أهم الاخبار

حسن بخيت يكتب ” أمريكا ” تختار العنصرية والتطرف “

احجز مساحتك الاعلانية

الإثارة والجدل والعنصرية”.. تلك هى أبرز السمات التى تميز بها الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية ” دونالد ترامب،” الذي نجح في التفوق على منافسته المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون .
وفوز ( ( ترامب ) بالرئاسة الأمريكية قد ينقل الادارة الامريكية فى سياستها الخارجية من دس السم فى العسل الى سياسة تقديم السم كما هو دون خداع أو نفاق وقد يكون العداء الأمريكى أكثر وضوحا في الفترة القادمة وخاصة لدى العرب .
لا يمتلك ” دونالد ترامب ” أي ماض سياسي، إلا أنه أعلن في يونيو من العام الماضي، نيته للترشح لانتخابات الرئاسية الأمريكية، ونجح في حصد أصوات الجمهوريين للترشح في الانتخابات بشكل رسمي، بعد تغلبه في الانتخابات التمهيدية على منافسه تيد كروز.
وخلال تلك الفترة نجح ترامب في لفت أنظار الجميع إليه بسبب تصريحاته الحادة والعنصرية المتطرفة ، وأبرزها هجومه على المسلمين وطلبه بعدم دخولهم إلى الولايات المتحدة، واعتماد بطاقة هوية خاصة بهم لذكر الديانة ومراقبة المساجد.
ومن ابرز طلباته المثيرة، هو اقتراحه بناء جدار عازل على حدود الولايات المتحدة مع المكسيك، لمنع وصول المهاجرين غير الشرعيين وإنهاء تدفق اللاتينيين إلى أمريكا، ووصل الأمر إلى حد الهجوم على كلينتون وأوباما وتوجيه الاتهامات المتعددة إليهم، التي تتعلق بارتباطهم بتنظيم داعش وتورطهم في ثورات الربيع العربي .
والسؤال هنا
“”””””””””””””
لماذا يراهن العرب على واشنطن منذ سنوات عديدة والنتيجة محسومة ومعلومة للجميع ، فحماية أسرائيل والحفاظ على أمنها ودعم مواقفها هو أمر محسوم منذ اعتراف أمريكا بهذا الكيان الغاصب لفلسطين ، والجميع يعرف أن الولايات المتحدة الأمريكية دولة براجمانية في التفكير السياسي يهمها أولا وأخيرا مصالها الشخصية سواء في دول الشرق الأوسط أو أي مكان في العالم ، أما عن الدور الأمريكي فيما يخص الاسلام وخاصة في المنطقة العربية فهو واضح تجاه الانحياز الكامل والظالم للكيان الصهيوني والذى أصبح شوكة في ظهر العرب وخاصة وأن اسرائيل فى أولويات الاجندة الأمريكية .
وليعلم العرب أن السياسة الأمريكية الخارجية لن تتغير بتغيير المرشحين أو الرؤساء ، وخاصة تجاه القضايا العربية وبالأدق قضية فلسطين وهى القضية المركزية بالنسبة للعرب ، ومن هنا فان معايير السياسة الأمريكية ثابتة ولن تتغير ، وأن كانت هناك تغيرات فعلية فستكون علي صعيد الداخل الأمريكى وقضايا المواطنين من ( بطالة .. وتعليم .. ورعاية صحية .. الخ )
وهذا يفرض على العرب ايجاد الية جديدة وحلول ايجابية واقعية ورسم استراتيجية موحدة لمواجهة المخطط الصهيونى الأمريكى والمنحاز لدولة اسرائيل الغاشمة ،
وللأسف : فالعرب اليوم في مفترق طرق واختلاف وتمزق ، وينتظرون كعادتهم من المنقذ القادم والمعجزة الألهية للبيت الأبيض لحل مشاكلهم وقضاياهم والتى لا تنتهى وتزداد سوءا يوم بعد يوم ، وهذا لن يحدث مهما طال الزمان ، لان واشنطن لا تغير سياستها الخارجية تجاه اسرائيل من جانب وتجاه العرب من جانب أخر ، وعلى العرب أن يفهموا ذلك ان كان لهم عقل يفهم ، فهناك تقارب ثقافي وعاطفي وعرقي تجاه اسرائيل ، علاوة علي النفوذ اليهودي داخل أمريكا سواء الاقتصادي أو السياسي .
ماذا ينتظر العرب من هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية علي مدى سنوات عديدة والتي أضرت بمصالح العالم بصفة عامة ومصالح العرب بصفة خاصة ، بداية من ضياع القضية الفلسطينية ، فتمزق وانهيار العراق ، فانقسام السودان ، فأكذوبة الربيع العربي والديمقراطية والتى أطاحت بدول عديدة ( سوريا .. ليبيا .. اليمن ) وزعزعة استقرار ( مصر وتونس ) فكل هذا الدمار والخراب والذى تعانى منه المنطقة العربية سببه الغطرسة الأمريكية وحروبها الاستباقية المدمرة والتى لم ولن تنتهي . لان النظام السياسي الأمريكي قائم علي فكرة المصالح والمنافع والبقاء للأقوى ولا يوجد مكان للضعفاء .
ومن هنا :
“””””””””””””””
فان العرب لن يفيدهم أي تغيير في البيت الأبيض ، ولا يوجد أمامهم سوى التوحد وترك الصراعات الحالية والكراهية والطائفية ، والعمل علي ايجاد سلوكا وطريقا جديدا يحفظون من خلاله علي مصالحهم ومقدراتهم ويحفظوا تاريخهم وحاضرهم ومستقبل أجيالهم والذى بات علي وشك الضياع والانهيار ، أما التغيير السياسي فى واشنطن فهو أمر داخلي وشأن المواطن الأمريكي للحفاظ على المصالح الأمريكية الداخلية والخارجية ، ولن تكون هناك العصا السحرية أو خاتم سليمان أو الفانوس السحري والذي انتظره العرب كثيرا من سيدة أو سيد البيت الأبيض الجديد .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى