اخبار عربية وعالمية

كابينة العبادي الوزارية .. تواجه العداء الصريح

احجز مساحتك الاعلانية

كتب لفته عبد النبي الخزرجي /العراق – بابل
يبدو جليا ان الكتل السياسية ليست مهيئة لقبول التشكيلة الوزارية الجديدة التي قدمها رئيس الوزراء حيدر العبادي تهاية الاسبو ع الماضي ، والتي ضمت 16 وزيرا من التكنوقراط والمستقلين . حيدر العبادي وبعد ان القى الكرة في ملعب مجلس النواب ، اصبحت الامور اكثر تعقيدا ، حيث ان العبادي اراد بذلك ان يضع البرلمان في مواجهة الشعب الرافض لنظام المحاصصة والتوافق المكوناتي وتقاسم الوزارات بين اصحاب النفوذ وبطريق لاتقدم للبلاد سوى الخراب والفساد وشراء الذمم . الشعب المصمم على انهاء المحاصصة ومحاسبة الفاسدين والعودة الى الدستور ، ان هذا يعني ان الوضع سيزداد تعقيدا بعد ان تتوضح الامور خلال هذا الاسبوع ، وبعد ان تبين ان الكتل البرلمانية والسياسية ما زالت متمسكة بالتقليد الذي ارسى قواعده ” بول بريمر ” قبل اكثر من 12عام . اننا امام رفض شعبي واسع وسخط جماهيري غير مسبوق ، لعدم استجابة الكتل السياسية المتنفذة للتغيير وبناء الدولة خارج نظام المحاصصة .
البعض من الرافضين للتغيير يحاولون ان يمسكوا العصا من وسطها ، ويلوحون بالانسحاب من العملية السياسية ،، وهؤلاء هم الكرد ، كما ان اطرافا من التحالف الوطني “الذي ينتسب له رئيس الوزراء ” يرفضون كابينة العبادي ويصفونها باوصاف تنم عن عقلية رافضة لاي تغيير ، اي انها تتشبث بالتوازن المكوناتي ، ما يعني ان هناك اصرار عنيد على الابقاء على التقاليد المخالفة للدستور وهي “المحاصصة والتوازن ” والتي تعتبر خلرج اطار الكفاءة والمواطنة والنزاهة والتكنوقراط . ان امام العراقيين الآن كما قال الكثير من قيادات الاحتجاجات والتظاهرات ، فرصة ثمينة وعليهم ان لا يضيعوها بمواصلة الضغط وتوسيع ورفع سقف المطالب ليرسموا خارطة طريق تؤدي للعودة الى النظام الدستوري السليم والبناء والدولة المدنية الديمقراطية لتحقيق التقدم والعدالة الاجتماعية .
الايام القليلة القادمة ، ستثبت بشكل واضح عمق الخلافات وضراوة المقاومة لاي تغيير ، او اصلاح او اي محاولة للخروج على نظام المحاصصة – رغم ان البرلمان قد صوت على رفض المحاصصة – ومع ذلك فما زالت النوافذ مفتحة لاستقبال الجديد .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى