بقلم / سعيد الشربينى
هذه هى الكلمات التى نطق بها الرئيس ردآ على سؤال الرئيس الفرنسى حول حقوق الآنسان فى مصر . قائلآ : ليس لدينا تعليم ولا صحة ولا توظيف .مما جعلنا نتوقف لنتسائل: فماذا لدينا اذآ ؟
فى أكثر من مقال لنا ق نوهنا واشرنا الى السياسة الناجحة التى اتبعها / محمد على باشا للنهوض بالدولة المصرية حيث كانت اولى اهتماماته ترسيخ دعائم الاسس الاربعة لقيام الدولة المصرية وهى ( التعليم – الصحة – الزراعة – الصناعة ) ايمانآ منه بأن هذه الاركان ان صلحت صلح معها جسد الدولة المصرية فى كافة مناحيها . فكان اهتمامه الاول بالتعليم فأرسل البعثات ومهد الطريق امام المعلم والمتعلم وحفظ لكل منهما مكانة مما ساعد على ترسيخ مبادئ الوطنية والانتماء الحقيقى للوطن .
وبعيدآ عن كيف وماذا والدخول فى التفاصيل لأن التاريخ مليئ بالتجارب الناجحة ولكننا دومآ ما ننظر الى الوراء ونستقى من الماضى عقوله وليست تجاربه ولذلك بعد الالاف السنوات من الحضارة التى نتشدق بها مازلنا نبدأ من الصفر والى الصفر نعود !! ؟
علمآ بأن هذه التجارب لاتحتاج منا غير بعض القرارات الجريئة والحاسمة سواء للمعلم أو الطالب وتفعيلها على ارض الواقع بعيدآ عن فكر التجارب الخرافية التى لانجنى من ورائها الا فشلآ يتبعه فشل . وما دمنا نعترف للعالم بأننا ليس لدينا تعليم جيد . الم يكن بالآحرى أن نسائل انفسنا لماذا ؟
ثانيآ : اخفاق الدولة والحكومة فى أن توفر للمواطن الحياة الصحية الملائمة يعد فشلآ زريعآ قد نادينا به مرارآ من أجل العمل على تصويبه والاهتمام بصحة المواطن الذى اصبح تبارحه العلة . فأذا ما مرض مواطنآ ما وذهب الى المستشفيات الحكومية للعلاج فلا يجد بها حتى العلاج الذى يساعد على الاسعافات الاولية من أجل الابقاء على حياته التى اصبحت لاتمثل فى نظر الحكومة والدولة الا فئران تجارب مات من مات ونجى من نجى بمعنى انها مشيئة الله ولا دخل للدولة به !!.
والسؤال هنا : ماذا قدمت وزارة الصحة للمواطن المصرى منذ توليها منصبها غير فكر ( كله بآمر الله ) ونعم بالله . بل فتحت الباب على مصرعيه أمام المستشفيات الخاصة التى تصول وتجول بحياة المواطن وابتزازه دون رقيب أو محاسب ؟
ماذا يفعل المواطن البسيط والفقير اذا ما بارحة العلة أمام جبروت وسماسرة المستشفيات الخاصة وهو الان لايملك حتى قوت يومه ؟
اليست الدولة المصرية والحكومة هى المعنية بذلك ؟ أم أن المواطن المصرى الفقير والبسيط ومحدود الدخل لاحق له فى الحياة مادام الفكر الحكومى يحارب الفقراء ويدعوا الى ابادتهم ؟
فأذا ما ارتفعت نسبة المرض بين ابناء الشعب فلمن اذآ البناء والاعمار هل يمكن أن تدار مؤسسات الدولة بأيدى شعب أغلبه بارحته العلة ؟ كيف ؟
ثالثآ : ليس لدينا توظيف جيد على حد قول الرئيس . الم نسآل انفسنا لماذا ؟ وماذا فعلنا خلال السنوات الماضية ؟ وما هى المشروعات التى قامت بأنشائها الدولة والحكومة من أجل استيعاب هذه القوة البشرية الهائلة وتقضى على البطالة والبطالة المقننة ؟
منذ الثلاثين من يونيو ونحن نسمع ونقرأ عن مشروعات عملاقة وهذا شئ جيد نتمناه جميعآ ولكن اين هو على ارض الواقع ؟ مازال ابنائنا من خيرة شباب مصر يتسكعون على النواصى والمقاهى والكافيهات بعدما اطاحت بأحلامهم هذه الحكومات التى برعت فى اطلاق التصريحات الرنانة الواحدة تلو الاخرى من خلال وسائل اعلامها وعندما يذهب الشباب ليتحسسها فلا يجد الا سراب !!
ولكن الغريب فى الآمر أن ذلك كله نعرفه الدليل أن الرئيس ذكره فى حديثه على العالم . الاغرب منه اننا مازلنا نتسائل !!
الآمر بأختصار يحتاج منا الى الشفافية مصارحة انفسنا باقعنا المؤلم بعيدآ عن دفن رؤسنا فى الرمال النعرة الكدابة مهاجمة كل من انتقد اتهامه بالتخوين والعمالة .. فيا سادة لن ولم تبنى الاوطان بصناعة الالهة بل بالنظر والبحث والتآمل فى الواقع المحيط بنا الذى نراه جميعآ ونلمسه دون أن نكذب أو نرائ . فأما نكون أو لانكون .
فجميعنا بشر يمكن أن نخطأ أو نصيب وواجبنا الالتفاف حول قضايانا المجتمعية ومناقشتها بكل وضوح وشفافية والعمل على تصويبها وليس بتكميم الافواه والحكر على الرأى الآخر ونشر فكر العبودية والتباعية بل يجب علينا أن نفكر فى مصرنا الحبيبة وبشكل حضارى من أجل بنائها اذا كنا نرغب فى ذلك .
علينا أن نعيد النظر فى كل ما حولنا شعبآ وقيادة وحكومة وبرلمان ونقف عند اخطائنا . علينا ان نترك مساوئ الماضى بأن نهلل ونطبل ونؤيد دون ادراك . حتى اللذين يتحدثون دومآ بأننا فى حالة حرب حقيقية ونحن معهم . ولكن علينا أن نصارح انفسنا اما نعلن بأننا فى حالة حرب ونعد لذلك . واما نعلن بأننا فى مرحلة بناء ونتكاتف من أجل ذلك .
ففلا يتفق بأن نبنى ونحن نحارب لأن الحرب سوف تهدم البناء وبالتالى نكون كالواقف أمام البحر لايآخذ منه ويلقى فيه . واما نتوقف عن البناء ونعلن الحرب على اعداء الوطن فى الداخل والخارج حتى نحقق النصر ثم نعيد الاعمار والبناء .
فلا توجد دولة فى العالم ولا شعب من شعوب العالم يرتقى ويتقدم الا اذا تحقق لديه الاسس الاربعة ( التعليم – الصحة – الزراعة – الصناعة ) بدونهم نبدأ من الصفر والى الصفر نعود .
( حمى الله مصر شعبآ وجيشآ وقيادة من كل مكروه وسوء )