشغل بكار حاليا منصب رئيس مجلس إدارة شركات الزرقا، تاركا خلفه الحياة العامة، صابا اهتمامه فقط على التجارة والأموال والأرباح.
طارق السهري
شغل الطبيب طارق السهري منصب رئيس الهيئة العليا في حزب النور قبل إجراء الانتخابات الأخيرة الداخلية للحزب، والتي انسحب منها ولم يظهر داخل المؤتمر العام، وتعود أسباب الانسحاب إلى شعوره بعدم التقدير من قِبَل قيادات الدعوة السلفية.
عمد “السهري” إلى زيادة الاهتمام بعيادته الخاصة للأسنان، ودوره الأكاديمي في كلية طب الأسنان جامعة الإسكندرية، بعيدًا عن الحياة السياسية التي صرفت اهتمامه عن عيادته الخاصة، وبحسب مصدر، اتخذ السهري ذلك القرار على خلفية طرح اسمه على القوائم التي خاض بها الحزب انتخابات البرلمان الماضية على عكس رغبته في خوض الانتخابات على النظام الفردي.
إسماعيل المقدم
يعد الشيخ محمد إسماعيل المقدم أحد منظري الدعوة السلفية، وأحد المؤسسين للدعوة في الإسكندرية، ومنذ اليوم الأول كان موقفه ضد المشاركة في العمل السياسي، لكن مع ضغوط مجلس أمناء الدعوة السلفية وافق مرغما.
المفاجأة كانت في استغلال اسم الرجل من أجل كسب مساحة تأييد أو تهدئة جمهور الدعوة تجاه موقف سياسي مخالف لمعتقداتهم، فكانت موافقة إسماعيل المقدم كافية لتهدئة كل الثائرين ضد القرارات السياسية وتغليفها بغلاف ديني.
وصل الأمر إلى كذب نادر بكار وإدعائه بموافقة “المقدم” على قرارات الحزب بلا أي اشتراطات، وهو ما أزعج المقدم وعلى إثره فضل عدم الخوض في الحياة السياسية تحت أي مسمى واتجه إلى الدروس الدينية بعيدا عن العمل السياسي.
ياسر برهامي
الاسم الأكبر والأقوى داخل الدعوة السلفية وذراعها السياسي حزب النور، كان وما زال المحرك الأول للدعوة حتى جاءت ثورة 30 يونيو وبدأت مساحته في التقلص، وكان يملك قدرة على الظهور في عشرات البرامج، ويخطب في أكبر مساجد الإسكندرية، إلا أن ذلك كله اختفى وتبخر.
بات برهامي حبيس المنزل لفترات طويلة، وغاب عن المساجد الكبيرة، واكتفى بأن يكون مسجد الرحمن نافذته الوحيدة التي يطل منها على جمهوره وتلاميذه، بجانب حفاظه على موقع صوت السلف الذي يجيب من خلاله على جميع التساؤلات التي تطرح عليه.