مقالات واراء

ما أحوجنا الى التربية الأخلاقية

احجز مساحتك الاعلانية

بقلم / حسن بخيت
اوجه دعوة صريحة وواضحة الى جميع المسئولين عن التربية والتعليم ، اجعلوا مادة الاخلاق علما قائما بذاته فى مناهج ومقررات التعليم فى جميع المدارس والجامعات ليتخرج فى هذا العلم المتخصصون . الذين يستطيعون تعليم هذا العلم لابنائنا واجيالنا . فعلم الاخلاق هو اول طريق الاصلاح فى حياتنا اليومية . ولا يقل عن اى مادة علمية فى قيمتها
ان من اجل وافضل الغايات التى تسعى اليها رسالة السماء وتعاليم الأديان وتعمل على تحقيقها ان يكون الانسان صاحب خلق سليم ونظيف لتكون الحياه سليمة ونظيفة وفاضلة وشريفة
ان المثل الاعلى للانسان هو الشرف والنزاهة . ومعرفة الحق . والاستمساك باداب الفضيلة …
والمثل الاعلى للمجتمع هو التعاون بين افراده واحترام الاخرين والايثار والتضحية .. والمحبة والصدق والاخلاص والامانة والوفاء . والاستعلاء على الهوى والنفس والشهوة . والتخلص من امراض القلوب كالكبر والحقد. وكفانا عصبية وحسد وغل وكراهية واحتكار وغش وكذب ونفاق . وهذة كلها من من مكارم الأخلاق والتي تبني بها المجتمعات وتنهض لها الأمم .
قصص حقيقية منقولة من جرائد مقروءه
—————————————————
ان امرأة سعودية كانت تعاني من مرض السرطان وكان لديها خادمة من اندونيسيا، وفي احد الأيام لاحظت هذه السيدة ان الخادمة تدخل الحمام وتمكث فيه مدةً طويلة فسألتها لما خرجت عن السبب فقالت الخادمة، التي جاءت للتو من اندونيسيا أنها أرادت التخلص من كمية الحليب الذي في ثدييها لأنها تركت طفلها في بلدها برفقة الزوج وجاءت الى السعودية بدون طفلها، اتباعاً للاجراءات الحكومية في هذا الشأن.
هنا ذهبت السيدة الى مكان ما في المنزل ثم عادت فنادت الخادمة قائلةً لها «خذي هذا المال، انه معاشك لفترة سنتين قادمتين ثمناً لعملك عندي، اذهبي الى اندونيسيا وارضعي طفلك!» هذا وكان من المقرر لهذه السيدة ان تراجع طبيبها الذي يشرف عليها، وعندما جاءت في الموعد المحدد اطلع الطبيب على حالتها الصحية فقال لها وعلى الفور «أنت بخير ولاتعانين من مرض السرطان»!

وقصة أخرى فقد سافر رجل سعودي الى مصر لاجراء عملية زرع كلية، وبعد ان اتفق على دفع المبلغ قال أريد ان أرى المتبرع فوجدها فتاة عمرها 17 سنة فقال لها ماحملك على ذلك؟ قالت «اني يتيمة ولدي اخوة صغار»، فقال لها خذي مالي الذي أعطيتك ثمنا للكلية، لن أعمل العملية ولن أسترد المال، ويا سبحان الله فبعد فترة من الوقت أو فوراً اشتغلت الكلية المعطوبة وطاب الرجل.

أما القصة الثالثة فمن أفريقيا فقد اشتكى رجل في الأربعين من ألمٍ في قلبه، فأجرى فحوصات في بلاده ولكن دون فائدة تذكر، ومن حسن حظه ان رفاقه استطاعوا ان يجمعوا له مالاً كافياً فسافر الى لندن للعلاج، ولكن حتى هناك لم يسعفه الحظ فقام أصدقاؤه في بلده الافريقي يدعون الخالق ليل نهار وينتظرون تدخل العناية الالهية.. ومرت الأسابيع وفجأة طرأت على ذهن أحدهم فكرة أو الهام فاقترح على صاحبهم المريض ان يسامح من يكون قد تخاصم معه لكي يخلو صدر هذا المريض من الضغينة والحقد، وعلى جناح السرعة تم ابلاغ المريض في لندن بهذه الرسالة فاغرورقت عيناه بالدمع، وقال للمقربين منه «بالفعل ان بيني وبين أحد الأشخاص خصومة وأنه يسامحه»، وماهي الا ساعات حتى اختفى ألم القلب ثم خرج من المستشفى سليماً واستقبله أهله في أفريقيا بالبهجة والسرور، وهذا تأكيد لما أثبتته الأبحاث الطبية بأن الغضب وعدم التسامح يزيد من السموم في مجرى الدم مما يسبب المرض، أما اذا اُزيلت هذه المشاعر السيئة من الجسم بفعل أعمال الخير عندها سيشعر الانسان بشيء من السعادة وراحة البال.

هذه قصص واقعية حدثت في السعودية ومصر وأوغندا، ليس بينها ترابط ولاترتبط ببعضها البعض مع اختلاف الأديان، لكنها القدرة الالهية التي وسعت كل شيء، ولاشك ان القارئ الكريم قد سمعَ أمثلة مشابهة لما ذكرناه، فالله يوازن كل شيء، فهناك ليل ونهار، وصيف وشتاء، ونور وظلام، وهكذا، فطالما لا يوجد خلل في الكون الا في سلوك الانسان لذلك تقوم هذه القدرة الالهية على تحقيق التوازن في تصرفات الناس، فتكافئ الطيب وتحرم السيء، وتقتص من الظالم وتنصف المظلوم، وفي بذل الخير ومساعدة الناس تضعف حدة التوتر والكآبة وتتحسن صحة المرء فيتحقق بذلك التوازن الداخلي لدى الانسان، وهو مالا يتوفر في المجتمعات الغربية وغيرها التي يسعى فيها الفرد لمصلحته المادية، وهذا الخلل الداخلي في نفوس الغربيين وغيرهم هو مايجعلهم يبحثون على الدوام عن السعادة أو لنقل راحة البال، فلا يجدونها.

ما أحوجنا الى هذه الأخلاق النبيلة لاسيما في الوقت الحاضر بعد ان ارتفعت معدلات العنف في المجتمع وتفشت الأنانية الفردية، وانتشر الغش والاحتكار والطمع ، وتغيرت نظرة الناس لبعضهم البعض فأصبحت قيمة الانسان بمايملك من مال، لابما يملك من رصيد أخلاقي طيب ينفع به الناس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى