التقارير والتحقيقاتصفحات من تاريخ مصرقرأت لك

اكتوبر .. وصناعه مجد وتاريخ

احجز مساحتك الاعلانية

ايمان عبد الرازق
النتائج السياسية للحرب:
كانت البداية موفقة، سياسياً، حيث استطاعت الدبلوماسية المصرية حصار النفوذ السياسي الإسرائيلي، وفرضت نطاق من العزلة على العلاقات الخارجية لإسرائيل، خاصة في الميدان الأفريقي. كان الهدف الرئيسي، من أعمال القتال، كما حددتها القيادة السياسية المصرية منذ البداية، كسر جمود الموقف، الذي أحدثته سياسة الوفاق بين القطبين العالميين. وقد نجحت نتائج الحرب، في تحريك قضايا المنطقة، والاتجاه بها نحو الحل السلمي، رغم البداية العسكرية لها. وقد وضح ذلك منذ اللحظات الأولى لبدء القتال، إذ قرر مجلس الأمن، في قراره الرقم 338، يوم 22 أكتوبر 1973، البدء فوراً في التفاوض بين الأطراف المتقاتلة. وإن كان لم يتيسر ذلك في الحال، لتعنت الجانب الإسرائيلي وتسويفه المستمر، في تنفيذ القرار (والذي كان يقضي بوقف إطلاق النار خلال 12 ساعة)، إلا أن إجراءات التنفيذ، كان تصر، في كل خطوة، على التباحث بين الطرفين، وقد ساعد ذلك، إلى التوصل لنتائج إيجابية من اتفاقيات، وكانت مثالاً يحتذى به من دول أخرى، للوصول إلى اتفاق مع إسرائيل، للمشاكل المعلقة معها. كان من أهم النتائج، سياسياً، وضوح تأثير التضامن السياسي العربي، فقد كان لقرارات مؤتمر قمة الخرطوم، عقب الحرب السابقة (1967)، آثاراً معنوية، ومادية مؤثرة، لصمود دول المواجهة التي تأثرت بنتائج تلك الحرب (1967)، وتمكنها من الإعداد لمعركة تالية (1973). وقد انعكس التضامن السياسي، إلى المجال الاقتصادي والعسكري، بدرجات متفاوتة، وضحت كذلك فيما قدمته الدول العربية، من دعم للمعركة، في ذلك المجالين، والذي كان أبرزهما، استخدام النفط العربي كسلاح في تلك الحرب، ودعم القوات المسلحة للدول العربية المشتركة في الحرب (مصر وسورية)، بقوات وأسلحة، من دول عربية أخرى. كان العمل السياسي، الذي تم أثناء القتال (اتفاقيات فك الاشتباك)، ذو هيئة عسكرية بحتة، حرصت عليها مصر ـ إذ تمت المباحثات بأطراف عسكريين، بما في ذلك ممثل الأمم المتحدة ـ وكان العمل السياسي العسكري يبحث التعقيدات في الموقف العسكري، وقد توصل لحلول إيجابية نسبياً، أدت إلى انفراج مرحلي في الموقف، العسكري، مما ساعد على توقف قتال حقيقي بين الطرفين. وقد مهد ذلك إلى التطلع إلى السلام الدائم في المنطقة، والذي بتحقيقه، “كسلام شامل وعادل”، تكون حرب أكتوبر 1973، قد حققت المطالب العربية منذ 1948، وبدون ذلك السلام، فإن حرب أكتوبر 1973، تكون مبتورة النهاية، محلية النتائج. أثمرت نتائج حرب أكتوبر 1973 العسكرية، عن إعادة العلاقات بين مصر، والولايات المتحدة الأمريكية، والتي قطعت في أعقاب حرب يونيه 1967، وإن استمرت في شكل تشاور، من خلال القنوات الغير رسمية، بهدف تطبيق القرار الرقم 242. كذلك فإن مقدمات الحرب 1973، أدت إلى متغيرات في نفوذ قطبيّ العالم، إذ فقد الاتحاد السوفيتي وضعه المميز في مصر، عقب قرار الرئيس السادات، بإنهاء عمل المستشارين السوفيت، بالقوات المسلحة المصرية، وزيادة النفوذ الأمريكي بها. كان للموقف السياسي الداخلي الأمريكي، أثره على السياسة الخارجية لها. فقد كان الرئيس الأمريكي نيكسون، يحاول معالجة آثار أزمة تورطه في فضيحة انتخابية، وكان نائبه يعاني من أزمة فضيحة مالية . ونتج عن ذلك، أن أصبح مستشار الرئيس الأمريكي للأمن الوطني، هنري كيسنجر ، المحرك الرئيسي للسياسة الخارجية الأمريكية، إلى درجة تجميد فاعلية وزير الخارجية (وليام روجرز)، وإملاء كل ما هو لمصلحة إسرائيل، على الساحة السياسية، ثم الإطاحة بوزير الخارجية، ليتولى كيسنجر هذه المهمة كذلك، وتصبح مصلحة إسرائيل، هي الشغل الشاغل للسياسة الخارجية الأمريكية . وقد ابتدع كيسنجر، سياسة الخطوة خطوة، وأسلوب الزيارات المكوكية بين طرفي النزاع.
 النتائج الاقتصادية للحرب:
أدت النتائج الإيجابية العسكرية للحرب، إلى تغيير في المناخ السياسي بالمنطقة، بما تبعها من اتفاقيات ومبادرات لإحلال السلام الدائم في المنطقة، وقد ساعد ذلك على انتعاش الاستثمار الخارجي، واتجاه رؤوس الأموال الأجنبية، والعربية، للاستثمار في مصر، وهو ما غير الواقع الاقتصادي المصري، والذي كان على حافة الافلاس، إلى انتعاش، ونمو اقتصادي نسبي. وقد غير ذلك في اتجاهات العلاقات الاقتصادية والتجارية العالمية، والتي تبعت التغير في اتجاهات العلاقات السياسية، بزيادة الاعتماد على الدول الغربية اقتصادياً وتجارياً، وتقليل العلاقات الاقتصادية والتجارية مع الكتلة الشرقية، التي يتزعمها الاتحاد السوفيتي. كانت أولى النتائج الاقتصادية عربياً، هو التضامن العربي الاقتصادي، والذي لم يشهد من قبل، تأثيراً فعالاً للقدرات الاقتصادية العربية، في الأحداث الإقليمية والعالمية، كما شهدته تلك الحرب. وكانت البداية قرارات مؤتمر قمة الخرطوم، الذي دعمت فيه دول النفط العربية (المملكة العربية السعودية، والكويت، وليبيا) دول المواجهة، مالياً، ليمكنها الصمود وتخطي نتائج الحرب السابقة (يونيه 1967) استعداداً لجولة جديدة من الصراع مع إسرائيل . غيرت حرب أكتوبر من توجهات الاقتصاد العربي، نحو الكتلة الشرقية، ليتحول إلى الكتلة الغربية، شأنها في ذلك، شأن السياسة المصرية، وقد أدى ذلك إلى تغيير في النظام الاقتصادي المصري ككل، فابتعد عن النظام الشمولي، والمركزية في التخطيط والإدارة للشؤون الاقتصادية، الذي يفرضهما النظام الشمولي، إلى الانفتاح الاقتصادي، وتخفيف الأعباء الاقتصادية عن كاهل الاقتصاد المصري، وإن كان لم يحقق كل النتائج المرجوة منه (لاختلاف المفهوم، والنهج الذي سار عليه الانفتاح، حيث تحول إلى انفتاح استيرادي، أضعف من مشاركة القطاع الخاص الوطني في الإنتاج الصناعي). أوضحت النتائج الاقتصادية للحرب، القيمة الاقتصادية الحقيقية، للاقتصاد العربي، والإمكانات العربية الاقتصادية الغير نفطية كذلك، وهو ما أدى إلى زيادة محسوسة، في حجم التبادل التجاري البيني للدول العربية، والاتجاه إلى زيادة فاعلية التكامل الاقتصادي العربي . على الصعيد الدولي، غيرت حرب أكتوبر، من بعض المفاهيم الاقتصادية العالمية، فقد كان الاعتقاد السائد، أن مستويات النشاط الاقتصادي المنخفضة، يتولد عنها معدلات أرباح منخفض، وهي بدورها ستخفض من معدلات الاستثمار والإنتاجية، وينتج عن ذلك معدلات تضخم منخفضة. مع بداية عام 74 (بعد حرب أكتوبر 73 مباشرة)، كانت معدلات البطالة آخذة في الارتفاع، متزامنة مع معدلات تضخم آخذه في الزيادة السريعة، مع انخفاض حاد في معدلات النمو الإنتاجي . ولم يفلح التعامل مع تلك الأزمات المتناقضة، بالآليات الاقتصادية التي ابتكرت التيار الفكري الاقتصادي، المعروف “بالتيار الكينزي”، (عن طريق آليات رفع الطلب الفعال)، وأدى الأمر إلى ظهور تيار فكري اقتصادي جديد (التيار النقدي)، والذي عرض آليات جديدة عن طريق اقتصاديات العرض . من وجهة أخرى، كان الاقتصاد الدولي، يشهد عدة تطورات، تزامنت مع الأحداث الاقتصادية للحرب، فزادت من آثار الأزمة الاقتصادية التي كان يمر بها الاقتصاد الغربي، والأمريكي، في هذه الحقبة (السبعينات من القرن العشرين). فقد تراجعت القوة الاقتصادية الأمريكية (قياساً على الدول المتقدمة اقتصادياً الأخرى)، وزاد العجز الأمريكي في الميزان لزيادة وارداتها، عن صادراتها. ومع زيادة القدرة الإنتاجية التي وفرها التطور التقني للإنتاج الصناعي الياباني، اهتزت مكانة الولايات المتحدة، كزعيمة للعالم الغربي اقتصادياً وتقنياً. وزاد ذلك من آثار الأزمة الاقتصادية. أدت الإيرادات الاقتصادية، العربية، والتي عرفت بسلاح النفط، بداية من 16 أكتوبر 1973، تضاعف لآثار الأزمة الاقتصادية على العالم الغربي، إذ نتج عنها توزيع متكافئ للأمة تقريباً لآثار الأزمة على دول أوروبا الغربية والولايات المتحدة الأمريكية. أدى ذلك إلى تأثر كل الدول الغربية بالأزمة ونتائجها المتضاعفة، في وقت واحد، وهو ما قلل من المرونة المتاحة، التي يمكن التنقل خلالها، لتفادي الضرر المتوقع من الأزمة . وقد أسفرت أزمة السبعينات عن تدهور لقيمة العملة الأمريكية ـ الدولار الأمريكي ـ أدى إلى تعميق الآثار الناتجة، إذ كان الاقتصاد العالمي يعتمد على قوة تلك العملة، كاحتياطي نقدي دولي، طبقاً لاتفاقيات مريتون وودز عام 1944. وكان ذلك يدعم من قوة الولايات المتحدة الأمريكية اقتصادياً، وقد انهار ذلك النظام، باضطرار الولايات المتحدة، لفصل العلاقة بين الدولار الأمريكي والذهب، ثم تعويم سعره، مما عرضه خلال حرب 1973، لصدمات متتالية، بدءاً من الحظر الذي فرض على النفط، ثم رفع أسعاره عالمياً، وأدت تلك النتائج إلى تأزم العلاقات التجارية الدولية، بين الدول الكبرى في النظام الاقتصادي العالمي. وأدى نجاح دول الأوبك في رفع أسعار النفط، المصدر للخارج، إلى تنبيه آخرين من دول العالم الثالث، المصدرة للمواد الأولية، الهامة لاقتصاد الدول الصناعية الغربية، بإمكان تكرار التجربة . أزمة النفط العربي عام 1973 : لم تكن الأحداث، التي عرفت بأزمة النفط عام 1973، هي الأولى، وإنما سبقها أزمة نفطية، عربية / غربية كذلك، عام 1956، وإن اختلف أسباب الأزمة، وتطور تداعياتها، على الاقتصاد الأوروبي . في عام 1973، كانت الأزمة النفطية في تزايد الأسعار، مما يؤثر على اقتصاد العالم الغربي. خلال الأعوام من عام 1950، إلى عام 1973، زاد الاعتماد على النفط العربي، مع تزايد النشاط الاقتصادي الغربي، وارتفع تدفق النفط العربي إلى الغرب من مليون برميل يومياً، إلى 20 مليون برميل يومياً عام 1973. بينما خفضت الشركات العالمية سعره عام 1959، 1960، وهو ما دعا لإنشاء منظمة الأوبك، لحماية مصلحة الدول المنتجة للنفط. وأدى تآكل القيمة الحقيقية للأسعار، إلى انخفاض لأسعار النفط عالمياً لتصبح 1.8 دولار للبرميل عام 1960، وظل كذلك حتى عام 1970، بينما ارتفعت أسعار صادرات المواد النفطية المصريه
نتائج الحرب عسكرياً:
رغم الخسائر الجسيمة، التي حاقت بطرفي الحرب، على جبهة سيناء، فإن كل من الطرفين استطاع أن يحقق عدة أهداف. ولم يحقق كلاهما الهدف الرئيسي من القتال عسكرياً. 1. الجانب الإسرائيلي فشلت إسرائيل في تقديرها لقوة الدول العربية المجاورة، وإمكاناتها العسكرية، كما فشلت كذلك في تحليلها للمعلومات المتحصل عليها، حيث لم تستطيع التوصل إلى نوايا المصريون والسوريون في بدء الحرب ضدهما، إلا في وقت متأخر للغاية. وهي بذلك تكون قد أهدرت الأساس الأول لاستراتيجيتها العسكرية، بالاحتفاظ بقوة رادعة. وكذلك أهدرت الأساس الثالث لاستراتيجيتها العسكرية، بقدرة إستخبارتها العسكرية على اكتشاف نوايا العرب لشن حرب ضدها، في وقت مبكر، حتى يمكنها إحباط التحضير للهجوم، وهو ما لم يحدث. ثبت كذلك، أن خط بارليف الحصين، ما هو إلا خط دفاعي محصن، يمكن اختراقه بالتخطيط الجيد والعزم والتدريب العالي المستوى، وقد لحق خط بارليف بنظائره في التاريخ من خطوط دفاعية، لم يصمد أي منها للهجوم المخطط جيداً. وقد أهدر ذلك الأساس الرابع للاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية، بالاستناد إلى العائق الطبيعي القوي (قناة السويس) في خطوط دفاعية محصنة متتالية. من وجهة أخرى فإن هدف الخطة الإسرائيلية الدفاعية لم يتحقق في بعض من مراحلها، حيث لم تستطيع منع المصريين من العبور، كما لم يستطع الخط الدفاعي الأول (خط بارليف) رغم حصانته المبالغ فيها، الصمود لأطول وقت، يتيح للقيادة السياسية والعسكرية اتخاذ القرارات الملاءمة وتعبئة وحشد القوات ودفعها. نجحت القوات الإسرائيلية، في منع القوات المصرية من الوصول إلى خط المضايق الغربية لسيناء، حيث كان هذا الخط محدداً من قبل القيادة السياسية كآخر خط دفاعي، غير مسموح باختراقه. وبمعاونة من الولايات المتحدة الأمريكية بإعادة تسليح قواتها، بعد استعراض خسائرها الكبيرة، تمكنت من اختراق الفاصل بين الجيشين المصريين، والتي عرفت به من نتائج استطلاع استراتيجي أمريكي، وأن تعبر إلى الغرب، لتنفذ خطة سابقة، تم التدريب عليها، ونجحت، نجاحاً محدوداً، في إنشاء رأس كوبري في الغرب، واستطاعت فتح ثغرة في حائط الصواريخ المضادة للطائرات المصري، وحصار ثلث القوات المصرية (الجيش الثالث الميداني). كانت النتيجة النهائية، بالنسبة لإسرائيل غير مطمئنة، فهي قد خسرت المعركة استراتيجياً منذ البداية، وإن أمكنها تحقيق بعض النجاح عملياتياً، وتفوقت تكتيكياً. مقابل خسائر كبيرة في المعدات الرئيسية خاصة الطائرات والدبابات، وفي الأفراد كذلك، وقد مكنتها المعاونة العسكرية الأمريكية من إعادة تسليح قواتها في الوقت المناسب. كذلك فإن المساندة السياسية، الأمريكية، مكنت إسرائيل من التسويف في تنفيذ قرارات مجلس الأمن، في محاولة للحصول على نصر إعلامي، بالاستيلاء على هدف استراتيجي، يمكنها من التفاوض من قوة، وقد فشلت في ذلك وصُدّتْ قواتها أمام الإسماعيلية وفي مداخل السويس. ساعدت الترتيبات الأمريكية، إسرائيل، على تحقيق بعض المطالب السياسية السابقة، وأضيف لها مطالب أخرى، وهو المكسب الحقيقي لإسرائيل من الحرب، والذي لم تستطيع تحقيقه بنصرها في حرب يونيه 1967: أ. حرية الملاحة لسفنها والسفن المتجهة إليها عبر خليج العقبة. ب. حرية الملاحة لسفنها والسفن المتجهة إليها عبر قناة السويس، بشرط ألا تحمل مواد عسكرية. ج. المباحثات المباشرة مع الأطراف العربية. د. التفاوض من أجل حلول لإنهاء الحرب، مع الدول المجاورة لها. هـ. الحصول على اعتراف الدول العربية بها كدولة، وإقامة علاقات سياسية واقتصادية معها. و. إنهاء الحصار السياسي والاقتصادي العربي ضدها، والمقاطعة الخارجية كذلك. 2. الجانب المصري: استطاعت القوات المصرية، تحقيق عدة أهداف للخطة الهجومية، وكذلك تحقيق عدة أسس للاستراتيجية العسكرية المصرية. بينما فشلت في تحقيق بعض الأهداف من الخطة، وكذلك أهدرت بعض أسس الاستراتيجية العسكرية، وكان للتدخل الأمريكي عسكرياً وسياسياً، إلى جانب إسرائيل، أثره في استفادتها من أخطاء القيادة المصرية عسكرياً وسياسياً، والذي لم تكن تستطيع أن تفطن لها بسهولة دون المعاونة الأمريكية. حقق المصريون من أهداف خطة “العملية بدر” الهجومية: أ. تدمير حجم كبير من القوات الإسرائيلية، ولم يكن لذلك أثر كبير، حيث تمكنت إسرائيل، بمعاونة أمريكية، من إستعواض الخسائر في المعدات والأسلحة، خلال فترة الوقفة العملياتية، الاختيارية للمصريين. ب. تحقق إلحاق خسائر عالية بالأفراد في القوات الإسرائيلية، إلا أنها لم يكن بالقدر الذي يجعل القيادة العسكرية الإسرائيلية عاجزة عن إمداد قواتها بالأفراد المدربين، مما يؤثر على كفاءة قواتها القتالية، لذلك لم يكن هناك تأثير مباشر لما تحقق. من وجهة أخرى، فإن الخسائر العالية في الأفراد، أدي إلى تحول نسبي في اتجاهات الرأي العام الإسرائيلي، إذ بدأ الشعب الإسرائيلي، يميل إلى تحقيق سلام دائم مع العرب المجاورين له، بدلاً من غزوهم، وتوتر العلاقات معهم. ج. استطاع النظام المتكامل للدفاع الجوي المصري، رغم إنشاؤه تحت ضغط الهجمات الجوية الإسرائيلية، خلال حرب الاستنزاف، من تحييد القوة الجوية الإسرائيلية، وهو ما لم تستفد منه القوات الجوية المصرية جيداً، بالحصول على السيطرة الجوية على مسرح العمليات. وقد اتسمت أعمال قتال القوات المصرية، بالحذر الشديد، مما أفقدها الفاعلية، والاستفادة بالمبادأة والمباغتة في بداية الحرب، وتدريجياً انتزعت القوات الجوية الإسرائيلية المبادأة وانكمشت القوات الجوية المصرية للدفاع عن قواعدها الجوية ومطاراتها العاملة فوق أراضيها، تاركة قواتها البرية دون معاونة جوية أرضية فعالة، وأفقد القوات المصرية تفوقها البحري لعدم وجود مساندة جوية له. د. حققت الخطة المصرية الهجومية مفاجأة استراتيجية، ونجحت بذلك في شل وإرباك القيادة الإسرائيلية، على مختلف المستويات، في المراحل الأولى من الحرب. وقد مكنها ذلك من تحقيق هدف آخر، وهو بناء رؤوس كباري شرقاً، واستقرارها وثباتها. إلا أن تسليم المبادأة لإسرائيل، بالوقفة ا
وشى ديان وزير الدفاع الإسرائيلي خلال حرب أكتوبر :-

أنى أريد أن أصرح بمنتهى الوضوح بأننا لا نملك القوة الكافية لدفع المصريين إلى الخلف وأننا لا نملك القوة الكافية لإعادة المصريين عبر قناة السويس مرة أخرى.
إن المصريين يملكون سلاحا متقدما .. وهم يعرفون كيف يستخدمون هذا السلاح ضد قواتنا ولا اعرف مكانا فى العالم محميا بكل هذه الصواريخ كما هو عند مصر ..إن المصريين يملكون العديد من الأنواع المختلفة من السلاح .. وهم يستعملون كل هذه الأنواع بامتياز وبدقة متناهية .
إن المصريين يستخدمون الصواريخ المضادة للدبابات وللطائرات بدقة ونجاح تام .. فكل دبابة إسرائيلية تتقدم نحو المواقع المصرية تصاب وتصبح غير صالحة للحرب

ويستطرد وزير الدفاع الإسرائيلي يقول :
الموقف الآن هو أن المصريين قد نجحوا فى أن يعبروا إلى الشرق بأعداد من الدبابات والمدرعات تفوق ما لدينا فى سيناء .. والدبابات والمدرعات المصرية تؤيدها المدافع البعيدة المدى وبطاريات الصواريخ والمشاة المسلحون بالصواريخ الخاصة بالدبابات .
هذا.. واننى أقول صراحة بأن سلاحنا الجوى يواجه الكثير من المصاعب .. وإننا خسرنا الكثير من الطائرات والطيارين بسبب بطاريات الصواريخ والسلاح الجوى المصري .

لقد اكتشفنا هذه الحقيقة التى تواجه سلاحنا الجوى فى الأيام الأولى وعندما قمنا بمحاوله لدفع المصريين مرة أخرى عبر القناة إلى الغرب .
اننى أقول بمنتهى الصراحة .. بأننا لو كنا قد استمررنا فى محاولتنا لدفع المصريين عبر القناة مرة أخرى ..لكانت خسائرنا فى العتاد والرجال جسيمة لدرجة أن إسرائيل كانت ستبقى بدون أي قوه عسكريه تذكر .. فان هذا يعنى دخولنا معركة عسكرية لانملك فى الحقيقة لا نملك فى الحقيقة القوة الكافية لها
ويستمر ديان فى الحديث :
إن المصريين يملكون الكثير من المدرعات, وهم أقوياء .. وقد ركزوا قواهم طوال السنوات الماضية فى إعداد رجالهم لحرب طويلة شاقة بأسلحة متطورة تدربوا عليها واستوعبوها تماما .
ولهذا فإننا تخلينا عن خططنا الخاصة بدفع المصريين أو محاولة مواجهة القوات المصرية فى محاولات لدفعهم عبر القناة مرة أخرى.. كما أننا تخلينا عن خطط الهجوم فى الجبهة المصرية
وهذا معناه أننا تخلينا عن النقط الحصينة فى خط بارليف

لقد انسحبنا من هذا الخط ..كان جزء من الانسحاب عملا نظاميا ولكن فى غالبية الأحوال كان الانسحاب بسبب شدة وطأة الهجوم المصري .
واننى أمل فى أن تكون معظم قواتنا فى هذه النقاط الحصينة قد استطاعت الانسحاب لان خط بارليف قد انتهى كخط دفاعي , أو حتى لمجرد خط للتعويق .. وقد فقدنا معظم الاتصالات مع قواتنا الباقية فى بعض نقاط هذا الخط التى تحاصرها القوات المصرية .
إن خط بارليف لم يعد حقيقة بالنسبة لنا ..ونحن لا نملك القوة لطرد المصريين الذين احتلوه أو حطموه .. ولا نملك القوة لدفع المصريين مرة أخرى عبر القناة إلى الضفة الغربية .
ويعترف وزير دفاع إسرائيل مصرحا :-
· إن الأهم بالنسبة لنا وللعالم أننا – إسرائيل – لسنا أقوى من المصريين وأن هالة التفوق الإسرائيلي قد زالت وانتهت إلى الأبد .
· وبالتالي فقد انتهى المبدأ الذى يقول أن إسرائيل متفوقة عسكريا على العرب كما ثبت خطأ النظرية الإسرائيلية بأن العرب سينهزمون فى ساعات إذا أعلنوا الحرب ضد إسرائيل .. وهذا ما كانت تعيش عليه إسرائيل طوال السنوات التالية منذحربالأيام الستة!

· ولهذا فعلينا أن نقول هذه الحقيقة ونعلنها للشعب فى إسرائيل .. اننى سأوجه رسالة إلى الشعب الإسرائيلي لأقول له هذه الحقيقة ولكن بأسلوب أكثر حرصا وبكلام مدروس حتى لا يصاب فى معنوياته .
· المعنى الأهم التالي .. هو انتهاء نظرية الأمن الإسرائيلية بالنسبة لسيناء..وعلينا أن نعيد دراساتنا وان نعمل على التمركز فى أماكن دفاعية جديدة .. لان التفوق العسكري المصري فى سيناء الآن لا يمكن مواجهته .
· انه لا يمكن الاعتماد على سلاح الجو الإسرائيلي لمنع المصريين من التقدم جنوبا وشرقا , لأننا لا يمكننا أن نوقف المصريين تماما .
إننا سنقوم بالتمركز شرقا وجنوبا وسنركز كل قواتنا وخاصة القوات المدرعة أمام المصريين ولكن هذا التمركز الجديد يجب أن يكون خارج نطاق النار المصرية .. المدفعية والمدرعات وأسلحة المشاة . اى نتمركز فى خط دفاعي جديد . وبالتالي يكون انسحابنا من خطوط الدفاع الرئيسية لنا فى سيناء وسرعة إنشاء خطوط دفاعية . وعلينا أن نحسن موقفنا الدفاعي .
اننى لا استطيع أن أقدم صورة وردية على الجبهة المصرية لان الموقف بعيد كل البعد عن الصور الوردية .. وهذه حقيقة يجب أن يعلمها الشعب فى إسرائيل بعد أن علمها العالم كله
إن أمامنا مهمتين:
· الأولى والرئيسية هي: بناء خطوط دفاعية جديدة .
· الثانية طويلة المدى، وهى إعادة إستراتيجيتنا وبناء قوتنا العسكرية على أسس جديدة .
إننا الآن ندفع ثمنا باهظا كل يوم فى هذه الحرب .. أننا نخسر الحرب .. إننا نخسر يوميا عشرات الطائرات والطيارين والمعدات .. والدبابات..والمدرعات والمدفعية وأطقم هذه المعدات ..وهذا ثمن باهظ بالنسبة لإسرائيل
· إننا خسرنا مثلا مئات الدبابات حتى الآن فى المعارك المستمرة .. بعض هذه الدبابات وقعت فى يد المصريين .
· إننا خسرنا خمسين طائرة على مدى الأيام الثلاثة الأولى من الحرب , والخسارة فى الطائرات والطيارين مازالت مستمرة بمعدلات لم تكن أبدا فى حساباتنا .
· إننا نحتاج حاليا للمزيد من الطائرات ..والدبابات ..والمعدات.. إننا نحتاج إلى المزيد من الرجال أيضا .. رجال طيارين ..وأطقم للمدرعات . وأطقم للمدفعية.. ولأسلحة المشاة .
لقد خسرنا مئات الدبابات حتى الآن .. ولا يمكننا مواجهة المصريين بدون الحصول على المزيد من الأسلحة والعتاد وخاصة الطائرات والدبابات
علينا .. أن نفهم .. أننا لا يمكننا الاستمرار فى الاعتقاد بأننا القوة الوحيدة العسكرية فى منطقة الشرق الأوسط ..فان هناك حقائق جديدة وعلينا أن نعيش مع هذه الحقائق الجديدة .


لقد طرأت متغيرات كثيرة منذ السادس من أكتوبر ١٩٧٣ ..لذلك ينبغي ألا نبالغ فى مسألة التفوق العسكري الإسرائيلي.. بل على العكس فان هناك شعور طاغيا فى إسرائيل ألان بضرورة إعاده النظر فى علم البلاغة الوطنية ..إن علينا أن نكون أكثر واقعية وان نبتعد عن المبالغة . نوفمبر ١٩٧٣

اهارون ياريف مدير المخابرات الإسرائيلية الأسبق :-
لا شك أن العرب قد خرجوا من الحرب منتصرين .. بينما نحن من ناحية الصورة والإحساس قد خرجنا ممزقين وضعفاء, وحينما سئل السادات هل انتصرت فى الحرب ؟ أجاب ” انظروا إلى ما يجرى فى إسرائيل بعد الحرب وانتم تعرفون الإجابة على هذا السؤال .
حاييم هيرتزوج رئيس دولة إسرائيل الأسبق:-

إن حرب أكتوبر انتهت بصدمة كبرى عمت الإسرائيليين ولم يعد موشى ديان كما كان من قبل .. وانطوى على نفسه من ذلك الحين .. لقد كان دائما على قناعة بأن العرب لن يهاجموا وليس فى وسعهم أن يهاجموا .. وحتى فى غمرة الاختراق المصري لم يعترف ديان بخطأ تحليلاته.. لقد أصبح ديان شخصيه من طراز هملت يمزقه الشك والتردد والعجز عن انجاز القرار وفرض إرادته.. وكانت تلك الحرب بداية النهاية لحكومات العمل التى حكمت إسرائيل لمدة خمس وعشرين سنة , حتى ذلك الحين تماما .. مثلما كانت الحرب سببا فى إحداث تغييرات فكرية فى عقلية القيادة الإسرائيلية.. التى بدأت تبحث عن طريق جديد وسياسة واقعية فى التعامل مع المشكلة عبر الحلولالسياسية .
(من مذكرات حاييم هيرتزوج )

لقد تحدثنا أكثر من اللازم قبل السادس من أكتوبر وكان ذلك يمثل إحدى مشكلاتنا فقد تعلم المصريون كيف يقاتلون .. بينما تعلمنا نحن كيف نتكلم .. لقد كانوا صبورين كما كانت بياناتهم أكثر واقعية منا .. كانوا يقولون ويعلنون الحقائق تماما حتى بدا العالم الخارجي يتجه إلى الثقة بأقوالهم وبياناتهم .
“ من تعليقات هيروتزوج – نوفمبر ١٩٧٣ “
ناحوم جولدمان رئيس الوكالة اليهودية الأسبق:-

إن من أهم نتائجحربأكتوبر ١٩٧٣ أنها وضعت حدا لأسطورة إسرائيل التى لا تهزم .. وللتفوق العسكري المطرد لإسرائيل فى مواجهة العرب .. كما كلفت هذه الحرب إسرائيل ثمنا باهظا – حوالي خمسة مليارات دولار- وأحدثت تغييرا جذريا فى الوضع الاقتصادي فى الدولة الإسرائيلية .. التى انتقلت من حالة الأذهار التى كانت تعيشها قبل عام إلى أزمة بالغة العمق كانت أكثر حدة وخطورة من كل الأزمات السابقة .. غير أن النتائج الأكثر خطورة كانت تلك التى حدثت على الصعيد النفسي .
لقد انتهت ثقة الإسرائيليين فى تفوقهم الدائم كما اعترى جبهتهم المعنوية الداخلية ضعف هائل .. وهذا اخطر شيء يمكن أن تواجهه الشعوب وبصفة خاصة إسرائيل وقد تجسد هذا الضعف فى صورتين متناقضتين أدتا إلى استقطاب إسرائيل على نحو بالغ الخطورة .. فمن ناحية كان هناك من بدئوا يشكون فى مستقبل إسرائيل , ومن ناحية أخرى لوحظ تعصب وتشدد متزايد يؤدى إلى ما يطلق اسم “عقدة الماسدا ” ( القلعة التى تحصن فيها اليهود أثناء حركة التمرد اليهودية ضد الإمبراطورية الرومانية , ولم يستسلموا وماتوا جميعا ) .
” من كتاب “إلى أين تمضى إسرائيل” .

ابراهام كاتزير رئيس دوله إسرائيل الأسبق :-

لقد كنا نعيش فيما بين عام ١٩٦٧,١٩٧٣ فى نشوة لم تكن الظروف تبررها, بل كنا نعيش فى عالم من الخيال لا صلة له بالواقع . وهذه الحالة النفسية هي المسئولة عن الأخطاء التى حدثت قبل حرب أكتوبر , وفى الأيام الأولى للحرب , لأنها كانت قد تفشت فى كل المجالات العسكرية والسياسية والاجتماعية , وأحدثت فيها مواطن ضعف خطيرة يجب على الإسرائيليين جميعا أن يتحملوا مسئوليتها , وعلينا أن نتعلم بعد هذه الحرب الفظيعة أن نكون أكثر تواضعا وقل نزوعا إلى المادية , كما يتحتم علينا أن نبذل كل طاقاتنا لأزاله الفجوة الاجتماعية , والتغلب على المادية التى أحدقت بنا .
الجنرال الإسرائيلي اليعازر رئيس الأركان الإسرائيلي ١٩٧٣:-


إن حرب أكتوبر هيحربتختلف عن كل الحروب التى خضناها ضد العرب . كانت المبادرة دائما فى أيدينا , وكان التحرك بالنسبة لنا أمرا سهلا لأننا نحن الذين كنا نهاجم , ولكن هم الذين هاجموا . ومعنى ذلك أن التوقيت لهم والهجوم لهم , أما المفاجأة فهي التى لنا . وأصبح علينا أن ندافع , وهذا أمر مرير كان يحز فى نفوسنا
الجنرال الإسرائيلي يشيعا جافيتش:-
بالنسبة لإسرائيل فى نهاية الأمر انتهت الحرب دون أن نتمكن من كسر الجيوش العربية..لم نحرز انتصارات .. لم نتمكن من كسر الجيش المصري أو السوري على السواء .. ولم ننجح فى استعادة قوة الردع للجيش الإسرائيلي .. وأننا لو قيمنا الانجازات على ضوء الأهداف ..لوجدنا أن انتصار العرب كان أكثر حسما .
ولا يسعني إلا الاعتراف بأن العرب قد أنجزوا قسما كبيرا للغاية من أهدافهم .. فقد اثبتوا أنهم قادرون على التغلب على حاجز الخوف والخروج إلى الحرب والقتال بكفاءة ..وقد اثبتوا أيضا أنهم قادرون على اقتحام مانع قناة السويس ولأسفنا الشديد فقد انتزعوا القناة من أيدينا بقوة السلاح .
“ ندوة عن حرب أكتوبر بالقدس ١٩٧٤-٩-١٦

أمنون كابيليوك معلق عسكري إسرائيلي :-
تقول الحكومة البريطانية ” كلما كان الصعود عاليا كان الدرس قاسيا ” وفى السادس من أكتوبر سقطت إسرائيل من أعلى برج السكينة والاطمئنان التى كانت قد شيده لنفسها .. وكانت الصدمة على مستوى الأوهام التى سبقتها قوية ومثيرة .. وكأن الإسرائيليون قد أفاقوا من حلم طويل جميل لكي يروا قائمة طويلة من الأمور المسلم بها .. والمبادئ والأوهام والحقائق غير المتنازع عليها ..التى امنوا بها لسنوات عديدة .. وقد اهتزت بل وتحطمت فى بعض الأحيان أمام حقيقة جديدة غير متوقعه وغير مفهومه بالنسبة لغالبية الإسرائيليين , و

المؤرخ العسكري الأمريكي / تريفور ديبوي – رئيس مؤسسة هيرو للتقييم العلمي للمعارك التاريخية في واشنطن الندوة الدولية عن حرب أكتوبر القاهرة 27 – 31 أكتوبر 1975 إنه نتيجة للقتال المشرف الذي خاضتة الجيوش المصرية و السورية إسترد العرب كبرياءهم و ثقتهم في أنفسهم مما أدى إلى تدعيم النفوذ العربي على الصعيد العالمي بشكل عام فليس هناك شك من الوجهة الإستراتيجية و السياسية في أن مصر قد كسبت الحرب . إن كفاءة الإحتراف في التخطيط و الأداء الذي تمت بها عملية العبور لم يكن ممكناً لأي جيش آخر في العالم أن يفعل ما هو أفضل منها و لقد كانت نتيجة هذا العمل الدقيق من جانب أركان الحرب و على الأخص عنصر المفاجأة التي تم تحقيقها هو ذلك النجاح الملحوظ في عبور قناة السويس على جبهة عريضة . لقد فشلت المخابرات الإسرائيلية فشلاً ذريعاً حيث تركز نشاط المخابرات العسكرية على النوايا المعادية بينما تم تجاهل القدرات المعادية لأنها لم تكن في الحسبان و أدى الخطأ في حساب القدرات العربية إلى نظريات خاطئة حول النوايا العربية من جانب أخر يجب إعطاء فضب كبير إلى الأمن العربي و السرية التي حجبت الحقائق بقدر يكفى لتأكيد المفاهيم الإسرائيلية الخاطئة المسبقة . لقد خاض المصريون الحرب البحرية في جوهرها بأسلوب إستراتيجي و خاضها الإسرائيليين بأسلوب تكتيكي ففرض المصريون حصاراً ناجحا على حركة الملاحة إلى ميناء إيلات و ذلك بإغلاق مضيق باب المندب و يبدو أن حصارهم في البحر المتوسط منع معظم السفن المحايدة و الإسرائيلية من الإقتراب من الشاطئ الإسرائيلي . في الجبهة الجنوبية فشلت محاولات إسرائيل لتدمير قواعد الطيران المصري في دلتا النيل فشلاً ذريعاً بفضل فاعلية الذفاع المصري . قرر الإسرائيليون أيضا محاولة الإستيلاء على مدينة السويس و لكن رغم أن دباباتهم توغلت إلى قلب المدينة فقد كانت المقاومة عنيفة جداً لدرجة أجبرتهم على الإنسحاب بعد أن أصيبوا بخسائر كبيرة .
رخ العسكري البريطاني / إدجار أوبلانس الندوة الدولية عن حرب أكتوبر القاهرة 17 – 31 أكتوبر 1975 بالنسبة لإسرائيل فان حرب أكتوبر أحدثتتغييرا تاما في إستراتيجيتها إذ قذفت به قوة من موقف الهجوم إلي موقف الدفاع فقدكانت تتخذ وضعا عسكريا هجوميا منذ نشأتها بل إن الأركان العامة الإسرائيلية لم تعبأبالتفكير في الوضع الدفاعي. لقد أدرك الجندي الإسرائيلي إن الدفاع أصبححيويا لبقائه علي قيد الحياة فأصبح الدفاع التقليدي الذي طالما كانت إسرائيل تنظرإليه بعين الاستعلاء قبل الحرب أصبح مقبولا كضرورة عسكرية لحماية الحدودالإسرائيلية بعد العمليات العسكرية الرائعة التي شهدنها الفتوحات الإسلامية القديمةوالحروب الصليبية تضاءلت مكانة الجندي العربي في نظر الغرب باستمرار لأسباب متنوعةلا دخل له بها. وقد أكثرت إسرائيل من دعايتها في هذا الإطار إلي أن فوجئت في حربأكتوبر ، بالجنود العرب يحطمون القيود ويقهرون الإسرائيليين ويأسرون المئات منهمويسقطون المئات من طائراتهم، ويدمرون المئات من دباباتهم و خلاصة القول أن الجنودالعرب قضوا علي أسطورة السوبرمان الإسرائيلي الذي لا يقهر وتنطبق علي العرب الحكمةالتي قالها نابليون وهي :” إن النسبة بين الروح المعنوية والعتاد الحربي تبلغثلاثة إلي واحد”. لقد كانت حرب أكتوبر نقطة تحول في تاريخ الشرق الأوسط إذانظرنا إليه قبلها وبعد ها، إذ أن أشياء كثيرة في المجالين العسكري والاستراتيجي لنتعود أبدا إلي ما كانت عليه قبل هذه الحرب التي كانت سببا في إعادة تقييمالاستراتيجيات القومية والدولية. الجنرال / فارار هوكلي – مدير تطوير القتال في الجيش البريطاني الندوة الدولية عن حرب أكتوبر القاهرة 27 – 31 أكتوبر 1975 إن الدروس المستفادة من حرب أكتوبر تتعلقبالرجال وقدراتهم أكثر مما تتعلق بالآلاتالتي يقومون بتشغيلها فالانجاز الهائلالذي حققه المصريون هو عبقرية ومهارة القادة والضباط الذين تدربوا، وقاموابعمليةهجوميةجاءت مفاجأة تامة للطرف الأخر رغم أنها تمت تحت بصره وتكملة لهذا اظهرالجنود روحا معنوية عالية وجرأة كانتا منقبل في عداد المستحيل . الجنرال الفرنسي / ألبرت ميرجلين الندوة الدولية عن حرب أكتوبر القاهرة 17 – 31 أكتوبر 1975 كان كافة الخبراء العسكريين والمسئولينالسياسيين واثقين من أن العرب لن ينجحوا أبدافي مباغتة الجيش الإسرائيلي، وكانتالأدلة المبررة لذلك كثيرة ومتنوعة علي عكس ما حدث في حرب أكتوبر، فأولاكانت هناكثقةبالغة في أجهزة المخابرات الإسرائيلية التي كان يقال عنها أنها من أفضل أجهزةالمخابرات في العالم خاصة وانه كانمعلوما للجميع أن الأجهزة الأمريكية الخاصة عليصلة وثيقة بها ثم أن مناطق الاحتكاك الخطيرة والتي هي مراقبة باستمرار تتميزبأبعادها الصغيرة فقد كان باستطاعة طائرات الاستطلاع والأقمار الاستطلاعيةالأمريكية أن تصور كل العمق في المناطق العربية الخلفية، ونادرا ما تجتمع مثل هذهالظروف الصالحة لمراقبة جبهات معادية ولهذا بدا عنصر المباغتة مستبعدا خاصة وانعائقا صناعيا من الصعب اجتيازه هو قناة السويس يحمي الخط الإسرائيلي الأول ويتيحمقاومة سهلة وفعالة لقد كانت المفاجأة العربية في الساعة الثانية من بعد ظهر يوم ٦أكتوبر وحدث ما كان غير متوقع علي عكس التأكيدات المنافية من جانب كافة رجال السياسةوالخبراء العسكريين والصحفيين والمتخصصين في كافة البلاد. الكاتب الفرنسي / جان كلود جيبوه كتاب الأيام المؤلمة في إسرائيل في الساعة العاشرة والدقيقة السادسة منصباح اليوم الأول من ديسمبر اسلم ديفيد بن جور يون الروح في مستشفي تيد هاشوميربالقرب من تل أبيب ، ولم يقل ديفيد بن جور يون شيئا قبل أن يموت غير انه رأي كل شيءلقد كان في وسع القدر أن يعفي هذا المريض الذي أصيب بنزيف في المخ يوم ١٨ نوفمبر١٩٧٣من تلك الأسابيع الثمانية الأخيرة من عمره ولكن كان القدر قاسيا ذلك أن صحوةرئيس لمجلس الوزراء الإسرائيلي في أيامه الأخيرة هي التي جعلته يشهد انهيارعالم بأكمله، وهذا العالم كان عالمه لقد رأي وهو في قلب مستعمرته بالنقب إسرائيل وهيتسحق في أيام قلائل نتيجة لزلزال أكثر وحشية مما هو حرب رابعة ، ثم راح يتابع سقوطإسرائيل الحاد وهي تهوي هذه المرة من علوها الشامخ الذي اطمأنت إليه حتى قاع منالضياع لإقرار له فهل كان الرئيس المصري أنور السادات يتصور وهو يطلق في الساعةالثانية من السادس من أكتوبر دباباته وجنوده لعبور قناة السويس انه إنما أطلق قوةعاتية رهيبة كان من شأنها تغيير هذا العالم إن كل شيء من أوروبا إلي أمريكا ومنأفريقيا إلي آسيا لم يبق علي حاله التي كان عليها منذحرب يوم عيد الغفران فان شيئاما أكثر عمقا قد انقلب رأسا علي عقب في تلك العلاقة التي كانت قائمة بين العالمالصناعي ومستعمراته القديمة. الصحفي البريطاني / دافيد هيرست كتاب البندقية و غصن الزيتون إن حرب أكتوبر كانت بمثابة زلزال، فلأولمرة في تاريخ الصهيونية حاول العرب ونجحوا في فرض أمر واقع بقوة السلاح ولم تكنالنكسة مجرد نكسة عسكرية بل أنها أصابت جميع العناصر السيكولوجية والدبلوماسيةوالاقتصادية التي تتكون منها قوة وحيوية أي امة وقد دفع الإسرائيليون ثمنا غاليالمجرد محافظتهم علي حالة التعادل بينهم وبين مهاجميهم وفقدوا في ظرف ثلاثة أسابيعوفقا للأرقام الرسمية ٢٥٢٣رجلا وهي خسارة تبلغ من حيث النسبة ما خسرته أمريكا خلالعشر سنوات في حرب فيتنام مرتين ونصف لقد أسفرت الحروب الإسرائيلية العربية السابقةعن صدور سيل من الكتب المصورة المصقولة الورق تخليدا لذكري النصر، إما في هذهالمرة فان أول كتاب صدر في إسرائيل كان يحمل اسم المحدال أي التقصير. وفي عام القيالجنرالات الإسرائيلية وكلهم رفاق سلاح محاضرات علي جمهورهم المعجب بهم حولحملاتهم المختلفة، وما كادت حرب ١٩٧٣ تبدأ حتى اخذوا يتبادلون الاتهامات واقسيالاهانات سواء كان ذلك في الصحف المحلية أو العالمي ، واستقبلت الأمهات الثكلىوالأرامل فيما بعد موشي ديان المعبود الذي هوي بالهتافات التي تصفه بأنه سفاك وكانتالحروب السابقة تعقبها استعراضات عسكرية مهيبة في ذكري عيد الاستقلال،
الصحفي البريطاني / دافيد هيرست كتاب البندقية و غصن الزيتون إن حرب أكتوبر كانت بمثابة زلزال، فلأولمرة في تاريخ الصهيونية حاول العرب ونجحوا في فرض أمر واقع بقوة السلاح ولم تكنالنكسة مجرد نكسة عسكرية بل أنها أصابت جميع العناصر السيكولوجية والدبلوماسيةوالاقتصادية التي تتكون منها قوة وحيوية أي امة وقد دفع الإسرائيليون ثمنا غاليالمجرد محافظتهم علي حالة التعادل بينهم وبين مهاجميهم وفقدوا في ظرف ثلاثة أسابيعوفقا للأرقام الرسمية ٢٥٢٣رجلا وهي خسارة تبلغ من حيث النسبة ما خسرته أمريكا خلالعشر سنوات في حرب فيتنام مرتين ونصف لقد أسفرت الحروب الإسرائيلية العربية السابقةعن صدور سيل من الكتب المصورة المصقولة الورق تخليدا لذكري النصر، إما في هذهالمرة فان أول كتاب صدر في إسرائيل كان يحمل اسم المحدال أي التقصير. وفي عام القيالجنرالات الإسرائيلية وكلهم رفاق سلاح محاضرات علي جمهورهم المعجب بهم حولحملاتهم المختلفة، وما كادت حرب ١٩٧٣ تبدأ حتى اخذوا يتبادلون الاتهامات واقسيالاهانات سواء كان ذلك في الصحف المحلية أو العالمي ، واستقبلت الأمهات الثكلىوالأرامل فيما بعد موشي ديان المعبود الذي هوي بالهتافات التي تصفه بأنه سفاك وكانتالحروب السابقة تعقبها استعراضات عسكرية مهيبة في ذكري عيد الاستقلال، مع استعراضالغنائم التي تـم الاستيلاء عليها من العدو، أما في هذه المرة فان شيئا من هذا لميحدث بل علي العكس سرعان ما عرف الإسرائيليون أن معرضا كبيرا للغنائم قد افتتح فيالقاهرة ولأول مرة أيضا شاهد الإسرائيليون المنظر المخزي لأسراهم ورؤوسهم منكسة عليشاشات التليفزيون العربي. الرئيس الأمريكي / ريتشارد نيكسون 1973 : إنها خيبة أمل كبيرة من المخابراتالمركزية الأمريكية سى.اى.ايه وكذلك من المخابرات الإسرائيلية المتعاونة معهاوالتي كنا نظن أنها ممتازة .. إننا لم نظن أن حرب ٦ أكتوبر ١٩٧٣ سوف تندلع ضدإسرائيل إلا قبل ساعات قليله من اندلاعها . ” من مذكرات ريتشارد نيكسون “
كشف رئيس الموساد الأسبق، تسفي زامير، في مقابلة أجراها مع صحيفة “يسرائيل هيوم”، اليوم الجمعة، بمناسبة حلول يوم الغفران اليهودي، والذي تزامن مع حرب تشرين الأول/ أكتوبر 1973، عن تقديم مسؤول مصري مهم “معلومة ذهبية”، للموساد الإسرائيلي، ساهمت في تغير مصير الحرب. وبحسب ما جاء في تقرير الصحيفة الإسرائيلية، اجتمع المجلس الوزراي المصغر، مع قيادة الجيش الإسرائيلي ورئيس الموساد تسفي زامير، لمناقشة خيارات عبور قناة السويس، وذلك في 12 تشرين الأول، أكتوبر 1973، سادس أيام الحرب. واجهت رئيسة الحكومة الإسرائيلية آنذاك، غولدا ميئر، بالإضافة إلى وزير الأمن، موشيه دايان، ورئيس الأركان دافيد إلعزار (دادو)، وباقي الحاضرين في اجتماع المجلس الوزاري المصغر، صعوبة في اتخاذ القرار، إلى أن تلقى زامير مكالمة هاتفية قلبت مجريات الأمور، بحسب رواية “يسرائيل هيوم”. ونقل زامير (92 عاما)، عن ديان، قوله خلال الاجتماع “إذا فشلنا في هجوم آخر، سنضطر أن نقاتل عند ضواحي تل أبيب”. وعن تفاصيل المكالمة التي تلقاها، قال زامير إنه تحدث مع رئيس مكتبه، فريدي عيني، ومسؤول التقارير الواردة للموساد، يوئيل سالومون، اللذين نقلا له معلومة من مصدر ” لم أكن أعرفه شخصيا، ولكني عرفت بوجوده ووثقت بمصداقيته”. وتابع رئيس الموساد الأسبق أن ” المعلومة التي نقلها المصدر تفيد بأن المصريين يعتزمون إسقاط قوات من المظليين بالقرب من هدف مهم أرادوا مهاجمته في عمق سيناء، خلال أيام قليلة”. وأضاف أن عند عودته إلى الاجتماع سألته رئيسة الحكومة “ما الجديد؟ كلنا نريد أن نعرف ما نعرفه الآن”. نقل زامير التقرير الذي تلقاه من مكتبه، وأضاف أن “التقديرات تشير إلى أن المصريين لن يقوموا بهجوم كهذا بواسطة القوات المظلية، سترافقها حتمًا قوات برية مدرعة كبيرة، أقترح أن ننتظر عدة أيام ونستعد للهجوم المصري”، وهذا ما أقره الاجتماع. وبحسب الصحيفة، فإن “المعلومة الذهبية التي وصلت للموساد قلبت موازين الحرب رأسًا على عقب، إذ هاجمت القوات المدرعة المصرية البر الآخر من القناة، وتعرضت للضرب من قبل الجيش الإسرائيلي. ووفقا للجنرال المصري الراحل، سعد الدين الشاذلي، دمر في ذلك اليوم، ما لا يقل عن 250 دبابة مصرية، فيما اعترف الجيش المصري رسميا بتدمير 100 دبابة”. وقالت الصحيفة أن المصدر الذي زوّد الموساد بـ”المعلومة الذهبية” بالتأكيد “لم يكن الجاسوس المصري أشرف مروان، الذي كانوا يطلقون عليه اسم “بابل”، وإنما كان مصدرًا رفيعًا آخر في مصر”. ونقلت الصحيفة عن نائب رئيس قسم بحوث المخابرات العسكرية الإسرائيلية خلال الحرب، قوله “عرفت هذا العميل عن قرب”. وأضاف أنه في اليوم الذي تلقى فيها الموساد هذه المعلومة، عاد رئيس الأركان، دادو إلى الجبهة وقال “الآن أعرف ما علي عمله”. وأشار إلى أنه قبل أن يتحصل الموساد على هذه المعلومة كانت هناك أصوات في أوساط الجيش الإسرائيلي، من ضمنها رئيس الأركان، دادو، تطالب ببحث مسألة وقف إطلاق نار مع الجانب المصري، لـ”إعادة تنظيم” الجيش الإسرائيلي، نظرا للخسائر الفادحة التي تعرض لها الجيش الإسرائيلي خلال الأيام الأولى من الحرب، والهزيمة الأكبر التي مني بها في تاريخ الصراع العربي الإسرائي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى