متابعة / محمود عبدالوهاب مدنى
هل تعلم أن محمد على باشا فى سبيل السيادة على مصر قام بمذبحته الشهيرة فى القلعة لألف ومائتان من المماليك على رأسهم زعيمهم شاهين بك مع انه أمنهم على حياتهم بأغلظ العهود والمواثيق
وبعد عام حدثت مذبحة أخرى فى إسنا ، حيث اعتصم المماليك الفارين أمام جيش إبراهيم بك فى الجبال التى يسكنها عرب العبابدة والبشارية ، وبعد أن نفقت خيولهم جوعا واضطر أغنى بكواتهم إلى بذل آخر فلس لطعام جندهم ، رأى إبراهيم بك الفرصة مواتية لاقتناصهم فى الفخ كما فعل أبوة بإخوانهم فى القاهرة ، فأرسل إليهم يؤمنهم ويقطع لهم العهود والمواثيق إذا هم نزلوا من الجبل وتعهد بتقليدهم وظائف فى حكومة محمد على تتفق ومراتبهم ، وقد صدق أكثر من 400 من المماليك والبكوات هذا العرض الكاذب وهبطوا من الجبل فى مجموعات صغيرة
وبينما هم فى الطريق جردهم الخبراء الخونة من ثيابهم ، فوصل الجميع معسكر إبراهيم بك – قرب إسنا – عراة باستثناء ثلاثين منهم تقريبا ، وبعد أن اجتمعوا لم ينتظر وصول هذه القلة وصدرت الإشارة بذبحهم ، فذبحوا عن بكرة أبيهم هم ونحو ماتين من العبيد السود ذبح النعاج فى ليلة واحدة ولم يترك منهم على قيد الحياة سوى مملوكين فرنسيين إجابة لرغبة طبيب إبراهيم بك .