مقالات واراء

رد علي مقال بعنوان “ماذا لو كل العرب اختفوا جميعا ً؟؟؟؟

احجز مساحتك الاعلانية

—————-
بقلم / حسن بخيت
—————–
قد تفاجأنا لما ورد في المقال الصحفي المنشور بجريدة « نيويورك تايمز» للكاتب الفلسطيني الصحفي د .أكرم عطاالله قبل أيام قليلة … المقال ماذا لو أفاق العالم فجأة واكتشف أننا لم نعد موجودين؟
وقد تم تداول المقال وانتشر انتشار كبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة ، وقد قمت بقراءة المقال كاملا” …
في البداية : كل الاحترام والتقدير للكاتب الصحفي الكبير ” د. أكرم عطاالله ، ونحترم وجه نظره كاملة ……..
رسالة الكاتب عبر مقاله الصحفي تؤكد علي التقليل والتحقير من شأن العرب ، وأظهارهم بأنهم متخلفين يقتل بعضهم بعضا” ويعيشون في تخلف وجهل ، ولافائدة من وجودهم علي كوكب الأرض ، مؤكدا” أنه
لن يخشى العالم من خسارة أي شيء في حالة اختفاء المنطقة العربية كاملة ، فلن ينقطع الإنترنت ولن تتوقف الأقمار الصناعية ولا مصانع السيارات وقطع غيارها، ولن تتوقف أسواق البورصة، ولن يفتقد أي مواطن في العالم أي نوع من الدواء ولا المعدات الطبية وأجهزة الأشعة وغرف العمليات، ولا حتى السلاح الذي يقتل به بعضهم بعضا، فلم يقدم العرب للعالم سوي الارهاب والقتل …………
تعقيبا على المقال ، واستجلاء للحقيقة وتنوير الرأي العام حول ملابسات هذا الموضوع أنشر الرد التالي
الأمة العربية والاسلامية : هي خير الأمم جميعًا، مهما اشتد اختلاف الزمان والمكان، ومهما تقدمت البشرية أو تأخرت؛ بل هي مقياس تقدم البشرية أو تأخرها؛ ذلك أن هذه الأمة خُلقت لتكون لها القيادة والريادة؛ لما تملكه من اعتقاد صحيح، وتصور واضح، ونظام متكامل، ومنهج متسق؛ فهي خير أمة حقًا وصدقًا، لا مجاملة ولا محاباة، فالله يريد أن تكون القيادة على هذه البسيطة للحق والخير، لا للباطل والفساد، وهذا ما ينبغي أن تعيه الأمة العربية والإسلامية؛ لتعرف حقيقتها وقيمتها، ومن ثم تقوم بمقتضيات هذه الخيرية، وتبعات هذه القمة السامقة؛ من صيانة الحياة من الشر والفساد، وإقامتها على المعروف الذي شرعه الله .
ولا ينكر التاريخ فضل المسلمون العرب في وضع قواعد للإدارة الحديثة في أوربا ، قائمة على المساواة بين المواطنين، وتقدير العامل في الدولة على أساس كفاءته وإنتاجه، مهما كان أصله أو وضعه الاجتماعي، وعلى ضوء الشريعة السمحاء حطموا الطبقية والعنصرية، وكانت إدارتهم تجمع بين أبناء العرب الأصليين وبين الصقلبي ( أي الروس أو مواطني أوربا الشرقية ) والإسباني والبرتغالي والرومي على السواء في خدمة الشعب تحت راية الإسلام تحقيقا للعدل الشامل.)) من كتاب ” أثر العلماء المسلمين في الحضارة الأوربية ”
وإذا كان قد ألمحنا إلى تأثير الحضارة الإسلامية وفضل العرب صُنَّاع هذه الحضارة فى الشرق، فإن فضل الحضارة الإسلامية والعرب على الغرب أكبر أثرًا وأشد نصوعً، ذلك أن الحضارة الإسلامية قد أثرت فى العقلية الغريبة بدايةً، وأسهمت الثقافة الإسلامية فى إعادة تشكيلها بعد أن مُنِيَتْ بالجمود والتخلف قرونا عديدة، لم تصحُ ولم تستيقظْ إلا على أيدي الفكر الإسلامي الذي نشره العلماء المسلمون والمفكرون المسلمون فى أوربا…. فالحضارة الإسلامية إذن ساهمت فى تشكيل العقلية الأوربية التي أقامت النهضة الأوربية، ولولا ذلك الدور المهم لعلماء الإسلام لتأخر قيام النهضة الأوربية لعدة قرون، ولما قامت الاكتشافات العلمية التي عرفتها أوربا مطلع العصر الحديث.
والقضية المهمة التى يجب الالتفات إليها هى أنه فى عصر الازدهار الإسلامي والرقي العلمى والفكرى الذي حققه العرب. كانت أوربا تعيش عصور الظلام والتخلف والضعف والركود العقلي والروحي، وكان لسيطرة الكنيسة على الحياة العامة أثره فى ذلك الركود والتخلف، كما كان للصراع بين الكنيسة والإمبراطورية بالإضافة إلى التنافس على السلطة والنفوذ أكبر الأثر فيما وصل إليه المجتمع الأوربي من ضعف وتفكك ، ومن هنا كان المجتمع الأوربي متعطشا للنهضة الفكرية، والانفتاح على روافد جديدة للحضارة والتقدم، وكان في العلم والفن الإسلامي، وفي العربية والترجمات، وانتقال المعرفة الضالة المنشودة لذلك المجتمع.
تعليق المنصفين من الغربيين:
———————————-
يقول برينولت في كتابه ( تكوين الإنسانية ): ” العلم هو أعظم ما قدمته الحضارة العربية إلى العالم الحديث عامة. والجدير بالذكر أنه لا توجد ناحية من نواحي النمو الحضاري إلا ويظهر للإنسان أثر الحضارة والثقافة العربية، وإن أعظم مؤثر هو الدين الإسلامي الذي كان المحرك للتطبيق العملي على الحياة، وإن الادعاء بأن أوربا هي التي اكتشفت المنهج التجريبي ادعاء باطل وخالٍ من الصحة جملة وتفصيلا فالفكر الإسلامي هو الذي قال: انظر وفكر، واعمل، وجرِّبْ حتى تصل إلى اليقين العلمي ” من كتاب لمحات من الحضارة العربية والإسلامية د / علي عبد الله الدّفاع
ويعتقد الدكتور ” سارتون” أن المسلمين كانوا أعظم معلمين في العالم، وأنهم زادوا على العلوم التي أخذوه، وأنهم لم يكتفوا بذلك، بل أوصلوها إلى درجة جديرة بالاعتبار من حيث النمو والارتقاء.
ويقول نيكلسون: ” والمكتشفات اليوم لا تحسب شيئاً مذكوراً إزاء ما نحن مدينون به للرواد العرب الذين كانوا مشعلاً وضاءً في القرون الوسطى ولا سيما في أوروبا..”
ويقول دي فو: ” إن الميراث الذي تركه اليونان لم يحسن الرومان القيام به، أما العرب فقد أتقنوه، وعملوا على تحسينه وإنمائه حتى سلموه إلى العصور الحديثة.. “..
ويقول سيديو: ” كان المسلمون العرب في القرون الوسطى منفردين في العلم والفلسفة والفنون، وقد نشروهما أينما حلَّتْ أقدامهم، وتسربت منهم إلى أوروب، فكانوا هم سبباً في نهضتها وارتقائها “..
وكما قال جميع العلماء السابقين فإننا نزيد عليهم أنه ما من أمة تستطيع أن تنجح في كل هذه المجالات دفعة واحدة دون أن تكون مصحوبة بإدارة قوية وحكيمة تستطيع أن تسير بالبلاد من نجاح إلى آخر.

أما عن ” فضل العرب على سائر الأمم “فيكفيهم فخرا أنه قد جاءت فيهم آثار نبوية، وفي القرآن من صفات العرب ما لا يكون لغيرهم، فقد وصفهم بالكرم والصبر، ويكفيهم عزا وفخرا أن اختارهم محطا لرجال دينه، وحماة للشريعة وأنصارا لأوامره ..فالعرب أفضل الأمم على الإطلاق، فقد ذكر فضلهم في آيات قرآنية وأحاديث نبوية، ما لم يكن لغيرهم، فقد وصفهم بالكرم العظيم والصبر الكامل، وذكر عنهم من الخصال، ما لم يذكر مثله من الأمم، ويكفيهم فخرًا وتشريفًا، أن اختار لهم محمدًا صلى الله عليه وسلم، وهو من العرب ، وهو أشرف الخلق على الإطلاق.
قال صلى الله عليه وسلم:” إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفى من ولد إسماعيل بني كنانة، واصطفى من بني كنانة قريشًا، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم”، وكما قال صلى الله عليه وسلم:” قدموا قريشًا ولا تتقدموها”.
،هل توجد أمة من الأمم غير العرب ، تعرف أصولها وفروعها، شعبًا وقبيلة وعمارة وبطنًا وفخذًا وفصيلة، إلى غير ذلك من بيوتاتها المعروفة، وأحوالها المألوفة، ومكارمها العالية، وفضائلها السامية؟

إنها الأمة العربية والاسلامية ، وستظل دائما ، تتلاطم حولها الأمواج، وتحدق بها المخاطر، وتجري حولها تحركات معادية، تريد بها الشر، وتدبر لها الضرر، وتتنكر لقيمتها، أو تريد إخمادها، أو تتسلط علي إرادتها وإرادة شعوبها ، ويأبي الله إلا أن تبقي الأمة ، وتنحسر من حولها تلك الأمواج وتنكسر.
ستظل الأمة العربية دائما، ربما تراجعت، أو مرضت، أو ضعفت، وربما ظن أعداؤها في برهة من الزمن أنها قابلة للانكسار، لكنها بفضل الله جل جلاله لن تموت، والتاريخ شاهد علي استقرار هذا القانون الذي يؤكد أن الأمة العربية مازالت تخترق كل ما يعصف حولها من أحداث وأزمات.
وكم من أحداث ووقائع في التاريخ، اشتعلت فيها النيران في أطراف الأمة العربية والإسلامية ….

الجميع يعترف ويقر بأن الأمة العربية تعيش الأن أسوء حالات التمزق والضعف ، ونعترف ونقر بتطور الغرب وتقدمهم الاقتصادي والعلمي والتكنولوجي والصناعي ….لكن لعل الكثير لا يعلم بان الغرب لديهم من المشاكل الاجتماعية والنفسية ما يجعلهم أكثر تخلفا” وجهل ، ومنها انهيار حياتهم الاسرية والاجتماعية ، الانهيار الاخلاقى ، لا يوجد لديهم رادع دينى يرتب حياتهم ويحفظ نسلهم .فهم كالأنعام ، بل هم أضل . …..تنتشر بينهم الجرائم اللاأخلاقية مثل تبادل الزوجات التى خالفت الشرع والعرف والفطرة ،
الشذوذ الجنسى إحدى الآفات التى تتفاقم فى المجتمعات الأوربية بشكل واسع، تلك الجريمة اللأخلاقية التى تعصف بقيم المجتمع ومبادئه

وفى النهاية : أخاطب الجميع : افتخروا بعروبتكم وحضارتكم وعاداتكم الطيبة الحسنة ، واتركوا زبد البحر الذى تجليه أمواج الحضارة الغربية المظلمة والكاذبة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى