بعد أن كتبت تهنئتي للجيل الصاعد الواعد ومستقبل مصر , والذي أتمني أن يكون خيرا من حاضرها ودعوت الله من قلبي بأن يوفقهم جميعا , لأن بتوفيقهم نجاح مصر وتقدمها .
وطالعت الأخبار في أول يوم دراسي , فوجدتها للاسف تنبيء عن أشياء لو أستمرت بهذا الشكل , فمعناه أننا نسير نحو الضياع .
فعندما تقرأ في محافظة قنا فقط , ( جزار يعتدي علي مدرسة بالسكين أو مطواة بسبب رغبته في جلوس أبنه بالتخته الأولي ) .
وتقرأ ( مدير مدرسة يتعدي علي إداري بالجنزير)
وتقرأ ( أهالي طالب يعتدون علي مدير مدرسة مستقيل وتم نقله للمستشفي لأنه لم يقبل تلميذ بالمدرسة )
عندما تقرأ تلك الأخبار من محافظة واحدة , فنحن ننحدر سريعا نحو التخلف , والتقهقر المجتمعي والعلمي والتعليمي
ولا أعرف ما سبب ما يحدث ؟ هل أصبحت ذرات الهواء الذي نتنفسه مملوءة بالحقد والعنف , أم ماذا يحدث بالضبط ؟ المسألة ليست حسن أخلاق أو سؤ أخلاق , إنما هي تطورات فعلا نحوالعنف ليس في مصر وحدها ولكن في كل العالم العربي . لدرجة أشك أنها لعنة لنا أو يوجد بالجو فعلا ما يسبب هذا العنف , أم التلفزيون وأفلام الأكشن , أو البعد عن الدين . أم أن الرحمة ضاعت من القلوب , وأنا أعتقد هذه الأخيرة , فلقد قست فعلا القلوب .
نتعامل مع بعضنا البعض بقسوة , ونشتم بعضنا بعضا , ونأخذ الفرص من بعضنا بعضا , ونتكلم خلف ظهور بعضنا بعضا , ولا نثق في بعضنا بعضا , أصبحنا في زمن الشطارة والفهلوة , ومن يعرف كيف يكسب فليكسب , لا يهم حلال أم حرام .
بعدنا تماما عن الدين . بعدنا تماما عن القرآن والسنة , لا نتعامل إطلاقا بحديث ما كان الرفق في شئ إلا زانه , وما إنتزع من شئ إلا شانه .
أصبحنا عبيد المصالح قساة القلوب , فسلط الله علينا الدنيا , وسلط علينا أنفسنا .
إذا كانت كل تلك الإعتداءات في الحقل التعليمي , والذي من المفروض أن يكون أنظف وأفضل حقل . فما بالنا بباقي الدولة وما يحدث في مؤسساتها .
ياليتنا نحاول أن نعود كما كنا ونحترم أنفسنا ونحترم الآخرين .