كتب محمد عبد الله سيد الجعفرى
محاربة الارهاب وضمير الناس وثبات الدولة وتطبيق القانون مبدء اساسى فى انهاء الارهاب والعمل الجماعى المشترك وحب الوطن وانا اتطرق فى مفهوم وتحليل ومكافحة التطرف وابدء من بلدى محافظة قنا مركز اسنا ونعيش التجربة بدقة وأنت تقرأ وتحلل تفاصيل حادث إسنا الإرهابي، وتدقق في الفيديو الذي تم بثه على مواقع التواصل الاجتماعي، والذي ظهر فيه موطنو إسنا يمسكون بأحد الإرهابيين منفذي تلك الجريمة، فقد يأتي في ذهنك على الفور تساؤل أصبح ملحًّا لدى كثيرين في الوقت الراهن، وهو: لماذا اختلف رد فعل المواطنين الذين شاهدوا حادث البدرشين عن رد فعل من شاهدوا حادث إسنا ولماذا اختلف سكان المنطقتين في طريقة اتخاذ الموقف ضد هؤلاء الإرهابيين؟ ولماذا أصر الشهيد محمد الخطيب على التحرك بدراجته البخارية ليلتحق بالمجرمين ويساعد قوات الشرطة في القبض علي الهاربين منهم، في حين لم يحاول من شاهدوا حادثة البدرشين حتى إعاقة عملية هروب الجناة حسبما ظهر في فيديو للحادث تم تسجيله بكاميرا مراقبة والإجابة عن كل هذه التساؤلات، إضافة إلى تساؤل آخر وهو: لماذا أعلنت قبيلة السواركة في بيان سابق لها التصدي للمد التكفيري، والحرب على تنظيم أنصار بيت المقدس في سيناء؟ قد يفرض علينا ضرورة تفسير دوافع ” المشاركة الشعبية في محاربة الإرهاب” وتأثير التركيبة المجتمعية في تحققها أو عدمه، خاصة وأن رموز وعشائر قبيلة السواركة أعلنوا في بيانهم الذي أعد لمواجهة الإرهاب في سيناء، عن تحريك قواعدهم الشعبية، والتأكيد على تقديمهم للتضحيات وبذل الغالي والنفيس في سبيل الله والوطن.لقد تبلورت أمامي فكرة المشاركة المجتمعية في محاربة الإرهاب في فترة التسعينيات، بقريتي ” النواصر ” التي تبعد خمسة كيلو مترات عن الحادث الإرهابي بإسنا. ففي ذلك الوقت كلفت قوات الشرطة كبار العائلات بالبحث معها عن أثنين من أعضاء الجماعة الإسلامية وهم من أبناء القرية أيضا. لكن خلال تلك الفترة كانت خريطة الإرهاب واضحة، وكانت عملية المشاركة المجتمعية في مكافحته أكثر أمنا، حيث كان يقتصر دور العائلات والقبائل على مراقبة مداخل القرى التي يقطن أهل العنصر فيها أو مشاركة الشرطة في تحركاتها للبحث عن الهاربين منهم، وأتذكر وقتها أن تحرك الأهالي مع الأمن كان يتم بالجرارات الزراعية، لأنه كان نادرا في ذلك الوقت أن تجد سيارة ملاكي أمام أي من بيوت القرية.مقارنة رد الفعل الشعبي أثناء حادثي البدرشين وإسنا قد يفسر تأثير التركيبة المجتمعية، وحدود صلابتها في علاقتها بالأمن ودورها في دعمه. فربما تكون التركيبة العائلية والروابط القبلية محددا رئيسيا في تفسير وتحديد درجات المشاركة الشعبية في دعم الأمن ومكافحة الإرهاب. لكن قد لا تقتصر المشاركة الشعبية في مواجهة الإرهاب على ما فعله المواطن محمد الخطيب الذي أخد الضابط معه على الموتوسيكل الخاص به، وطارد الإرهابيين وفقا لما أكده شهود العيان، بل قد تتعدد درجات المشاركة المجتمعية في مكافحة الإرهاب، ويتمثل حدها الأدنى، والذي يجب أن يقوم به كل مواطن مهما كانت درجة صلابة مجتمعه، في ” تفتيح الأعين، ومن يشتبه في أي ” فرد ” غريب عن في منطقته السكنية عليه أن يبلغ الشرطة على الفور، لأن مساعدة قوات الأمن وقوات الجيش في مواجهة الإرهاب في هذه الفترة تعد فرض عين.وما يجب أن أذكر به لتوسيع استخدام وتطبيق مفهوم المسئولية الشعبية في مواجهة الإرهاب خلال الفترة المقبلة وفي بيئات جغرافية أخرى، هو أنه لولا شجاعة ويقظة الأمين محمد البي والمواطن محمد الخطيب، وتعاون أهالي إسنا في القبض على الإرهابي رغم استخدامه للرصاص الحي في مواجهتهم، لكان حجم الكارثة في إسنا أضعاف والدرس المستفاد هنا هو العمل الجماعى ووصمود القوة مهما كانت التضحية