بقلم / كواعب أحمد البراهمي جاء رمضان , شهر الخير والبركة , شهر أنزل فيه القرآن . شهر ركن الأسلام الرابع , والذي لا يصح إسلامنا إلا به . ولكن هل الصوم هو الجوع والعطش ؟؟ الكثير منا يري فيه ذلك ويصوم لأن الله فرض ذلك , وذلك طبعا عليه ثواب فطاعة الله في حد ذاتها هي من تقوي القلوب . وأن الذي يصوم وفي نيته لأن الله أمر بذلك فقط , فهو قد حقق ركن من أركان الإسلام , وأن الله سبحانه وتعالي قال في الحديث القدسي إن كل عمل أبن آدم له إلا الصوم فأنه لي وأنا أجزي به . ولكن يوجد وراء الحرمان من الطعام والشراب كثير جدا من المطالب وكثير جدا من التفكير في حكمة الصوم , فإن الله سبحانه وتعالي لم يفرض الصوم عن الطعام والشراب ليتحقق ذلك الحرمان وكفي ولكنه شيء من تدريب النفس علي التحمل , وشيء من تدريب النفس علي الصبر , وشيء من تدريب النفس علي الرضاء, وشيء من تدريب النفس علي الشعور بالآخرين من الفقراء والجوعي . فماذا نحن نستفيد من ما وراء الحرمان من الطعام والشراب ؟ بالعكس البعض يصوم عن الطعام والشراب ولا يكف عن الحديث عن الغير , ولا يكون حظه من صيامه غير الجوع والعطش , والبعض الآخر لا يفعل شيئا غير أنه من الصباح ينتظر آذان المغرب ليأكل ويشرب ويقضي طول اليوم إنتظارا لتلك اللحظة فلا يكف عن الشراء , وكلما رأي شيئا يعتقد أنه آخر زاد له في الدنيا فيسرع بالشراء وتتكدس الموائد , وما يتبقي منها فإن نصيبه في صندوق القمامة , وربما هذا االشخص لا يخطر علي باله الفقير إطلاقا , ولا يخطر علي باله الشخص الذي يري الفاكهة ويري الطعام ولا يستطيع الشراء . ولا يخطر علي باله إطلاقا الذين يعانون المجاعات , وإن كنا لا ندري كيف نقدم مساعدات لهؤلاء البشر ؟ وقد سمعت قبل ذلك عن بنك الطعام ولكن لا اعرف كيف الوصول إليه . ولا ما هي الجهه المسئولة عنه وتكون من أهل الثقة . البعض أيضا يقضي النهار كله نوما من أجل أن يتابع في المساء جميع الفقرات الفنية والمسلسلات وغيرها , ولا يكون في جدوله صلاة القيام ولا قراءة القرآن. والبعض يقوم بعمل جدول للعزايم وذلك جميل من أجل أن تلتقي الأسر وإفطار صائم هو من المحببات في الصيام وثوابه كبير , ولكن يجب ألا يكون من داخلنا أن فلان أفطرنا وقدم كذا وكذا ولازم نحن نقدم مثله أو أفضل منه , ونرهق ميزانيتنا ونرهق أنفسنا ويكون من داخلنا رد الكرم ولكن ليس برضي , صحيح البعض يقدم كثيرا بحب , ولكن لا يجب أن يكون الكثير الذي نهايته أن يذهب لصندوق القمامة لأنه لا يمكن أكله كله , فليكن كل شيء بالعقل , لا تبذير ولا تقتير . البعض لا يحب الذهاب للعمل وإن ذهب للعمل لا يقوم بأي عمل , وكلما سأله شخص أجاب بأنه صائم , وما دخل العمل بالصيام . الصيام عبادة والعمل عبادة . والعمل تأخذ عليه أجرك من مال الدولة والذي هو مال الناس والمجتمع , وقد يسامحك الله في حقه وقد لا يسامحك الناس في حقوقهم . ضبط النفس , ومن أسوأ ما يكون من الصائم الإنفعال الزائد والذي يبرره بأنه صائم فينفعل علي زوجته وأولاده , وربما أصدقائه وربما العاملين معه أو من يطلبون العمل كالجمهور في المصالح الحكومية , فتجد صوته عاليا ومتعصبا ولا يتقبل كلام ولا ينجز عمل , و يـتأفف , وقد يعزي ذلك البعض لأنه مدخن وأن إمتناعه عن التدخين هو سبب ذلك . وما ذنب الناس ؟ ولماذا لا تحاول أنت أن تتخذ من ذلك الشهر قدرة علي ضبط النفس وتتعلم ذلك , وتحاول أن تتخلص من عادة سيئة وهي التدخين . جميل جدا رمضان , وشهر ننتظره من العام للعام ونفرح جدا لقدومه , وله داخل كل منا ذكريات من أيام طفولته . ولكن في أغلب البيوت قد غاب شخص عن التواجد في ذلك الشهر الكريم , البعض مسافرا والبعض الآخر سافر إلي غير رجعة , فنتذكره ولا ننسي أنه كان يشاركنا فرحه رمضان , ولنحاول أن ندخل الفرحه علي قلب آخرين , نقدم لهم ما نسطيع من المساعدة , ولنجعلها صدقة علي روح هؤلاء الذين ذهبوا . لا أريد الحديث عن الحزن ولكن الله وحده يعلم ما في قلبي , وليصبر كل مبتلي .وقد كثر المبتلون في أوطاننا .كنت آقرأ القرآن في رمضان وكنت بيني وبين نفسي أري أنها عبادة , ولكن العام الماضي كان لي زميل بالمكتب بسلطنة عمان , وقد قال لي أنه يقرأ القرآن في رمضان علي روح الأموات ويحاول أن يختمه أكثر من مرة , وأنا شخصيا نوديت ذلك في هذا االعام وأسأل الله أن يتقبل وأتمني أن كل منا يفعل ذلك , فما أجمل أن نرسل لهم القرآن هدية لهم وكل عام وانتم بخير , وأهلا برمضان الضيف الجميل , أهلا بصلاة التراويح , وقيام الليل , أهلا بالصوم والتزاور وقراءة القرآن , أهلا بالفوانيس وأغاني رمضان وفرحة الصغار . اللهم إعنا علي ذكرك وشكرك وحسن عبادتك – ورمضان كريم , والله أكرم . بقلم / كواعب أحمد البراهمي