مقالات واراء

تبوير العقول . وحصاد السموم

احجز مساحتك الاعلانية

بقلم / سعيد الشربينى
لا خلاف فى أن المستبدين القدامى وكهنتهم كانوا ضد أصحاب التفكير العقلاني الحر الذي رأوا فيه خطرا على وجودهما بما يطرحه من أفكار تتعلق بالمجتمع الذى نعيش فيه ومشروعيته .
وتركوا العمل بمجموع الآيات القرآنية التي تدعو إلى التفكير الحر والابداع والنقد وتنهى عن التبعية والتقليد الأعمى للآباء، ونشروا بين الناس مقولات تربت عليها الأجيال بعد الأجيال قامت على تغيب العقل وعدم التفكير وعلى معاداة العقل والتفكير الحر .
حيث أدى ذلك الى العزوف الطويل عن العلم والعقل و تفشى التواكل والجهل والكسل الذهني والغباء، وإلى شيوع ثقافة الخرافة والشعوذة والسحر، وإلى خلق واقع في العالم يتناقض تناقضا كبيرا مع الواقع الذي نعيش فيه من حولنا مع العلم بأن القرآن يدعو إلى إخراج الناس من ظلمات الجهل والتخلف إلى نور العلم والتقدم .
ومع التطور العلمى الهائل الذى حدث فى عصرنا هذا استطاعت الشعوب أن تخرج من عبائة التبعية التى بدورها احدثت نوعآ من التغير فى بعض الصناعات البشرية مثل صناعة ( الاله ) من الحكام .والحكومات .
واصبح جدار حجب المعلومات مخترق حيث يسهل على كل فرد مكاشفة بعض الحائق حتى لو برعت الحكومات أو الحكام فى تسويفها أو القرصنة عليها أو خلق البدائل لها .
وقد ادى ذلك الى مكاشفة بعض الدول لشعوبها حتى تضمن مد جذور الثقة بين الشعب والحكومة . فما يصدر عن الدولة من بيانات أو قرارات يجده المواطن مطابقآ لحقيقة الواقع ومن هنا كانت جذور الثقة التى حرصت الدولة على مدها بين المواطن والحكومة دافعآ لتقدمهم ورقيهم .
أما فى كثير من البلدان العربية نجد أن المستبدين وكهنتهم ماذالوا يعتقدون أنهم اقوى من كل تطور يحدث خلال هذه الثورات العلمية والتكنولوجية الكبيرة .
فقد ذهب هؤلاء لتأكيد وجهة نظرهم بأن الفساد والكذب والتسويف والتدليس وتبوير العقول هم سلاح يفوق كل عصور التقدم والتطور العلمى والدليل على ذلك أن لكل عصر ابتكاراته وتطوره العلمى ومع ذلك ظلت هذه الدول قابعة فى قبضة هؤلاء .
فعلى سبيل المثال ما تفعله الحكومة المصرية الان لهو خير دليل على تصديق ذلك حيث
أن الحكومة من رأسها الى ذيلها يستخدمون هذه الاسلحة الفتاكة مع الشعب من أجل الحفاظ على بقائهم ووجودهم .
فما يقوله رئيس الحكومة أو الوزراء أو المسئولين ويستمع اليه المواطن لانجد له حقيقة على ارض الواقع من حولنا مما جعلنا نفقد تمامآ الثقة فى مثل هذه الحكومة . وقد يؤدى ذلك فى حال استمرارها الى حصاد السموم التى سوف تنتشر فى جسد المجتمع وتؤدى به الى الهلاك والعلة .
ولكننا نرى أن ثورة العلم والتتطور قد جعلت الشعوب تعمل على تغير استراتيجيتها فى المراقبة والمتابعة والصبر وقوة التحمل فهى اصبحت الان لاتقبل بالسموم حصادآ لها فهناك شعوبآ ودولآ انهارت عندما تركت العلم والمصراحة والمكاشفة خلف ظهورها .
وهناك شعوب ودول لاتستكين ولا تخضع ربما تمرض بعض الشئ ولكن سرعان ما تعود الى الحياة من جديد لتحرق أرضآ نبتت فيها جذور الفاسدين ويشهد لها التاريخ عبر الاف السنين .
( حمى الله مصر وشعبها وزعيمها من كل سوء )

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى