الاسلاميات

(سيدنا زيد بن الخطاب رضي الله عنه)

احجز مساحتك الاعلانية

13307349_1602923600037003_5373718054286974170_n
متابعة محمد الحفناوي
إنه الصحابي الجليل سيدنا زيد بن الخطاب – أخو سيدنا عمرا بن الخطاب رضي الله عنهما لأبيه، وكان أكبر من سيدنا عمر رضي الله عنهما سنًا، وأسلم قبله واستشهد قبله، وقد آخى سيدنا النبي صلى الله عليه و آله وسلم بينه وبين سيدنا معن بن عدي العجلاني رضي الله عنهما، وظلا معًا حتى استشهدا في اليمامة، وكان رضي الله عنه إيمانه بالله وبرسوله صلى الله عليه و سلم إيمانًا قويًّا، فلم يتخلف عن رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة أو مشهد، شهد بدرًا وأحدًا والخندق وشهد بيعة الرضوان بالحديبية، وفي كل مرة يقابل فيها أعداء الإسلام كان يبحث عن الشهادة.
رآه أخوه سيدنا عمر رضي الله عنهما يوم أحد، وقد سقط الدِّرع عنه، وأصبح قريبًا من الأعداء، فصاح قائلا: خذ درعي يا زيد فقاتل به، فردَّ عليه سيدنا زيد رضي الله عنه: إني أريد من الشهادة ما تريده يا عمر، وظل يقاتل بغير درع في فدائية، ولكن الله لم يكتب له الشهادة في تلك الغزوة.
وبعد وفاة الحبيب المصطفى صلى الله عليه و آله وسلم ، ارتدت كثير من قبائل العرب، فرفع سيدنا الصديق رضي الله عنه لواء الجهاد في وجوه المرتدين حتى يعودوا إلى الإسلام، وكانت حرب اليمامة من أشد حروب الردة، ودارت رحاها بين المسلمين وبين جيوش مسيلمة الكذاب، وكاد المسلمون أن ينهزموا بعد أن سقط منهم شهداء كثيرون، فلما رأى سيدنا زيد رضي الله عنه ذلك، صعد على ربوة وصاح في إخوانه: يا أيها الناس، عضوا على أضراسكم، واضربوا عدوكم، وامضوا قدمًا، ثم رفع بصره إلى السماء وقال: اللهم إني أعتذر إليك من فرار أصحابي، وأبرأ إليك مما جاء به مسيلمة وأصحابه. ثم نذر ألا يكلم أحدًا حتى يقضي الله بين المسلمين وأعدائهم فيما هم فيه مختلفون، ثم قال: والله لا أتكلم اليوم حتى يهزمهم الله أو ألقى الله، فأكلمه بحجتي.
ثم أخذ سيفه، وقاتل قتالا شديدًا، وعمد إلى الرجَّال بن عنفوة قائد جيوش مسيلمة وقتله، وكانت أمنيته أن يقتل هذا المرتد، وظل يضرب في أعداء الله حتى رزقه الله الشهادة.
فحزن المسلمون لموت سيدنا زيد رضي الله عنه حزنًا شديدًا، وكان أشدهم حزنًا عليه أخوه سيدنا عمر رضي الله عنه وقد قال حينما علم بموته: رحم الله زيدًا سبقني إلى الحسنيين، أسلم قبلي، واستشهد قبلي. وكان دائمًا يقول: ما هبت الصبا إلا وجدت منها ريح زيد، وها هو ذا يقول لمتمم بن نويرة: لو كنت أحسن الشعر لقلت في أخي زيد مثل ما قلت في أخيك مالك، وكان متمم قد رثى أخاه مالكًا بأبيات كثيرة، فقال متمم، ولو أن أخي ذهب على ما ذهب عليه أخوك ما حزنت عليه، فقال سيدنا عمر رضي الله عنه: ما عزاني أحد بأحسن مما عزيتني به
ومن ملامح شخصية سيدنا زيد رضي الله عنه:
حبه للشهادة:
فقد دعا سيدنا أبو بكر سيدنا زيد بن الخطاب رضي الله عنهما ليستخلفه وكان ذلك في حروب الردة فقال: قد كنت أرجو أن أرزق الشهادة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أرزقها وأنا أرجو أن أرزقها في هذا الوجه وإن أمير الجيش لا ينبغي أن يباشر القتال بنفسه.
ويروي سيدنا نافع عن سيدنا ابن عمر أن سيدنا عمر بن الخطاب قال لأخيه سيدنا زيد بن الخطاب رضي الله عنهم أجمعين يوم أحد: خذ درعي هذه يا أخي، فقال له: إني أريد من الشهادة مثل الذي تريد فتركاها جميعا.
ومن كلماته رضي الله عنه:
قوله يوم اليمامة وهو يحفز همم المسلمين أيها الناس عضوا على أضراسكم واضربوا في عدوكم وامضوا قدما وقال والله لا أتكلم حتى يهزمهم الله أو ألقى الله فأكلمه بحجتي فقتل شهيدا رضي الله عنه.
وفاته رضي الله عنه:
ويروي عمر بن عبد الرحمن من ولد زيد بن الخطاب عن أبيه قصة استشهاده فيقول: كان زيد بن الخطاب يحمل راية المسلمين يوم اليمامة و قد انكشف المسلمون حتى ظهرت حنيفة على الرجال فجعل سيدنا زيد بن الخطاب رضي الله عنه يقول: أما الرجال فلا رجال و أما الرجال فلا رجال ثم جعل يصيح بأعلى صوته: اللهم إني اعتذر إليك من فرار أصحابي و أبرأ إليك مما جاء به مسيلمة و محكم بن الطفيل و جعل يشد بالراية يتقدم بها في نحر العدو ثم ضارب بسيفه حتى قتل رضي الله عنه ووقعت الراية فأخذها سيدنا سالم مولى أبي حذيفة رضي الله عنه فقال المسلمون: يا سالم إنا نخاف أن نؤتي من قبلك فقال: بئس حامل القرآن أنا إن أتيتم من قبل و قتل سيدنا زيد بن الخطاب رضي الله عنه سنة اثنتي عشرة من الهجرة
حزن أخيه سيدنا عمر رضي الله عنه عليه:
فعن سيدنا عمر بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب رضي الله عنهم قال: كان عمر يصاب بالمصيبة فيقول: أصبت بزيد بن الخطاب و أبصر سيدنا عمر رضي الله عنه قاتل أخيه سيدنا زيد رضي الله عنه فقال له: ويحك لقد قتلت لي أخا ما هبت الصبا إلا ذكرته.
وقال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه لمتمم بن نويرة: يرحم الله زيد بن الخطاب لو كنت أقدر أن أقول الشعر لبكيته كما بكيت أخاك فقال متمم: يا أمير المؤمنين لو قتل أخي يوم اليمامة كما قتل أخوك ما بكيته أبدا فأبصر سيدنا عمر وتعزى عن أخيه رضوان الله عليهم، وقد كان حزن عليه حزنا شديدا وكان سيدنا عمر رضي الله عنه يقول: إن الصبا لتهب فتأتي بريح زيد بن الخطاب.
ولما قتل سيدنا زيد بن الخطاب ونعي إلى أخيه سيدنا عمر رضي الله عنهماقال: رحم الله أخي سبقني إلى الحسنيين أسلم قبلي، واستشهد قبلي
وقد قال سيدنا عمر رضي الله عنه لأبي مريم الحنفي (قاتل زيد): أقتلت زيد بن الخطاب؟
فقال أبو مريم:أكرمه الله بيدي ولم يهني بيده.
فقال سيدنا عمر رضي الله عنه: كم ترى من المسلمين قتلوا منكم يومئذ؟
قال: ألفا وأربعمئة يزيدون قليلا.
فقال سيدنا عمر رضي الله عنه: بئس القتلى.
قال أبو مريم: الحمد لله الذي أبقاني حتى رجعت إلى الدين الذي رضي لنبيه عليه الصلاة والسلام وللمسلمين. فسر سيدنا عمر رضي الله عنه بقوله.
وقد قد تم دفن سيدنا زيد بن الخطاب رضي الله عنه في العيينة، وفي مابعد بنيت على قبره قبة وكان قبره الشريف يزار ويتبرك به على مدى مئات السنين من التاريخ الإسلامي ولما جاء رئيس الوهابية بن عبدالوهاب الضال المضل كانت أول قبة يهدمها قبة قبر سيدنا زيد رضي الله عنه لإيقاف الناس عن زيارتها
وقد جلس الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم يوما، وحوله جماعة من المسلمين وبينما الحديث يجري، أطرق الرسول لحظات، ثم وجّه الحديث لمن حوله قائلا:
” ان فيكم لرجلا ضرسه في النار أعظم من جبل أحد”..
وظل الخوف بل الرعب من الفتنة في الدين، يراود ويلحّ على جميع الذين شهدوا هذا المجلس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم… كل منهم يحاذر ويخشى أن يكون هو الذي يتربّص به سوء المنقلب وسوء الختام..
ولكن جميع الذين وجّه اليهم الحديث يومئذ ختم لهم بخير، وقضوا نحبهم شهداء في سبيل الله. وما بقي منهم حيّا سوى سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه والرّجّال بن عنفوة.
ولقد ظلّ سيدنا أبو هريرة رضي الله عنه ترتعد فرائصه خوفا من أن تصيبه تلك النبوءة. ولم يرقأ له جفن، وما هدأ له بال حتى دفع القدر الستار عن صاحب الحظ التعس. فارتدّ الرّجّال عن الاسلام ولحق بمسيلمة الكذاب، وشهد له بالنبوّة.
هنالك استبان الذي تنبأ له الرسول صلى الله عليه وسلم بسوء المنقلب وسوء المصير..
والرّجّال بن عنفوة هذا، ذهب ذات يوم إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مبايعا ومسلما، ولما تلقّى منه الاسلام عاد الى قومه.. ولم يرجع الى المدينة الا إثر وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم واختيار الصدّيق رضي الله عنه خليفة على المسملين.. ونقل الى سيدنا أبي بكر رضي الله عنه أخبار أهل اليمامة والتفافهم حول مسيلمة، واقترح على سيدنا الصدّيق خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يكون مبعوثه اليهم يثبّتهم على الاسلام، فأذن له سيدنا أبو بكر رضي الله عنه خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وتوجّه الرّجّال الى أهل اليمامة.. ولما رأى كثرتهم الهائلة ظنّ أنهم الغالبون، فحدّثته نفسه الغادرة أن يحتجز له من اليوم مكانا في دولة الكذّاب التي ظنّها مقبلة وآتية، فترك الاسلام، وانضمّ لصفوف مسيلمة الذي سخا عليه بالوعود.
وكان خطر الرّجّال على الاسلام أشدّ من خطر مسيلمة ذاته.
ذلك، لأنه استغلّ اسلامه السابق، والفترة التي عاشها بالمدينة أيام الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وحفظه لآيات كثيرة من القرآن، وسفارته لسيدنا أبي بكر رضي الله عنه خليفة المسلمين.. استغلّ ذلك كله استغلالا خبيثا في دعم سلطان مسيلمة وتوكيد نبوّته الكاذبة.
لقد سار بين الناس يقول لهم: انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:” انه أشرك مسيلمة بن حبيب في الأمر”.. وما دام الرسول صلى الله عليه وسلم قد مات، فأحق الناس بحمل راية النبوّة والوحي بعده، هو مسيلمة..!!
ولقد زادت أعين الملتفين حول مسيلمة زيادة طافحة بسبب أكاذيب الرّجّال هذا. وبسبب استغلاله الماكر لعلاقاته السابقة بالاسلام وبالرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
وكانت أنباء الرّجّال تبلغ المدينة، فيتحرّق المسلمون غيظا من هذا المرتدّ الخطر الذي يضلّ الناس ضلالا بعيدا، والذي يوسّع بضلاله دائرة الحرب التي سيضطر المسلمون أن يخوضوها.
وكان أكثر المسلمين تغيّظا، وتحرّقا للقاء الرّجّال سيدنا زيد بن الخطّاب وقد كان رضي الله عنه بطلا باهر البطولة.. وكان العمل الصامت. الممعن في الصمت جوهر بطولته.
وكان ايمانه بالله وبرسوله وبدينه ايمانا وثيقا،
وقد كان كما قلنا يتحرّق شوقا للقاء الرّجّال متمنيّا أن يكون الاجهاز على حياته الخبيثة من حظه وحده.. فالرّجّال في رأي سيدنا زيدرضي الله عنه، لم يكن مرتدّا فحسب.. بل كان كذّابا منافقا، وصوليا.
لم يرتدّ عن اقتناع.. بل عن وصولية حقيرة، ونفاق بغيض هزيل.
وسيدنا زيدرضي الله عنه في بغضه النفاق والكذب، كأخيه سيدنا عمر رضي الله عنه تماما..!
كلاهما لا يثير اشمئزازه، ولا يستجيش بغضاءه، مثل النفاق الذي تزجيه النفعيّة الهابطة، والأغراض الدنيئة.
ومن أجل تلك الأغراض المنحطّة، لعب الرّجّال دوره الآثم، فأربى عدد الملتفين حول مسيلمة ارباء فاحشا، وهو بهذا يقدّم بيديه الى الموت والهلاك أعدادا كثيرة ستلاقي حتفها في معارك الردّة..
أضلّها أولا، وأهلكها أخيرا.. وفي سبيل ماذا..؟ في سبيل أطماع لئيمة زيّنتها له نفسه، وزخرفها له هواه، ولقد أعدّ سيدنا زيد رضي الله عنه نفسه ليختم حياته المؤمنة بمحق هذه الفتنة، لا في شخص مسيلمة بل في شخص من هو أكبر من خطرا، وأشدّ جرما الرّجّال بن عنفوة.
**وبدأ يوم اليمامة مكفهرّا شاحبا.
وجمع سيدنا خالد بن الوليد جيش الاسلام، ووزعه على مواقعه ودفع لواء الجيش الى
سيدنا زيد بن الخطّاب رضي الله عنهما
وقاتل بنو حنيفة أتباع مسيلمة قتالا مستميتا ضاريا..
ومالت المعركة في بدايتها على المسلمين، وسقط منهم شهداء كثيرون.
ورأى سيدنا زيد رضي الله عنه مشاعر الفزع تراود بعض أفئدة المسلمين، فعلا ربوة هناك، وصاح في اخوانه:
” أيها الناس.. عضوا على أضراسكم، واضربوا في عدوّكم، وامضوا قدما.. والله لا أتكلم حتى يهزمهم الله، أو ألقاه سبحانه فأكلمه بحجتي”..!!
ونزل من فوق الربوة، عاضّا على أضراسه، زامّا شفتيه لا يحرّك لسانه بهمس.
وتركّز مصير المعركة لديه في مصير الرّجّال، فراح يخترق الخضمّ المقتتل كالسهم، باحثا عن الرّجّال حتى أبصره..
وهناك راح يأتيه من يمين، ومن شمال، وكلما ابتلع طوفان المعركة غريمه وأخفاه، غاص سيدنا زيد رضي الله عنه وراءه حتى يدفع الموج الى السطح من جديد، فيقترب منه سيدنا زيد رضي الله عنه ويبسط اليه سيفه، ولكن الموج البشري المحتدم يبتلع الرّجّال مرّة أخرى، فيتبعه سيدنا زيد رضي الله عنه ويغوص وراءه كي لا يفلت..
وأخيرا يمسك بخناقه، ويطوح بسيفه رأسه المملوء غرورا، وكذبا، وخسّة..
وبسقوط الأكذوبة، أخذ عالمها كله يتساقط، فدبّ الرعب في نفس مسيلمة في روع المحكم بن الطفيل ثم في جيش مسيلمة الذي طار مقتل الرّجّال فيه كالنار في يوم عاصف..
لقد كان مسيلمة يعدهم بالنصر المحتوم، وبأنه هو والرّجّال بن عنفوة، والمحكم بن طفيل سيقومون غداة النصر بنشر دينهم وبناء دولتهم..!!
وها هو ذا الرّجّال قد سقط صريعا.. اذن فنبوّة مسيلمة كلها كاذبة..
وغدا سيسقط المحكم، وبعد غد مسيلمة..!!
هكذا أحدثت ضربة سيدنا زيد بن الخطاب رضي الله عنه كل هذا الدمار في صفوف مسيلمة..
أما المسلمون، فما كاد الخبر يذيع بينهم حتى تشامخت عزماتهم كالجبال، ونهض جريحهم من جديد، حاملا سيفه، وغير عابئ بجراحه..
حتى الذين كانوا على شفا الموت، لا يصلهم بالحياة سوى بقية وهنانة من رمق غارب، مسّ النبأ أسماعهم كالحلم الجميل، فودّوا لو أنّ بهم قوّة يعودون بها الى الحياة ليقاتلوا، وليشهدوا النصر في روعة ختامه..
ولكن أنّى لهم هذا، وقد تفتحت أبواب الجنّة لاستقبالهم وانهم الآن ليسمعون أسماءهم وهم ينادون للمثول..؟؟!!
**
رفع سيدنا زيد بن الخطاب رضي الله عنه ذراعيه إلى السماء مبتهلا لربّه، شاكرا نعمته..
ثم عاد الى سيفه وإلى صمته، فلقد أقسم بالله من لحظات ألا يتكلم حتى يتم النصر أو ينال الشهادة..
ولقد أخذت المعركة تمضي لصالح المسلمين.. وراح نصرهم المحتوم يقترب ويسرع..
هنالك وقد رأى سيدنا زيد رضي الله عنه رياح النصر مقبلة، لم يعرف لحياته ختاما أروع من هذا الختام، فتمنّى لو يرزقه الله الشهادة في يوم اليمامة هذا..
وهبّت رياح الجنة فملأت نفسه شوقا، ومآقيه دموعا،وعزمه اصرارا..
وراح يضرب ضرب الباحث عن مصيره العظيم..
وسقط البطل شهيدا..
وعاد جيش الاسلام الى المدينة ظافرا..
وبينما كان سيدنا عمر يستقبل مع الخليفة سيدنا أبي بكر رضي الله عنهما أولئك العائدين الظافرين، راح يرمق بعينين مشتاقيتين أخاه العائد..
وكان سيدنا زيد رضي الله عنه طويلا بائن الطول، ومن ثمّ كان تعرّف العين عليه أمرا ميسورا..
ولكن قبل أن يجهد بصره، اقترب اليه من المسلمين العائدين من عزّاه في سيدنا زيدرضي الله عنه.
فقال سيدنا عمر رضي الله عنه: رحم الله زيدا..سبقني الى الحسنيين..أسلم قبلي..واستشهد قبلي”.
**وعلى كثرة الانتصارات التي راح الاسلام يظفر بها وينعم، فان سيدنا زيدا رضي الله عنه لم يغب عن خاطر أخيه الفاروق سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه لحظة.. ودائما كان يقول:
” ما هبّت الصبا، الا وجدت منها ريح زيد”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى