اسليدرمقالات واراء

فلسطين عروبة مسلوبة وبدن ضائع

احجز مساحتك الاعلانية

بقلم : سيد محمد الياسري
يبكيك حين تذكر فلسطين ، ومع الدمع أسى حين صار بعض الشعب العربي يشتمها ، وليس يحدد بشعب معين ، فقد اتت الشتيمة بعدما تربى الشعب العربي على يد حكام باعوها ، وتوارثوا دمع التماسيح عليها ، فالوثائق لازالت محفوظة بعضها بالمتاحف كما هي وثيقة ابن سعود حين تنازل عنها مقابل ان يسانده اليهود والانكليز على الشريف حسين الذي توارث حكم الجزيرة من ابائه لكن بثورة ١٩١٦ التي شارك فيها العرب بكل نحلهم ومللهم وتكللت بالنجاح ، بهذه الثورة رفض الشريف حسين التنازل عن شبر من فلسطين ، فحدث البديل الانكليزي – اليهودي ، وتم التنازل من ابن سعود وقد تم البيع ..

لم يكن هذا البيع الأول ، فقد كان الحكام هم الذين يبيعون حتى ان انهم طوّعوا العرب على ان الفلسطينين هم الذين باعوا ارضهم ، حين بات اليهود يشترون العقارات والمزارع من ابناء فلسطين ، الا ان الحقيقة ان الحكام العثمانين الذين لازال بعض من ملل العرب تعتبرهم خلفاء ، فقد سجل التاريخ ان الولاة العثمانين هم من باعوا ،

وهذا كان اكبر سبب قدمه الشريف حسين في ثورته للشعب العربي بالوقوف ضد العثمانين وهي الدعاية الموازية لاستقلال العرب عن العثمانين واستلام الحكم العربي ، الا ان ما حدثه الحكام العرب وخاصة ما بثه بروح الطلبة في المدارس ان الفلسطينين هم الذين باعوا ، لافراغ ساحتهم التالية الساحة المملوءة جبنا وعارا وخذلان ،

حين تم بيع فلسطين من كل حكام العرب بالتغيير السكاني لخارطة الدول العربية جميعا من دون استثناء ، باشتراك انكليزي يهودي وبمساندة بعض الشعب العربي ، فقد اعطى اكثر اليهود عقاراتهم واموالهم بالدول العربية للعرب مقابل الهجرة الى فلسطين بمباركة الحكام العرب وبالمقابل استقبال الفلسطينين وتوزيع لهم المساعدات المغرية والجنسية في بعض الاحيان للدول العربية في حين كان يجب ان تعطى المساعدات للفلسطينين وتشجيعهم بالبقاء في ارضهم ، بل منحت بعض الدول للفلسطيني وظيفة حساسة ،

ولعل ابرزها في المخابرات او في محاجر التعذيب كما فعل صدام حسين ، فقد اقدم على جعل الموظف الفلسطيني هو من يعذب المعارض ، وكما هو معروف لدى بعض العراقيين ان ابشع اساليب التعذيب كانت بافكار احد الفلسطنين الذي قتله في الاخير صدام حسين تحت مظلة دعاية الاغتيال ..

اليوم اثارت ردود عربية وبالأخص عراقية ويمنية وليبية وسورية ومصرية ، والتي كانت ذروتها في العراق اذ فجر ١٢٠٠ فلسطيني نفسه في العراق مع داعش والاغرب ان احدهم سجل شريط فيديو قبل انتحاره معلل السبب في انتحاره ان الاسرائليين قد قتلوا خطيبته وانتقاما قد فجر نفسه وسط الشيعة معلنا انهم كفرة ! فقتل الاطفال والمدنيين !

هذا العمل بطبيعته عمل شاذ لا يحمل فكر او اخلاق انسان سوي، في نفس الوقت لا يمكن ان نجعله ان يمثل الشعب الفلسطيني المظلوم ، قد تكون احصائية الانتحاريين خاطئة كما كانت دعاية بيع الاراضي خاطئة ، ولو صحت فانها لاتمثل الشعب لان من يحصرها مع الشعب فانه انسان جاهل ، لانه لم يلتفت الى بلده وهو مملوء بالانتحارين والانغماسين ، كما ان تهيأته ودخوله ووضعه في المكان المراد تفجيره عائدا لابناء البلد العربي الذي فجر به الفلسطيني نفسه ،

وبالتوضيح – العراق نموذجا- لولا مساعدة ابناء العراق له بل لولا دعوتهم له وبرمجتهم للفلسطيني ما فجر نفسه بسوق او بجامع او بحسينية ، وليس هذا فحسب فقد اعتاد بعضهم ان يطلق العار على الفلسطني بانه باع ارضه ، فقل لنفسك ايها العراقي من اشترى ومارس الضغوط على اليهودي بالعراق كي يذهب الى فلسطين وهو مواطن عراقي له السكن والعيش في البلد ويحمل الجنسية العراقية ، والديانة اليهودية الست مشاركا في تهويد فلسطين؟

وقد قرأت للكاتبة الفلسطينة سحر شعبان وهي عراقية المولد والجنسية دفاعها عن العراق حين مس احد الكتاب المأجورين الجيش العراقي وكذلك قرأتُ لها تأسفها وبعض العراقيين يشتمونها ويشتمون الشعب الفلسطيني لانه حمل اكبر رقم عربي انتحاري في العراق ، من المؤسف ان بعضهم لايعرف بل انه جاهل فقد يشتم القدس وقبة الصخرة بل بعضهم شتم فلسطين شبرا شبرا !؟

كثير من يدافع وكلما دافعوا كثرت الشتيمة الى ان وصلت الى المقدسات وهذا الذي يشتم لا يعرف:

١- ان الفلسطينين هم الشعب الوحيد في الارض من سلبت ارضه والشعب العربي الوحيد المهجر عن وطنه

٢- انهم شعب مظلوم ، لعبت الحكام بعواطفهم ، فبعضهم يحبون ال سعود حين انطوت عليه الكلمات بالقنوات الكاذبة ونسوا ان ال سعود هم من باعوا فلسطين ، ويتظاهرون من اجل صدام ولايعلمون كان يستخدمهم وهو من باعهم وجعل الشعب العراقي يكرههم ، وهم ينتظرون نصرحكام العرب والعرب لازالت تستخدمهم كورقة قمار او سند بيع اودعاية انتخابية.

٣- يامن يشتم الفلسطنين فليعلم انه يشتم ملايين من اجل ١٢٠٠ شاذا وان كل دولة عربية فيها ملايين من المجرمين وكفى اجراما حكامهم وقادتهم وهي تمارس القتل والنهب والسلب

٤- يامن يشتم الفلسطينين عليك ان تشتم نفسك وان ابناء بلدك فيهم العاصمة الداعشية ومنهم الخليفة ومنهم الفكر وووو

٥- اعلم ايها الشاتم للارض المقدسة انك شتمت دينك ومعتقدك وربك ونبيك وانبياء دفنوا في فلسطين فكل شبر فيها مقدس وكل شبر فيها طاهر

٦- اعلم ايها الشاتم انك حققت رغبة العدو فيك واعلم ان حبك لاسرائيل – بعضهم عبر بالتواصل الاجتماعي انه يحب اليهود ويكره الفلسطنين – بغضا في الفلسطينين انك خائن لبلدك وانك لاتفرق ابدا عن الانتحاري الداعشي بالفكر والاخلاق السيئة .
سيعيد التاريخ نفسه ، لكن باسم آخر وباسلوب مختلف ، فسابقا تخرج الشعوب مظاهرات على حكامها لانها لم تساند الشعب العربي الفلسطيني وفي نفس الوقت تهجر بالضغط اليهود من البلدان العربية الى فلسطين ، وتهاجم على الفلسطينين لانهم باعوا ارضهم والعثمانين ( الاتراك ) هم من باعوا اولا ثم ال سعود وبعدها تتوالى الحكام ، واليوم الارض مقابل السلام ، الحكام من فعلوا ذلك ، ولا سلام ولا ارض ، والشعوب تأتي بالفلسطيني المهجر وتحشوه بافكار كي يفجر نفسه ببلدان عربية اختلفوا معها بالسياسة ، ثم يروجوا ان الفلسطينين فجروا انفسهم وكل العرب شركاء في داعش من دون استثناء فلماذا الفلسطينين وحدهم اعلنوا كرقم بالعراق يتصدر القائمة ؟ ولماذا العراق ؟

التيه الان ليس في الفلسطنين بل بالعروبة التي اصبحت مسلوبة منهم من العرب انفسهم ، لم تعد الحاضنة هي حاضنة عربية ؟ ولا اسلامية ؟

والصراع بين اليسار واليمين فقد المسير جادته الواضحة واصبح يتخبط ويتخذ طرق رسمها له العدو اي كان اوربي ، او امريكي ، او اسرائيلي ، والصراع مابين وجود الايدلوجيات مانحة للقتال فرصة الضياع وتيه الهوية العربية

التوصيات:
١- على الشعب الفلسطيني الابتعاد عن محاباة اي حاكم عربي ، لان ظلم بعض الحكام العرب فاق ظلم اليهود للفلسطنين ، وحمل صور هؤلاء الحكام استخفافا بدماء اخوانهم الشعوب العربية

٢- التقرب من الشعوب العربية بمعرفة همومها المشتركة .

٣- على المثقفين الفلسطنين الدعوة الى ترك كتابات تمجد او تبرر للحكام العرب

٤- حملة واسعة يجب ان تكون ، لردع بعض المنتمين لداعش او منظمات ارهابية .

٥- عدم التدخل على الاقل في شؤون الدول العربية ومساندة حكامها على الشعب .

٦- عدم الميول الى مذهب خاص او حزب او قومية دون اخرى في البلدان العربية والانتماء للعرب كأخوة

٧- الكتب المدرسية والمناهج التدريسية كلها لاتعتبر مصدر تاريخي موثوق، فعلى الفلسطنين الانتباه لذلك وعلى اللاخوة العرب عدم تصديق حكامهم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى