بقلم / كواعب أحمد البراهمي
لقد حدث أمرا , من وجهه نظري هو أمر جلل, ولو تم السكوت عنه , سيصل إلي دول أخري , وربما ضاع المعني الأساسي وهو المعني الذي من المفروض أن جميع الناس وخاصة المسلمين يعلمون أنه سبب نزول القرآن .
لقد تم تداول مقطع مغني من القرآن تصحبه الموسيقي الأوبرالي , ويقوم شخص بالغناء بالقرآن والباقون يعزفون علي كافة الآلات الموسيقية , وكأنه أغنية من تأليف وتلحين بعض البشر . وهذا المقطع أنتشر في مواقع التواصل الإجتماعي
ربما هؤلاء الناس يعتقدون من وجهه نظرهم أن تجويد القرآن مثل الغناء , أو أنهم لا يرتكبون حراما , أو أنهم لا يقللون من شأن القرآن بتلك الفعلة النكراء .
والغريب أن ذلك يحدث في الأوبرا بدولة أندونيسيا والتي هي أغلب سكانها من المسلميين .
ربما لا يلاحظ البعض أو لا يصل إلي فهمهم أن ذلك تطاول علي كتاب الله . وأن الرسول صلي الله عليه وسلم نهي عن اللحن في القرآن .
فلم ينزل القرآن الكريم ليحفظه الناس ويرددونه , ويتغنون به , إن القرآن نزل للعمل بما فيه من أحكام قبل أي شئ آخر . وتلاوته والتعبد به يكون في المرحلة التالية لمرحلة العمل به .
و من المعلوم للأزهر وللكافة أن الأزهر هو منارة العلوم الإسلامية , في كل الدول الإسلامية , وأنه هو المعني بأمور الإسلام , ولن أقول بأمور المسلمين , حيث أنها تتطلب جدها فوق طاقته حاليا .
ولكن لابد أن يقوم الأزهر بإرسال رد وفتوي فورية لتمتنع هذه الدولة عن هذا الغناء بالقرآن . وكذلك لكي لا تقوم دول أخري بالتقليد . فلم تكن الكلمات مثل كلمات الأناشيد مثل طلع البدر علينا ولا أي نشيد ديني بل كانت الآية الكريمة
( يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم , إن الله عليم خبير )
ربما هم يعتنقدون أن معني الآية هو ما يريدون توصيله , ولكن ليس بالغناء .
لابد أن يكون للأزهر عيون ومتابعين , ومسئولين معينيين في كل دولة بها مسلمين , حتي وإن كان دورهم فقط هو توصيل الدين الصحيح , وليتابعوا أحوال المسلمين في تلك الدول . فهم يحتاجون لفتاوي في أمور كثيرة .
ولابد أن يعلم الكافة أن القرآن نزل للعمل به , لأنه يؤسفني فعلا أن أجد بعض الناس يقرأون القرآن , وفي سلكوياتهم هم أبعد الناس عن الدين وعن تعاليم القرآن , يسيئون الظن بالآخرين , ولا يساعدون من يحتاج إليهم , ويغتابون , ولا يتقنون أعمالهم , ويتحدثون عن الغير . يفعلون كل ما هو ضد الدين .
ويعتقدون أن قراءة القرآن شفيعة لهم , ولا يدركون أنها بالعكس ستكون شاهدا عليهم وضدهم لأنهم علموا , وفعلوا عكس ما علموا .
كما أود أن أوجه التحية للأزهر ولكل علماء الدين الذين تواضعوا بما لديهم من علم وقبلوا أن يعملوا بالإفتاء في ما يسمونه أكشك الفتوي , شكرا للأزهر أنه سهل علي الناس الحصول علي فتواهم , كما أنه منع وقطع علي الذين يفتون بغير علم ويضللون الناس . أو لديهم مآرب أخري , بعضها سياسية وبعضها عن جهل .
أتمني أن تستمر تلك الأكشاك في تقديم الفتاوي والمواعظ للناس , بل وتعميمها في كل مكان , بشرط أن من يقوم بها يكون خليقا بأن يفتي .
فليس كل خريج من الأزهر له القدرة علي التعامل مع معطيات الأمور والقدر من التسامح مع النفس , وتقديم الفتوي الصحيحة بالأسلوب الصحيح .
ولا زلت أقول يجب أن يكون هناك شروط لمن يعتلي المنابر , أن يكون قدوة وحسن السير والسلوك وله من الفطنة والذكاء وحسن الخلق ما يؤهله لذلك , كي يستمع الناس له , فلابد أن يكون عالما عاملا , وليس دارسا بالأزهر لأنه لسبب ما أختار تلك الدراسة .
فمن يتعامل مع عموم المسلمين لابد أن يكون قدوة وجديرا وحريا بأن يطاع فيما يقول , لا يكون تعيينه فقط لأنه دارس للعلوم الدينية ولا أن يكون يفعل عكس ما يقول .