كتب : هانى رفعت مهما تعلم الناس من فنون، فلن يتعلموا شيئا يشبه فن التسامح.. إنها القلوب النقية التي تسبح الله الغفور الرحيم.. صباح مساء مهمــا صــفت النفــــوس تجــاه بعضهــا ومهمــا ازدادت لحظات الأنس والسعادة فلا بـــد أن يتخلل ذلك الصفــاء وتلك اللحظات الرائعة تشويـــش يعكــره ..ولحظات صامته نحاول أن نقتلها ..أو نتناساها قد نخطـــئ في حق صديـــق .. حبيب ..قريب وقد يخطـــئ علينا الغيـــر أو يتعمد في الخطأ وهو يشعر أو لا يشعر ولكـــن أيـــن السماح من هذا الخلاف؟ و لماذا اسامـــح؟ أسامحه لأني أحبه بصدق فمن أحبه أتمنى أن تستمر علاقتي معه متناسيا تعامله الغريب (سوء تصرفه معي) اسامح لأن قلبي أبيض ولا يلبث بعد فترة قصيرة من الخلاف أن ينفث غبار غضبه مع هبات النسيان اسامح إذا استحق ذلك الشخص والحبيب السماح واثبت لي باعتذاره ندمـــه وتأسفـــه وليس عيبا أن نعتذر بل الاعتذارمن أجـــل الأمور التي ترفع مقامات البشر والشاعر يقول يستوجب العفو للفتى اذا اعترف وتاب عما قد جنــاه واقترف أما إذا تعالت نفسه عن الاعتذار فسماحي هنا فضيلة اتميز بها واترفع عن معاتبته وسوء تصرفه وقدرتي على السماح تختلف باختلاف الجرح الذي تعرضت له فبعض الجروح مثلا قد تجعلني أتحامل في قلبي وارفض السماح لفترة طويلــــة ولكـــن في الأخيــــر أحس بطعـــم التسامح وجمال معناه عندما يآلف بين قلوبنا ويمحي من ذاكرتنا مواقف كنا نتمنى نسيانها فما أجمـــل السماح حتـــى لو سبقـه العتاب قال أبوالدرداء : معاتبة الصديق أهون من فقده