اسليدرالتقارير والتحقيقاتالصحة العامةالمرأةمنوعات ومجتمع

كيف تغير طباعك الى الافضل وليس من الصعب أن تغير طباعك كيف ؟

احجز مساحتك الاعلانية

كيف تغير طباعك الى الافضل, الطبع أو العادة أو الخلق فى معرفة النفس هى زمرة أشكال الإحساس والسلوك المكتسبة والموروثة التى تميز فردا من آخر ؛ ونحن نسمع من بضع الناس العديد من الأمثلة التى تدعوا إلى الاستسلام للعادات والتى قد تصبح سلبية فى العديد من الأحيان مثل المثل : «مَنْ شبّ على شيء شاب صغير عليه» ،أو الطبع يغلب التطبع والذى يعنى صعوبة تحول عادات الإنسان وطباعه ،تلك الأقوال والأمثال وما شاكلها ترغب في أن تقول أن : العادة متحكمة وراسخة.

كيف تغير طباعك الى الافضل

وهنا نتساءل: هل العادة عسيرة أو مستحيلة التبدل؟ وهل طباع وعادات الطفولة والشباب ـ السيئ منها والمفيد ـ لا تتغيّر ولا تزول ؟ هل الطباع عسيرة على التحويل إلى ذلك الحدّ ؟الأمثال والأقوال الفائتة تجيب بـ (نعم) فهي لا تشاهد الطبع أو العادة سوىّ قدراً مقدوراً ولا يغيّر الأقدار سوىّ مقدّرها ، أي أنّ التحويل ـ حسب إتجاه نظر هؤلاء ـ عملية خارجية ليست بيد الإنسان .بلّنا نقول : إنّ عملية التبديل والتغيير ممكنة رغم ما يعتريها من صعوبات .وإذا أردت أن تغيّر شيئاً فيجب أن تنظر إليه نظرة مغايرة ،

لأنّ النظرة التقليدية تجعلك تقتنع بما أنت فيه فلا تشاهد احتياج للتغيير .. هذا أنّ أيّة عملية تحويل أو تبديل في أيّ طبع أو عادة تفتقر إلى إحساس داخلي أن ذلك الطبع أو العادة ليسا صالحين ولا بدّ من تغييرهما .

طرح بعض الاسئلة عليك

1ـ هل جرّبت أن تعدّل سلوكاً معيناً إثر تعرّضك إلى نقد حاد ؟

2ـ هل قرأت مقالة ، أو مؤخراً ، أو حكمة ، أو قصّة ذات عبرة ودلالة ، فتأمّلتها جيِّداً ، وإذا بها تجري في نفسك أثرا ، لتعيد النظر على ضوئها في أفكارك أو تصرّفاتك ؟

3ـ هل وقع أن مشيت في سبيل لمسافة طويلة ، ثمّ اكتشفت أنّ ذلك الطريق ليس الطريق الذى تريده ، ولا هو الذى يوصلك إلى هدفك ، ورغم معاناتك في السير الطويل وتعبك القوي ، تقرّر أن تسلك طريقاً أخر يوصلك إلى ما ترغب في ؟

4ـ هل في مرة سابقة أن كوّنت قناعة أو فكرة معيّنة بخصوص شيء ما ، وقد أعطت الإنطباع لبعض الحين ثابتة لا تتغيّر بل حدث ما جعلك انكماش قناعتك .. كفشل في تجربة ، أو تعرّضك لصدمة فكرية ، أو تشكّلت لديك قناعة حديثة إمّا نتيجة لـ الدراسة والبحث ، أو عن طريق اللقاء بأناس أثّروا في حياتك ، فلم تُكابر ولم تتعصب تعصب الجاهلين ، لأنّك شاهدت الفكرة المغايرة الأخرى أسلم وأفضل ؟

5ـ هل استقرتَ بداخل منطقة ، أو بقعة من الأرض ، لمدة طويلة فألفتها وأحببتها وتعلّقت بها لأنّها قد كانت حقلاً لذكرياتك، ثمّ حصل ما جعلك تهاجر منها أو تستبدل بها غيرها لظروف خارجية ، وإذا بك تألف الموضع الحديث ، وقد تجد فيه طيب الإقامة وحسن الجوار ؟

 

تحويل العادة بتحويل القناعات كيف تغير طباعك الى الافضل

إذا تحويل القناعات أمر فطريّ ، ويدلّل في العديد من الحالات على درجة من النضج والوعي والمرونة .إنّ العادة قد تصبح مادّية كالشراهة في الغذاء ، وقد تصبح معنوية كالكذب . وبالرغم أنّ الاعتياد والإدمان يجعل التخلّي والتخلّص من تلك العادات صعباً عليك ، بل بإمكانك أن تسأل العديد من الشرهين والشرهات الذين كسروا تلك العادة ، واعتدلوا في طعامهم ، ولك أن تسأل عن وسيلة فوزهم .

وحتى خصلة الكذب ، أو أيّة خصلة سيِّئة أخرى ، حينما عقد المبتلون بها العزم على معالجتها والتخلص منها ، وصدقوا في عزمهم وقرارهم ، استهجنوا هذه الخصال الذميمة ، وعملوا على استبدالها ، وعادوا انقياء منها .

أمّا مقولة «مَنْ شبّ على شيء شاب صغير عليه» فقد أسيء فهمها ، وتركزت النظرةُ إليها في المنحى السلبيّ ، أي مَنْ اعتاد على خصلة ذميمة في شبابه فإنّها ستلازمه حتى كبره ، وتوضيح المقولة توميء إلى أن إهمال العادات والطباع وتركها لتستفحل بلا دواء ، حتى لتكون عقب حين جزءاً لا يتجزّأ من الجسد ، أي أنّ المقولة ليست قاعدة ثابتة أو قانوناً قاسياً ، وإنّما هي توصيف لحالة استعباد العادة للشباب .

ويجب أن نعلم أن الإنسان بطبعه ألوف .. يألف ، ويؤلف .. يألف أرضه فيحبّها ، ويألف الإنسان الذي يعاشره مرحلة من الزمن فيعزّ عليه مفارقته ، بلّه ـ إلى جوار هذا ـ مزوّد بقابلية التكيّف مع الأحوال والحالات والأماكن والوجوه المتنوعة .والتأقلمُ لطفٌ من الله ورحمة ، وبدونه يحدث الإنسان ضحيّة الحزن والكآبة والقلق والخوف ومرض الحنين وإلى غير هذا الأمر الذي يصاب به الذين لم يتأقلموا ولم يجرّبوا التكيف مع الأخبار والمتغيرات وبهِ يفتح الإنسان صفحة حديثة .. يشاهد آفاقاً حديثة .. يتعلّم أموراً لم يسبق له أن تعلّمها ، وما كان له أن يتعلّمها لو بقي قابعاً في موضعه ، فالتكيّف يضيف إلى مرونته ، وصبره ، وعلمه ، فيصبح أكثر تعاطياً مع الحياة والأشياء والأشخاص والأحداث بوجوهها المتنوعة .

التأقلم والتكيّف إذن دليلٌ آخر على أنّ الإنسان قادر على أن يكسر الحواجز ، والقوالب ، والسدود .. قادر على أن يعدل وضعه بحسب الشروط الحديثة ، وبمعنى آخر أنّ الإنسان ـ بقدرته على التكيّف ـ لديه التمكن على التحويل .

والبعض من الرجال والنساء يمارسون تمارين رياضية في تربية الإرادة ، وتقوية التحكّم بالنفس والهيمنة عليها ، والبعض مثلاً كان ينام في النهار لساعة أو ساعتين ، بلّه قرّر أن يوقف تلك العادة ويلغيها من برنامجه اليوميّ .وقد يشعر بالصداع ليوم أو 48 ساعةٍ أو لبضعة أيام ، ثمّ ما هي سوىّ أيام حتى يعتاد الحال الحديث ، فيعرف أنّ الصداع الذي شعر به عقب ترك عادة النوم ظهراً وهميّ ، أو أ نّه ردّ إجراء فطريّ لترك عادة مستحكمة تفتقر إلى وقت حتى يزول تأثيرها .والبعض ترك شرب الشاي أو القهوة.. وشعر ايضاًً بالصداع .. بلّه ما لبث أن قهر ذلك الإحساس وما لبث أن استقامت حياته بلا الشاي أو القهوة وكأنّ شيئاً لم يكن .والبعض ترك التدخين .. وشعر أيضاً بالصداع والشوق إلى التدخين ، بلّه تغلب عليه بالصبر والمران والصمود .

تلك التمارين في تربية الإرادة والخروج على السائد والمألوف دليل آخر نضيفه إلى أدلّتنا في أنّ تحويل الطباع والعادات محتمل وميسور  كيف تغير طباعك الى الافضل .

رئيس التحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى