الاسلاميات

همسه تأخذك إلى الجنه

احجز مساحتك الاعلانية

الشيخ محمد محمد غنيم
عليكم بالاحسان إلى اليتامى
أتوجه إلى المجتمع من خلال هذه الإطلالة بهمسة تفتح لهم بابًا من أبواب الرحمة ، وتعد تأشيرة مضمونة للفوز بجنات النعيم بل بالفردوس الأعلى ، همستى عن كفالة اليتيم وإكرامه والذي نختزل التذكير به والدعوة إلى الإحسان إليه في الجمعة الأولى من شهر إبريل ويهمل بعد ذلك، ولقد ذكر الله لفظ اليتيم في القرآن الكريم ثلاثًا وعشرين مرة، وبالنظر في نصوص القرآن العديدة في شأن اليتيم ، فإنه يمكن تصنيفها إلى خمسة أقسام رئيسة، كلها تدور حول: دفع المضار عنه، وجلب المصالح له في ماله، وفي نفسه، وفي الحالة الزواجية، والحث على الإحسان إليه ومراعاة الجانب النفسي لديه. ولقد وصى الله عزوجل باليتامى بعد أمره لنا بعبادة وبر الوالدين فقال: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى ) [ النساء: 36 ] ومن أوائل ما تنزل من القرآن المكي كقوله تعالى ( أَرَأيتَ الّذِي يُكَذّبُ بالدّينِ * فَذَلِكَ الّذِي يَدُعُ اليتيمَ * ولا يحُضُّ عَلَى طَعَامِ المِسكِينِ ) [ الماعون: 1-3 ] حيث وصف المكذب بالدين والأخرة أنه يطرد ويحرم اليتيم حقه. ولنتأمل قول الله تعالى في سورة الضحى ( فَأمَّا اليَتِيم فَلاَ تَقهَر ). والذى علق عليه الإمام ابن كثير بقوله : فلا تقهر اليتيم: أي لا تذله وتنهره وتهنه ، ولكن أحسن إليه وتلطف به، وكن لليتيم كالأب الرحيم .
وقال تعالى ممتدحا حال الصالحين في سورة الإنسان بقوله: ( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ) [ الإنسان :8]، قال الإمام القرطبي – رحمه الله -: أي يطعمون الطعام على قلته وحبهم إياه وشهوتهم له . ولقد بشر الرسول صلى الله عليه وسلم كافل اليتيم بقوله: ” أَنَا وَكافِلُ اليَتِيْمِ فِي الجَنَّةِ هَكَذا، وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالوُسْطَى وَفَرَّجَ بَيْنَهُما”[رواه البخاري]، وقاله صلى الله عليه وسلم ” من ضم يتيماً بين مسلمين في طعامه وشرابه حتى يستغني عنه وجبت له الجنة” [رواه أحمد] وعلى العكس قال تعالى موبخا كفار قريش ومن على شاكلتهم (كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ ) [الفجر: 17 ]، كما جعل النبي صلى الله عليه وسلم أَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ من السَّبْعَ الْمُوبِقَات مع الشرك والسحر والقتل …إلخ .
وتأمل هذا المشهد لرجل جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو من قسوة قلبه وشدته على الناس، فقام النبي بتشخيص علة الرجل ومرضه ثم وضع له علاجا شافيا فعن أبي هريرة: أن رجلا، شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه، فقال له: ” إن أردت أن يلين قلبك، فأطعم المسكين، وامسح رأس اليتيم ” [رواه أحمد] همستى لكم: عليكم بيتامى الأمة فهم الرحمة كل الرحمة، البركة كل البركة، السعادة كل السعادة، لمن يغتنم الفرصة، فيبش لهم ويبتسم في وجوههم ويمسح على ناصيتهم ويتكفل باطعامهم وتعليمهم، وتفقد أحوالهم، فهم غراس الجنة الذي نجنى ثمرته في الأخرة .
اللهم اللَّهُمَّ ارْحَمْنَا بِمَسَاكِينِنَا، وَضُعَفَائِنَا، وَأَيْتَامِنَا، وَصَالِحِينَا، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ دُنْيَا تَمْنَعُ خَيْرَ الْعَمَلِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ حَيَاةٍ تَمْنَعُ خَيْرَ الْمَمَاتِ .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى