الأدب و الأدباء

قصيدة ليلى

احجز مساحتك الاعلانية

قصيدة ليلى
( مناجاة أحمد الهاشمي )

وما ذاتي سوى ذرات ذاتها
وما النفس إلا كريشةِ بجناحِها
وما صوتي سوى صدىَ حُنجرتها
وما همهماتي سوى رجعُ ذكرها
وكم طوانا الحنين
وهو قاتلنا
وكم جرنا الشوق
وهو مُشقينا
وكم هزني وجدي
ومزقَ حشاشتي
وغادرني فؤادي
إلى حيثُ مَراميها
وكم تلظى جوفي وتقرحت مهجتي
وكم ناجيتُ خليل الليل في فيافيها
أهل الأماني كلهم
ناموا على وسائدِها
وأنا المتيم السامر في مآقيها
وغادرتني دموعٌ
كنتُ أحبِسها
وهجرتني شجون كنتُ ناسيها
وكلي لها رقٌ
عُبيدُ حسنها
وفي وريدي صبابات أعانيها
متيمُ عشقٍ
مُستهامُ صبابةٍ
في حب ليلى ومالي نغمٌ
سوى معانيها
أبيتُ أغزلُ من مسامي قصائدها
ومن شعيرات دمي رواء
علْي أرويها
والكاس يلعب برأس النادل
وقد غرق ظلي بمدامتهِ
وروحي عانقت حرفا من أساميها
جدائلها في أقصى المشارق
تغلفني
وتنثر عطرها للمغارب
فتذيبُ قصائد مادحيها
نحلم بالوصال كل ليلة
بليلى
وليلى لا تنعمُ بالوصلِ سوى
لمن يُمهرها ويُغريها
ألف ألف سنةٍ صوماً
وألف ألف ختمةٍ
وركعاتٍ بجوف الليل تُرضيها
اللام والألف والإله خالقنا
إياه نعبُد
والعشق متروك لليلى وعاشقيها
وهي المعشوقة لمن رغب الجنان
والرحمن مسوي حرفِها
وخالق حواشيها
خذينا حيث رضوان
ورب راضٍ غير غضبان
وظلالٌ وعطرُ وكوثرٌ
يسقينا ويسقيها
مدي مددَ القوم وانعمي
عطفاً
وجودي بجناتِ الخلدِ
جلّ ناشيها
وألفُ ألفُ سلامٍ على أرواحٍ تحفنا
وتباركنا
ونعيش بمعيةِ مُحبيها

صورة ‏محمد حفني حفني الحفناوي‏.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى