كتبت / تليلة محمد الرازي
وداعك حبيبي
كأس مر
تسري قطراته سما
مصفى بين حنايا الكيان
كلما سكن الليل الطويل
فاح مسكه أنينا صامتا
وحشرجة لوعة وبكاء
في جموح دون عنان
وداعك حبيبي
طلاق روحين
عاشا شوقا وذوبان
هانت بعدها
أيامك وأيامي
وكأننا كنا رغوة
على موج الشطآن
وأمسيات دافئة أهدرتها
بكلمة مجنونة في هيجان
قلت : طريقك غير طريقي
كنت حبيبتي كنت رفيقة الدرب
كنت نفحة عطر
تلهب الوجدان
شممتها قهرا
وكنت سمفونية أنغام هوى
مجنون في رعشات الألحان
وكنت جزء من ماض
لو أحببته فلن يعود
ولو كرهت أيامه
فقد سرق منابع النور من الأجفان
أشفق علي منك
فأنت كالأرض
لا تمل أفلاك الدوران
سافر حبيبي في أحداقي
وأملأ خانة الزمان
ولا تقل بعد اليوم حبيبتي
ولا تدعني في رسائلك
ملهمتي. ..ولا عيوني
أصفى من ماء الخلجان
أعرف ماشئت من نساء الأرض
وحوريات الجنان
إبحث عن طيفي في كل وجه
وكل خصلة وكل خميلة ريحان
سافر في أوردتي
بين الشريان والشريان
واسكن داخل ذكرياتنا
فهي عبق فواح
من سحرك وسحري
في شذى ضمآن
تختال في خشوع
كميت يرفض ضيق الأكفان
تحترق عشقا من عشقنا
في اشتهاء الذوبان