مقالات واراء

“حق مشروع”..

احجز مساحتك الاعلانية

بقلم/ فايزة ربيع..

الطموح .. الحلم .. الواقع
ثلاثة أضلع لمثلث التغيير، فكلما تلامسوا شكلوا صراع داخلي نتج عنه حماس، ثم أمل، ثم.. نسيان!،
نعم نسيان! فَمَن منا لم يبدأ مشواره في رحلة الحياة وهو حامل في جعبته أمنياته وأحلامه، وبداخله تلك الإنطلاقة التي تجعله مقبل على الحياة وكأنه ملكها في قبضته وأصبح المتحدي الوحيد القادر على تلبية نداء طموحاته بتطويع الدنيا وما فيها لتحقيق ما أراد، وإستجابةً لما أملاه عليه حلمه..
ولكن.. ما يحدث غالباً على أرض الواقع، غير ذلك تماماً، فسرعان ما تنطفئ شعلة الأمل، وتنتزع تلك الإنطلاقة.. فيهدأ ذلك الحماس،
والسبب هو ما نصطدم به من عقبات ومعوقات إجتماعية وأحياناً بشرية! ليحدث هذا الصراع الداخلي فينتهي بإبتسامة بائسة تخفي بين ثناياها عبارة ”إلزم الصمت” فمن أنت! وأين أنت من هذه الأحلام!
و لكن.. قد تأتي لحظة ولم نستجب لهذا الإحباط ولم نلزم الصمت، ويظل هذا السؤال يلح علينا هامساً.. هل نستطيع التغيّر!

ويظل مجرد تساؤل إلى أن تثور النفس مستنكرة هذا العجز والإستسلام، وكأنها ملت هذة المناجاة الداخلية الساذجة التى لا تتعدى الخواطر المتكررة، صارخة فلما لا؟! وذلك لإيمان كل إنسان منّا بما تملكه نفسه من طاقات وقدرات أودعها الله فينا لا لنقمعها ونتجاهلها، ولكن لنكتشفها ونطورها، فقد خُلقنا من أجل رسالة كونية، قبل أن تكون تحقيق لذاتنا الشخصية، وتلك مسؤولية أوكلها الله لكافة البشر، وقد أبت المخلوقات جميعها حملها، وحملها الإنسان، ولكنه كان بها ظلوماً جهولاً! عندما نسي وتناسى أنه السبيل لأعمار الأرض بكل ما أوتي من قوة وعلم وإيمان بأن الله لن يضيع أجره حينما يصدق ويحسن عمله ويجاهد نفسه حتى يتم رسالته التي خلق من أجلها..

فربما نجد لأنفسنا عذراً في حيناً لم نكن فيه نحن المالكين لزمام الأمور!
فكثيراً ما أخضعتنا الظروف، وإنعدام الخبرة الّتي أوكلتنا في كثير من الأحيان والمراحل الحياتية لتحكم أُوْلِي الأمر في زمام أمورنا، وربما كانت كثيراً من الأوضاع التي أُجبرنا عليها ولم يكن لنا فيها حيلة..

ولكن.. دوام الحال من المحال، فسرعان ما تتغير تلك الظروف، وها هي تتبدل كلّ المعايير! ليصبح زمام الأمر في أيدينا، فهل مازال هناك ما يمنع أن يكون لدينا حلم نسعى لنراه واقعاً يجعل لحياتنا معنى وهدف ونحن نسعد بتحقيقه؟!
نعم! مازال منا مَن كان إختياره هو؛ الإستسلام لتلك لظروف التي حجمت قدراته، ومنّا من يقف مقيد ينتظر “المارد والمخلص” الذي يفك أسر أحلامه ويسمح له بتحقيقها ولو جزء حتى منها!،
ومنّا من إستطاع أن يكسر تلك القيود، وذهب محلقاً حاملاً حلمه وبداخله رغبة ملحه في النجاح وتحقيق ذاته التي أرادها وآمن بها،
وهذا ليس بمستحيل أبداً وجميعنا قادرون على تشكيل إرادتنا وتطويع إمكانيتنا وقدرتنا على تحقيق ما حلمنا به لأنفسنا، فحاشاه ربي أن يضع بداخلنا أمل وهو يعلم أنه ليس بوسعنا! فهو لا يكلف نفساً إلا وسعها، ولكن..”ليس للإنسان إلا ما سعى”،

فلما لا نبحث بداخلنا عن حلم يولد بداخلنا طاقة الأمل ليتبعها عمل يكون لنا رسالة نحقق بها ما خلقنا الله من أجله من خلافة في الأرض لإعمارها، وإعمار ما بداخلنا من إنسانية خلقت لتنفع وتفيد بها غيرها فتؤثر فيها، وتتأثر بها،
فليس هناك أجمل من أن نجعل من إيماننا بأنفسنا طاقة، وقوة تدفعنا للخروج عن مسار أُجبرنا عليه في حين من الزمن! ولنستعيد مكانتنا الحقيقية التي أردناها والتي نستحقها،

إستجب لحلمك وانطلق إلى حيث حقك المشروع..
نعم إنه حق مشروع..
من الذي يمنعك بعد الْيَوْمَ!
وما الذي يحجمك “بقدراتك تلك” والتي تعلمها جيداً!،
لم ولن يستطيع أحد على فعل ذلك، فَمَن يستطتع ذلك فقط، هو؛”أنت”،
نعم “أنت” الوحيد الذي يمتلك ذلك الحق، ولن يضيع حق ورائه مُطالَب، وما نيل المطالَب بالتمني! ولكن.. تؤخذ الدنيا غلابا،
ولأنك “أنت” الذي ستصل بنفسك إلى حيث تريد،
“فأنت” أيضاً الذي ستهنأ حينما تنتصر على كل المعوقات وتجتاز العقبات، وذلك عندما ستأخذ قرارك بأنك صاحب “حلم” هو في الحقيقة “حق مشروع”،
إستجب لحلمك؛ بالعمل، والعلم، والإيمان.. لتعيش واقع هو من “إختيارك”، ولَم يكن ذاك الذي فرض عليك!، بل هو تفوقك على نفسك.. حينما تم “إختبارك”•

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى