لفت نظري حاجة غريبة جدا تحدث في البيوت حاليا , أو ربما تحدث من زمن ولكن لا أحد يتحدث عنها . من تلك الحكايات العلاقات بين الأزواج فلا أعرف ما هو السبب في التباعد , بالطبع لا أقصد كل الأسر ولكن أقصد مجموعة سنطلق عليهم قلة قليلة من الأسر .
قالت لي زوجة أنها تحب أن تنام مبكرا لتستيقظ ليلا وتصلي قيام الليل لترضي ربها , وليملأ وجهها النور , وتحب أن تصلي الفجر حاضر . ولكن لا يوجد بينها وبين زوجها أي تقارب .
بل بالعكس دائما في مشاكل وغالبا بينهما خصام وكل شخص ينام معتزلا الآخر .
وأرسلت لي زوجه علي الخاص أيضا تسألني ماذا تفعل , الحياة تمر بها وهي تعيش مع زوجها وكأنهم أخوة . بالرغم من أن مظهرهم الخارجي جميل – لديها أولاد ومنصب وزوج يحسدها عليه من لا يعرفون الحقيقة .
والاأسوأ أن تمر الأيام والأعياد ولا يتصالح الأزواج , بالرغم من أن أغلبهم تم الزواج بينهم عن رضا تام . وربما عن قصص حب , ولكن سبحان مقلب القلوب .
وهنا يجب أن أقول كلمة للزوجات اللاتي تعانين من فقدان الحياة , أو الحياة والسلام كما تقول البعض منهن . لن أوجه كلماتي للرجال لأنهم يرون أنفسهم لا يخطئون مطلقا , وأنهم معذورون في كل التصرفات وأن العبء يقع علي المرأة وحدها وهي السبب في كل المشاكل في الكون .
أقول لأي إمرأة إستغلي فرصة العيد أبدأي بالتصالح , حتي ولو لم تكوني مخطئة . وذلك لأن عمرك تعيشينه مرة واحدة , ولن يعود بك الزمن لتعيشيه مرة أخري إذا خسرتيه وعشتيه كالأموات . تسامحي أزرعي بداخلك التسامح لوجه الله وليس من أجل الأولاد أو المظهر الإجتماعي .
أما إذا وجدتي الوضع يفوق قدرتك علي التسامح وقدرتك علي الحياة فأنهي تلك الحياة . وأذكرك أنه طالما لم تنهيها إلي الآن فأعلمي أن هذا الإنسان مازال بداخلك له شئ .
فقوي ذلك الشئ, وحاولي السعادة . تغاضي عن أسلوبه في إستفزازك , تغاضي عن بخله لو كان بخيلا , رغم أن الإنسان الذي يبخل بما أنعم الله علبه به فهو إنسان مكروه فعلا .
حاولي أن تجدي لنفسك سببلا للعيش سعيده , اعتبري أنه إبتلاء من الله لك فلا تضغطي علي نفسك وتراقبي كل تصرف , تجاهلي لتسعدي .
من كام يوم علمت قصة من صديقة أعجبتني ولو أنني من الصعب أن اكون مثلها , ولكن أعجبني ذلك الحب الذي يسامح ويغفر إلي هذا الحد .
والقصة أن زوجة شابة تعمل في مركز مرموق بطريق الصدفة البحتة أكتشفت أن زوجها علي علاقة بأخري ,علاقة كاملة , ولم تتخانق وتصرخ , وتشكي لكل الناس واهلها وأهله , قالت بالحرف ما أرادت أن تفضحه . وعاتبته وطلبت منه أن يذهبا للعمرة , وفي صحن الكعبة طلبت منه عهدا ألا يخونها .
وعاهدها , مثل تلك الزوجه تحمل من الصبر بداخلها كما كبيرا , قلما يتواجد لدي الزوجات في مثل تلك الظروف .
وأعرف أيضا قصة شابة كان دوما بينها وبين زوجها مشاكل وخصام يقترب من كونه دائم , ولكن الحياة لا تنذر أحد , فلقد توفي زوجها فجأة , وهما في حالة خصام ,بكت وبكت لسنوات , وكانت تعاقب نفسها علي أنه مات وهما لا يتحدثان .
أصبحت تكلمه في أحلامها , وقالت لم تكن تعرف أنها تحبه , وأن الحياة لو عادت به لها , لن تشغل دماغها بما يعرف من النساء .
ستكتفي بأنه يعيش معها وتحصل معه علي السعادة .
حقيقة نويت ألا أتحدث مع الرجال , ولكن ما استطعت , فلابد من توجيه كلمة , زوجتك تحدث معها مرة كل شهر وكأنها نانسي عجرم أيا كان شكلها أو وضعها أو ثقافتها , تخيل ذلك وتعامل معها أخرج معها أبتسم لها , لا يكون كل كلامك طلبات وصوتك عالي راعي مشاعرها , وخصوصا أنك تعلم بينك وبين نفسك أن كل النساء بالنسبة لك شيئ صوري وغير حقيقي , حاول أن تسعد وتسعد معك الشخص الحقيقي في حياتك .
الكلمة الطيبة صدقة فعلا , واغلب الرجال يصلون في المساجد وكأن الدين صلاة وصيام , ولا يعرفون الأحاديث الشريفة التي ذكرها رسولنا عليه الصلاة والسلام
رفقا بالقوارير , ولا يعرفون خيركم خيركم لأهله , ولا يعرفون أن النساء خلقن من ضلع أعوج فإن ذهبت لتقيمه كسرته , وليس معني ذلك عيب في النساء , ولكن لفرط حساسيتهن فيجب أن تأخذونهن بالحسني , وعدم المشقة حتي في الحديث ,
ولو عامل كل زوج زوجته كما يعامل صديقه علي المقهي – او كما يعامل زميلته في العمل . لتغيرت أشياء كثيرة .
لا تجعلوا العيد يدخل بيوتكم وأنتم في خصام , العيد عيد عندما نتحدث معا ونضحك معا ونخرج معا , وليس لزاما أن تكون خروجه مكلفه , فأي مكان يكون فيه إحساس المشاركة يكفي ولو كان حديقة أو زيارة بعض الأقارب أو التمشية في الشارع أو علي النيل أو علي النهر , أيا كان سنكما أو وضعكما , فالسن لا يلغي الحياة , ولا تنتظروا أن تكبروا وتمرضوا ولا تستطيعوا الخروج , لا تنتظروا أن تعطيكم الحياة , خذوا منها قبل أن يأخذكم العمر والأجل .
وكل سنه وكل المصريين وكل العرب وكل العالم بخير وكل إنسان علي وجه الأرض بخير .
عيدكم سعيد .