متابعة – رياض حجازي
وُلد بطلنا المجاهد عام1777م ، في قرية بيآناش على ضفاف نهر أ دغوم في منطقة الشابسوغ الشركسية على ساحل البحر الأسود، وبدأ جهاده البطولي الذي خاضه ضد القوات الروسية المعتدية منذ عام 1820م.
امتاز قيزيل بك بطول قامته وزرقة عينيه وامتاز بشجاعته وطيبته وقوته ومهاراته القتالية وكفائته القيادية التي كانت لا تقلُّ عن مهارات وكفاءة البطل المجاهد حاج مراد في الجناح الشرقي للقوقاز على جبهتي الداغستان والشيشان، حتى أصبح بطلا ذائع الصيت واكتسب لقب أسد غرب القفقاس أو أسد شيركيسيا تقديرا لبطولاته وكفائته العسكرية.
إستطاع قيزيل بك تجنيد بضعة آلاف من المجاهدين الشراكسة الذين وثقوا بحسن قيادته وكانوا مستعدين دائما للجهاد معه ضد الزنادقة الروس المعتدين.
وقد بدأ يلمع اسمه كقائد فذّ بعد انتصاره على القوات الروسية البالغة 14.000 الف جندي والتي تحرّكت لاحتلال موقع آبين الاستراتيجي. وكان تعداد القوة الشركسية التي يقودها البطل المجاهد قيزيل بك 1.700 فارس فقط. وقد كانت نتيجة المعركة هلاك 6.000 جندي روسي وايقاف التقدم الروسي إلى موقع آبين والمحافظة على الجزء الشمالي الغربي من القوقاز من الوقوع بأيدي الروس.
أستشهد أبنه وهو فتى يافع وهو يحاول إنقاذ أبيه من كمين للعدو الروسي وقع فيه حيث نجى الأب من الكمين بوصول نجدة من المجاهدين فكت الحصار عنه, ولكن الفتى البطل كان قد سقط شهيدا بإذنه تعالى.
في شهر 1837م استطاع قيزيل بك على رأس قوته المجاهدة إلحاق هزيمة أخرى كبيرة بالقوات الروسية المكونة من 6.000 جندي حاولوا التقدم ثانية إلى مواقع آبين ونيقولايفسك حيث جرت المعركة عند نهر توبيس. وتمّ قتل اعداد كبيرة من الروس ولاذ الآخرون بالفرار واستعاد المسلمون ممتلكات كان الروس قد اغتصبوها منهم كما غنموا منهم مدافع روسية كثيرة.
وفي 1840م قاد البطل المجاهد قيزيل بك مع قواته من فرسان الشابسوغ المجاهدين معركة السيطرة على قلعة واية على البحر الأسود، ثم على حصن طوابسة، ثم قلعة شابس, التي إرتقى أثناء محاولة السيطرة عليها 350 شهيدا باذنه تعالى نتيجة نسف الروس للقلعة وانفجار مخزن البارود فيها ورغم ذلك فقد تمّ اسر 500 جندي روسي وقتل المئات منهم كذلك.
توفي البطل المجاهد قيزيل بك شهيدا (بإذن الله) في نفس العام نتيجة جراح كان قد اصيب بها خلال إحدى معاركه الضارية ضد المحتلين الروس.
.
المصادر:
أعلام الشراكسة – فيصل حبطوش خوت أبزاخ
تاريخ اسلامي
