الأدب و الأدباء

غداً تعود الجراح

احجز مساحتك الاعلانية

 

( غداً تعود الجراح
قصيدة الشاعر رمزي عقراوي


غداً ! أجَلْ غداً !
تعودُ الجراحُ يا موطني
ويولجُ النهارُ في الليلِ
رغم أنفِ الزّمنِ !!
فيعودُ الطفلُ مُبعثرَاً أوصالهُ البالية
والمرأةُ الحبلى تمُزِّقُها القنابلُ الجانية
والشيخُ الوقورُ تُطوِّحهُ المصائبُ الداهية
والأشجارُ الباسقة تتناثرُ أغصانها العالية
=========
غداً ! أجل غداً
تعود الجراح يا موطني
ويولج النهار في الليل
رغم أنف الزمن !!
فترجعُ الوديانُ إلى عُريها المبهمِ
والسهولُ إلى وحشةِ قَفرِها المتيمِ
والجبالُ الشمُّ إلى سَوادِها المظلمِ
وترجعُ الحقولُ إلى يَبابها المضرمِ
==========
غداً ! أجل غداً !
تعود الجراح يا موطني !
ويولج النهار في الليل
رغم أنف الزمن !!
فتغدو الرياضُ جداولاً من دماءٍ غزيرة
تنزِفُ من أجسادِ كوردٍ أبرياءٍ وفتياتٍ فقيرة
تنشرُها ظلماً وعدواناً المقاتلاتُ المغيرة
هنا وهناك بين ثنايا القِفارِ الأسيرة
===========
غداً ! أجل غداً !
تعود الجراح يا موطني !
ويولج النهار في الليل
رغم أنف الزمن !!
فتبدو السماءُ مُكفهرَّةً بعد صَحوٍ حبيبْ
والوجوهُ عابسةً بعد تألُّقٍ رطيبْ !
والجماهيرُ الكادحة حزينةً بعد فرَحٍ خصيبْ
وتصبحُ السواقي آسِنةً بعد رونقٍ عجيبْ !
==================
غداً ! أجل غداً !
تعود الجراح يا موطني !
ويولج النهار في الليل
رغم أنف الزمن !!
فتصيرُ الغدائرُ شُطآناً للدماءِ الكورديةِ الطاهرة
بعد أنْ تجرُفها باطلاً تياراتُ الجذوةِ الكافرة
نحو الرّدى والدّمار بالحديد والنيران الغادرة
من أجسامِ زهورٍ غضّةٍ وورودٍ عاطرة
تتفتحُ أكمامُها المنبثقة من شموسٍ زاهرة
عندها ينبلجُ (الفجرُ الجديدُ) في كوردستان العامِرة
فقد تمُسي الأيامُ…
كدُجى الليالي الماكرة
تُبيدُ الكوردَ المخلَصين
عن بكرة أبيهم الآطرة !
وتزجُّ بأحرارِهم…
في غياهبِ دياجٍ جائرة
زاعمةً أنَّ الصَّحَْوَ…
سيدومُ لمطامعها الفاجرة
وأنَّ كوردستان …
ستدومُ لأهوائِها الساخِرة
(لكن !)؟
ستُمزَّقُ الأقنعة…
عن وجوهِ المجرمين الفاترة
وستُعرّى الكواليسُ – حتماً
عن أهواءِ كل الخونةِ الغادرة !

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى