أقام السفير الجزائري أحمد بوزيان حفل استقبال بالعيد الوطني لبلاده في فندق “البريستول”، بحضور ممثل رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري النائب علي بزي، ممثل رئيس حكومة تصريف الأعمال تمام سلام وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال محمد المشنوق، الرئيس حسين الحسيني، وزير العمل في حكومة تصريف الاعمال سجعان قزي، سفراء: البابوي غابريللي كاتشيا، الإمارات العربية المتحدة حمد سعيد الشامسي، قطر علي بن حمد المري، السوري علي عبد الكريم علي، تونس كريم بودالي، الكويت عبد العال القناعي، تركيا شغطاي إرجييس، أرجنتين ريكاردو لارييرا، كندا ميشيل كاميرون، ألمانيا مارتين هوت، المكسيك جامي غارسيا، الأورغواي مارتا بيتزانللي، الروسي ألكسندر زاسبيكين، الصيني وانغ كيجيان، والهند أنيتا نايار، والقائم بأعمال السفارة السعودية وليد البخاري.
وحضر أيضا النائبان عاطف مجدلاني وقاسم هاشم، الوزير السابق عبد الرحيم مراد، المدير العام لوزارة الاعلام الدكتور حسان فلحة، مديرة “الوكالة الوطنية للاعلام” لور سليمان، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة اللبنانية توفيق أبو علي، رئيس حزب الحوار الوطني فؤاد مخزومي، واللواء جميل السيد.
وألقى السفير الجزائري كلمة قال فيها: “إنها لسعادة بالغة ان تقترن هذه الذكرى بانتهاء الفراغ الرئاسي في هذا البلد الشقيق ويسرنا بالمناسبة ان نقاسمكم الفرحة بانتخاب فخامة الرئيس العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية ونتقدم اليه بأحر التهاني والتبريكات، راجين له النجاح والتوفيق في مهامه السامية، كما نهنىء الشعب اللبناني على هذاالانجاز الهام ونتمنى له المزيد من الازدهار والرفاهية والتقدم.
واننا نتواجد اليوم معا لاحياء الذكرى ال 62 لاندلاع ثورة نوفمبر 1954 المجيدة التي ارعبت المستعمر واثارت اعجاب العالم بأسره، كما اثرت أيما تأثير بمجرى الاحداث في العالم بعد ان خاض الشعب الجزائري طيلة قرن و25 عاما من مقاومة شعبية عمت كل انحاء البلاد من الامير عبدالقادر الى المقراني الى فاطمة نسومر وسبع سنوات ونصف السنة من حرب التحرير قدم خلالها تضحيات جسام بمليون ونصف مليون شهيد من خيرة بنات وابنائه ثمنا لانتصار قيمهم ومبادئهم، وكللت هذه التضحيات بالنصر في 5 يونيو 1962 وكان كفاح الشعب الجزائري احد العوامل التي عجلت بدحر النظام الاستعماري عبر العالم واستئصال جذوره بعد ان الهمت الثورة الجزائرية الكثير من الشعوب الي كانت آنذاك تحت نير الاحتلال الاجنبي”.
اضاف:”بعد الاستقلال تمكنت الجزائر من استعادة مكانتها في المحافل الدولية والشروع في مرحلة البناء والتشييد من خلال تنفيذ برامج واسعة في مجال التنمية والمنشآت القاعدية وتحسين المستوى المعيشي للمواطنين، وقبل ربع قرن حدث الانفتاح الديمقراطي الذي تخللته مأساة وطنية أليمة وفق الشعب الجزائري في معالجتها بمقاومة اضطلع بها وحده ثم تجاوزها بفضل جنوحه الى خيار حميد وهو خيار المصالحة الوطنية التي بادر بها السيد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة وزكاها الشعب الجزائري.
وتتمتع الجزائر اليوم بنعمة الأمن والاستقرار نتيجة جهد دؤوب يقوم به الجيش الوطني الشعبي وكافة الأجهزة والمؤسسات الأمنية”.
وتابع :”ولمواكبة الخطوات الملموس التي قطعتها الجزائر في تجسيد مسارها المتجدد على درب البناء اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وسياسيا والتصدي لتحديات الحفاظ على أمنها واستقرارها في محيط متوتر، جاء الدستور الذي تمت مراجعته، في مطلع العام الجاري، ليعزز قواعد الديمقراطية التعددية ودعم مكانة المعارضة وحقوقها حتى داخل البرلمان، وإثراء المنظومة الانتخابية بضمانات جديدة للشفافية والحياد بإنشاء هيئة عليا مستقلة لمراقبة الانتخابات”.
واشار الى ان “الاستراتيجية الجزائرية ترتكز على “قاعدة ثلاثية وهي إعادة بعث النمو الاقتصادي وتنويعه والحفاظ على الموارد الطبيعية وتحسين نوعية الحياة.
ولإضفاء المزيد من المرونة على الاجراءات التي تحكم المبادرة والنشاط الاقتصادي وتعزيز الضمانات الممنوحة للمستثمرين، ومضاعفة الحوافز المالية والجبائية لتشجيع الاستثمار وبعث سياسة اقتصادية متنوعة طموحة ونشطة، أقرت الحكومة الجزائرية قانونا جديدا لترقية الاستثمارات في آب/اوت 2016.
كما استطاعت الجزائر أن تحقق قبل الآجال المحددة أهداف الألفية للتنمية 2000-2015 التي وضعتها الأمم المتحدة وخاصة في مجال مكافحة الفقر-التعليم ومحو الأمية-المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة-انخفاض نسبة الوفيات لدى الأطفال والأمهات ومكافحة الأمراض والأوبئة”.
واكد ان الدبلوماسية الجزائرية تتسم بالثبات على مبادئها على غرار عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وحق الشعوب في تقرير مصيرها، رفض استعمال القوة أو التهديد بها لحل الأزمات والنزاعات الدولية واعتماد الحلول السياسية والطرق الدبلوماسية، زيادة على التأكيد على مبدأ بناء تعاون دولي بصورة أكثر عدلا وتكافؤا.
وانطلاقا من هذه المبادىء استطاعت الجزائر الوصول الى اتفاق سلام تاريخي بين الفرقاء الماليين حينما تولت قيادة فريق الوساطة الدولية، إضافة الى سعيها اليوم للمساهمة في تحقيق مصالحة وطنية بالجارة ليبيا كما تساهم بكل فعالية في مكافحة الارهاب وتقاسم تجربتها مع الجميع.
وعلى صعيد الدبلوماسية الاقتصادية نجحت الجزائر في لم شمل أعضاء منظمة اوبك في اجتماع غير رسمي في شهر سبتمبر بالجزائر، خرج بقرار تاريخي بخفض انتاج النفط في سياق دولي مشحون وأزمة مالية ضربت اقتصاديات منتجي النفط”.
وقال:”العلاقات الجزائرية اللبنانية، علاقات تاريخية تتميز بالاحترام المتبادل والتشاور والتنسيق في إطار آلية التشاور بين وزارتي خارجية البلدين حيث التقى السيد رمطان لعمامرة وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي مع نظيره اللبناني السيد جبران باسيل على هامش اشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة كما قام السيد عبد القادر مساهل وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية بزيارة قصيرة الى لبنان في شهر ابريل التقى خلالها بدولة السيد تمام سلام رئيس مجلس الوزراء والسيد جبران باسيل وزير الخارجية والمغتربين وتم خلال هذه اللقاءات التأكيد على إرادة الطرفين في تعزيز العلاقات الأخوية والتعاون الثنائي في كل المجالات. كما تعمل السفارة مع القطاع الخاص في لبنان على إعداد مشروع إنشاء مجلس مشترك جزائري لبناني لرجال الأعمال”.