بقلم المهندس/ طارق بدراوى
توجد تلك الحديقة بضاحية حلوان والتي تقع جنوب المدينة الأم القاهرة وتبعد عن وسطها حوالي 25 كيلو متر ويربطها بها طريق كورنيش النيل الممتد من أقصي شمال القاهرة من مدخلها عند شبرا وحتي أقصى جنوبها عند حلوان ومن بعدها التبين مرورا بمناطق بولاق وماسبيرو وقصر النيل ومصر القديمة والمعادى وطرة والمعصرة ووادى حوف وصولا إلى حلوان ثم التبين وكذلك ترتبط حلوان بمناطق القلعة ومدينة نصر عن طريق الأوتوستراد كما يربطها الخط الأول لمترو أنفاق القاهرة الكبرى بوسط القاهرة وصولا إلي مناطق شرق القاهرة مرورا بغمرة ومنشية الصدر وحدائق القبة والزيتون والمطرية وعين شمس وحتي المرج والذى يتقاطع مع الخط الثاني للمترو الممتد من شبرا الخيمة وحتي الجيزة في محطتي أنور السادات بالتحرير والشهداء برمسيس ويتقاطع أيضا مع الخط الثالث الذى تم الإنتهاء من جزء كبير منه والممتد من مطار القاهرة ثم عبر مناطق مساكن شيراتون والألف مسكن ومصر الجديدة والعباسية والعتبة وماسبيرو وصولا إلى مناطق امبابة والمهندسين عند محطة جمال عبد الناصر بميدان الإسعاف بوسط القاهرة …..
والحديقة اليابانية حديقة عامة تولي عملية إنشائها المهندس المعمارى محمد ذو الفقار باشا عام 1919م وحتي عام 1922م في عهد الملك فؤاد وكان من الذين انتقلوا للسكن في ضاحية حلوان بعد أن بدأ تعميرها بعد أن بني فيها الخديوى إسماعيل فيها قصرا بعد أن زار المنطقة التي أنشئت فيها تلك الضاحية وأعجبه دفء وجفاف جوها في الشتاء ووجود عيون مياه كبريتية مما يجعلها مركزا عالميا للاستشغاء من الأمراض الروماتيزمية وقد قام المهندس ذو الفقار باشا أيضا بعد حوالي 15 سنة وبالتحديد في عام 1935م بإنشاء حديقة الأندلس الواقعة بجزيرة الزمالك وسط نيل القاهرة بجوار كوبرى قصر النيل وعلى يساره مباشرة للقادم من ميدان النحرير حيث أنه كان محبا وشغوفا ومولعا بإنشاء الحدائق والمتنزهات العامة كمتنفس لعامة الشعب يقضون بها أيام عطلاتهم وأجازاتهم …..
وتقع الحديقة اليابانية بشارع مصطفي المراغي في حلوان وتم بناؤها علي الطراز الآسيوي كرمز لحضارات الشرق الأقصى وكانت تسمي أيضا بإسم كشك الحياة الآسيوي وتبلغ مساحتها حوالي 10 أفدنة ومن المدخل الرئيسي للحديقة نجد طريق بقسم الحديقة إلي قسمين القسم الأول يحتوى على بعض التماثيل التي ترمز لحقب تاريخية مختلفة مثل تمثال زهرة اللوتس التي تحمل تمثال ذو الفقار باشا مصمم الحديقة وحوله تماثيل لعدد 3 فيلة تسمي فيلة الشرق محاطة بسور حديدى صغير والتي مهمتها أن تحرس المكان كما يوجد تمثال يسمي بوجه الحياة وهو عبارة عن إمرأة تغمض عينيها مع وجود إبتسامة خجل علي شفتيها مما يعكس معنى وفكرة تقدير واحترام وتقديس بلاد الشرق للمرأة وفي القسم الثاني من الحديقة يوجد تمثال يسمي تمثال المعلم شيبة ومن حوله تماثيل تلاميذه وعددهم 48 يجلسون أمام بحيرة ويحيط بهم سور حديدى قصير لكي يعلمهم مبادئ العقيدة البوذية ويطلق العامة أحيانا علي هذه المجموعة من التماثيل إسم علي بابا والأربعين حرامي وعلي حافة البحيرة يوجد تمثال يسمي تمثال الحكمة الثلاثية التي تحث الإنسان علي عدم التدخل في شئون الغير تطبيقا للمقولة الشهيرة لا أسمع لا أرى لا أتكلم وهذا التمثال مكون من عدد 3 قرود أولها يسد أذنه في إشارة إلى لا أسمع وثانيها يغمض عينيه في إشارة إلي لا أرى وثالثها يضع يده علي فمه في إشارة إلى لا أتكلم
ويوجد بالحديقة أيضا كشك للموسيقي كانت تستخدمه بعض الفرق الموسيقية ونموذج مصغر للمعابد البوذية كما يوجد بها أيضا تمثال كبير لبوذا يجلس مبتسما وأمامه بحيرة وأيضا يوجد بالحديقة بعض الأشجار والنباتات النادرة بالإضافة إلي بعض ألعاب الملاهي الخاصة بالأطفال ويبقي لنا أن نذكر أنه للأسف الشديد عانت تلك الحديقة من الإهمال الشديد زمنا طويلا وتراكمت داخلها أكوام القمامة وأهملت أشجارها ونباتاتها ومسطحاتها الخضراء حتي جاء عام 1990م حيث ضمتها محافظة القاهرة إلي مشروع الحدائق المتخصصة ولكن لم يبدأ العمل في إصلاحها وتطويرها إلا في عام 2005م واستمر العمل بها حتى منتصف عام 2006م من أجل إعادتها إلى سابق عندها وإنقاذها من الإهمال الشديد الذى أصابها علي مر سنين طويلة بتكلفة إجمالية بلغت حوالي 5.5 مليون جنيه ورحم الله الخديوى إسماعيل والملك فراد ومحمد ذو الفقار باشا فلو كانوا مايزالوا علي قيد الحياة لأصابهم الحزن والكمد والحسرة علي الحديقة التي كانت يوما ما من أجمل الحدائق في العالم مثلما كانت حدائق الأزبكية والأورمان والحيوان والأسماك بالقاهرة وحدائق النزهة والورد وأنطونيادس بالإسكندرية وهي الحدائق والمتنزهات التي كانت تنافس الحدائق والمتنزهات في أكبر العواصم الأوروبية مثل روما وفيينا وباريس واندن والتي أصابتها أيضا للأسف الشديد يد الإهمال لفترات طويلة