التقارير والتحقيقات

حلب تحترق .. ومازالت ترقص هيفاء

احجز مساحتك الاعلانية

بقلم : عبدالوهاب علام

دخل الحاجب قصر الوالى على استحياء ، كان الوالى يرقص بين جواري القصر دون ثياب دون حياء
قال الحاجب مولاي قد سقطت صنعاء ، قال الوالى ببله واضح ماذا هل سقطت هيفاء ؟ احضروا كبيرنا الطبي واستدعوا كل الحكماء واستدعوا فرق الانقاذ واستدعوا جميع العلماء
قال الحاجب يا مولاي لم تسقط ابدا هيفاء . بل صنعاء
رفع الوالى سرواله ، من صنعاء ؟ أهي تغنى ؟ أهي ترقص ؟ هل فاتنة صنعاء ؟
قال الحاجب يا مولاي . هي عاصمة الحكمة لبلاد الأدباء تدعى مولانا صنعاء
صدم الوالى وقال بغضب تقطع هذا المرح علينا ، تدخل قصري بكل غباء وتخوفني علي هيفاء ،
فلتسقط كل عواصمكم ولتحيا بغنج هيفاء

حلب تحترق وحكامنا مازالوا منشغلين برقص هيفاء ، سئمنا الشجب والاحتجاج ، فالأطفال توأد تحت الثري ، والموت أصبح عادلا في حلب ، فلا يفرق بين كبير أو صغير رجل أو أمراه شاب أو شيخ . حكمت يا اسد ظلما ووزعت القتل عدلا ، قتلت أطفالا وشيوخا ونساء وشباب ،
افعل ما شئت فمن تكون انت بجانب كل من طغوا وتجبروا وبالحديد والنار حكموا ، خلدت ذكراهم باللعن في كل العصور ، اما ضحاياهم فباتوا نبراسا ودليلا لكل شريف ، اقتل ما تبقي من شعبك واحكم الأرض من عليها ، فغدا ستكون في بطنها ، وان كنت بالقران عالما فعليك بسير الطغاة.
في رسالته إلى أطباء سوريا والعالم، وددت أن أصمت وأن أكتم الألم، وددت أن لا أبكي وأخفي كل مشاعري!، لكن لم يبق لنا بدًا، فالأماكن عبثت بها سكرات الموت وصرخات جرحى وأطفال تسرق الدماء براءة الطفولة من عيونهم ودماء ودماء ودماء والكل يصرخ وينادي من راق؟ من راق؟ والعالم نفاق”لم يعد أملًا بعد الله إلا فيكم يا من تكنت الإنسانية بمهنتكم, لا تتركونا وجراحنا نناديكم وتشيحون بوجوهكم عنا, جراحنا تعذبنا وتقتلنا وتخطف أرواحنا ونحتاج أيديكم”.يا أصحاب القلوب الطاهرة أناديكم عودوا إلى أهاليكم وخففوا آلامنا فأحلامنا وقفت عند ضمائركم وأيديكم، لا تحجبوا علومكم عن أهاليكم، يا أيها الطبيب عد وأمسك بأيدينا ولتذكر أنك الإنسان ومهنتك ليست إلا إنسانية، عد إلينا وتذكر أن من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا، يا أطباء سوريا، حلب تنتظرك
هذا شاب سوري يرسل استغاثه الى اطباء العالم وليس حكامه يقينا بان الحكام ينخلع قلبهم فقط على هيفاء وليس حلب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى