الاسلامياتقرأت لكمعلومات عامة

هود عليه السلام

احجز مساحتك الاعلانية

هو أحد الأنبياء الله عز وجل
كتب _دكتور اشرف المهندس
، أرسله الله تعالى إلى قوم عاد، وهي إحدى القبائل البائدة التي تفرعت عن أبناء سام بن نوح، سُمّيت القبيلة بهذا الاسم نسبةً إلى (عاد بن إرم بن سام). ذكر ابن كثير بأنّ هود هو هود بن شالخ بن أرفحشذ بن سام بن نوح، وقيل أيضاً بأنّه عابر بن شالخ بن سام بن نوح، وذكر بأنّه بن عبدالله بن رباح بن لجلود بن عاد بن سام بن نوح.

قوم عادٍ كانوا يسكنون منطقةً تقع جنوب شبه الجزيرة العربيّة، إلى الشمال من حضرموت والأحقاف والربع الخالي، تقع إلى الشرق منها سلطنة عمان، وشكلها في يومنا هذا أرضٌ قاحلة رمليّة تخلو من العمران وغير صالحة للسكن. كان قوم عادٍ من عبدة الأصنام؛ حيث كان لهم أصنامٌ ثلاثة هي (صدا، وهرا، وصمودا)، ذكرت الكتب أنّهم كانوا يسكنون مبانٍ ضخمة.

قصّة هود عليه السلام
ذكر القرآن الكريم قصّة هود مع قوم عاد بالتفصيل؛ حيث ورد ذكره في عشر سور، وبيّن القرآن بأنّ قوم عادٍ هم الخلفاء في الأرض بعد قوم نوح، كانوا يمتازون بالشدة والقوة، وكانوا قوماً مترفين، رزقوا بالأنعام والبنين، وازدهرت الجنان من حولهم وعيون الماء، شيّدوا العديد من القصور الفخمة الشامخة، قاموا بتشييدها على المرتفعات والروابي للتباهي بها، وهي من المعالم التي كانت تُظهر قوّتهم وترفهم، كانوا من عبدة الأوثان، لا يؤمنون بالله ولا يعترفون باليوم الآخر، بعث الله إليهم هوداً ليدعوهم لعبادة الله، وترك ما يعبدون من دونه، وأنذرهم من عقابه وغضبه، فما كان منهم إلّا أن استهزؤوا بدعوته وقاموا بتكذيبه، ولم يستجب لدعوته إلا فئة قليلة منهم.

بعد تشبّث قوم عاد بآلهتهم ومعاداتهم لهود عليه السلام، أرسل الله عليهم ريحاً عاتية لمدة ثمانية أيّام وسبع ليالٍ، دمّرت هذه الريح كل شيء، وأهلكت قوم عادٍ جميعاً، بقي منهم على قيد الحياة هود عليه السلام ومن تبعه.

موقع قبر هود عليه السلام
اختلف الكثيرون في الموقع الحقيقي لقبر هود عليه السلام، حاله كحال قبور باقي الأنبياء؛ حيث قيل بأنّ قبره يقع في مسجدٍ، يقع هذا المسجد في قريةٍ مهجورة بالقرب من حضرموت، إلى الشمال من المكلا، يتوافد إلى المكان الزوّار بشكلٍ كبير لإقامة طقوسهم الدينيّة الخاصة، وعثر في المكان المحيط بالقبر على نقوشٍ مختلفة وآثارٍ قديمة.

قيل أيضاً بأنّ قبر هود عليه السلام يقع بالقرب من بئر زمزم، ويعتقد البعض بأنّ قبر هود موجودٌ في دمشق، وأنّه وجد جدارٌ بجانب مسجد منقوشٌ عليه هنا يقع قبر هود عليه السلام.

يعتقد البعض بأنّ قبر هود موجودٌ في مقبرة وادي السلام في مدينة النجف في العراق، وإلى جواره تقع قبور الأنبياء آدم ونوح وصالح. وقيل بأنّ قبر هود يقع في قمة جبل مرتفع الى الشرق من مدينة جرش الأثرية، وتحديداً في قرية النبي هود التي عرفت بهذا الاسم نسبةً لهود عليه السلام، والطريق إلى هذا القبر متعرجٌ وضيّق وحاد الارتفاع، في مبنى يتكوّن من غرفة مساحتها 16متر مربّع، يعلو هذا المبنى قبةً وتفرش أرض المبنى بالسجاد والحصر.

الرسل والمعجزات’
إنّ الله عز وجل أرسل العديد من الرسل والأنبياء لهداية قومهم وتذكيرهم بوجود الخالق وحده لا شريك له، وأنزل عليهم العديد من الكتب السماوية كمعجزات وكطريق لتعليمهم أسس دينهم والطرق الصحيحة في تطبيقه، فكان أكثرهم يكفرون ولا يؤمنون في ذلك، ومنهم قوم عاد الذي أرسل الله تعالى لهم سيدنا هود عليه السلام، وقد ذُكر ذلك في آية من القرآن الكريم فقال تعالى: ” وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ”. سورة هود.

ذكر ابن كثير أنّ اسم سيدنا هود كاملاً وهو هود بن شالخ بن أرفحشذ بن سام بن نوح، من أصل عربيّ نشر رسالته الدينيّة في منطقة الأحقاف التي تقع جنوب الجزيرة العربية، التي كان بها قوم عاد وكانوا يعبدون ثلاث أصنام، وفي يومنا هذا فإنّ المنطقة خالية تماماً من السكان ومن الديار، وأصبحت صحراء قاحلة.

قد دعا سيدنا هود قوم عاد بأن يؤمنوا بالله تعالى وحده لا شريك له، وأن يتركوا عبادة الأصنام التي لا تفيدهم ولا تضرّهم بشيء، فما كان منهم إلا أن كذبوه واستهزؤوا به وبدعوته ، وأصروا على العناد والكفر، وخاصّة أنهم كانوا يتّصفون بعدّة صفات جعلتهم يظنّون أنفسهم أنّهم مخلدون، ولا يعلمون أنّ الله هو الذي أمدّهم بذلك وبقدرته أن يُزيل النعمة عنهم متى شاء.

صفات قوم عاد
شديدون البطش، وأقوياء وأشدّاء في قامة الجسم.
مترفون وأغنياء، فأمدّهم الله بالجنات والعيون والأنعام والبنين.
بناؤهم شامخ وعالٍ، وقصورهم ضخمة، والتي كان يُقصد بها التباهي والتفاخر، فكانت مدينتهم لا تضاهي أيّاً من المدن المجاورة في وقتها.
يعبدون ثلاثة أصنام تُسمى هرا، وصمودا، وصدا، وكانوا ينكرون وجود الآخرة، ويقولون أنّ الحياة فقط محصورة بالدنيا، وذلك ما كان عليهم آباءهم من قبلهم.

حاول سيدنا هود هدايتهم مرّة أخرى وتذكيرهم أنّ ما هم فيه من قوة جسديّة، ومن أنعام وقصور هو من الله، فما زادهم ذلك إلا إصرار على الكفر والعناد، ليكون عقاب الله سبحانه وتعالى، والذي كان بإرسال سحاب عليهم، فلما رأوه فروحوا واعتقدوا أن بتلك السحاب الخير، إلا أنّها كانت محمّلة برياح قوية أهلكتهم في سبع ليالٍ وثمانية أيام، لتقتلهم وتهدم جميع ما بنوه من قصور ومبانٍ، وقد أنجى الله تعالى سيدنا هود ومن آمن معه الذين كانوا يتّصفون بقلّة العدد.

الدليل الشرعي القاطع في ذلك ما قاله الله تعالى في أية من آيات سورة هود، فقال : “وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (6) سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7) فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ (8)”

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى