أهم الاخبار

زهرة الليلاس

احجز مساحتك الاعلانية

زكية محمد

كزهرة الليلاس كنت انثر عطرابتسامتي المكتنزة بالأحلام على شرفات الطريق الممتد بين الليل والنهار. لم انتبه يوما لملامح العابرين ولا لألوانهم . أعشق التوحد مع الكون، لذلك لم أميز يوما بين الغراب والسنونو، كنت أتلقى دائما باقات من الضحكات اللاسعة ، التي طالما ألقيتها من نافذة اللامبالاة الشاسعة ، بعد تطهيرها بماء نهري البريء . بمرورها البارد تغير كل شيء .أجل سمعتها وهي تسخرمن صمتي تلك الوسوسة الماكرة ،كادت تبعثر كل سكوني، فانا كيوم ربيعي هادئ لا يلبس فستان العاصفة إلا مضطرا. أوردتي تكاد تجن عندما يلامس هيجانها بشرتي الحساسة. بكل قواها اللئيمة تسألني متى ستزهرين حكمة أيتها المبذرة عندما يضاجع عطرك شح الفصول ؟ من يومها وأنا أدخر ابتسامتي بقارورات عطر فرنسي فاخر ،و كل المسافات الجاحدة التي كانت تنعتني بالساذجة أصبحت تقذفني بالمتكبرة. لا أخفيكم أشتاق لتلك النسمة الحالمة التي تراود ابتسامتي، لكنني لم اعد أملك البراءة الكافية لدفع ثمنها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى