الثقافة

جامعة القاهرة

احجز مساحتك الاعلانية

بقلم المهندس/ طارق بدراوى
تعد جامعة القاهرة من أقدم الجامعات المصرية فهي ثاني جامعة يتم تأسيسها في مصر بعد جامعة الأزهر وقد تأسست كلياتها المختلفة بداية من عصر محمد علي باشا مؤسس مصر الحديثة مثل مدرسة المهندسخانة التي تأسست عام 1820م ومدرسة الطب التي تأسست عام 1827م وفي بداية القرن الماضي العشرين وفي عهد الخديوى عباس حلمي بدأت الدعوة إلى إنشاء جامعة أهلية ولقيت تلك الدعوة صدى طيب لدى الجميع علي الرغم من المعارضة الشديدة من جانب الإنجليز الذين كانوا يحتلون مصر حينئذ وعلي رأسهم رجل الإستعمار البغيض اللورد كرومر المعتمد السامي البريطاني في مصر نظرا لإدراكه أن وجود جامعة سبترتب عليه نشأة أجيال متعلمة لن يكون من السهل السيطرة عليها بعد ذلك في ظل الاحتلال الإنجليزى لمصر وأن تلك الأجيال لن ترضي ببقاء مصر محتلة وسوف تقاتل من أجل الحصول على الإستقلال وطرد المحتل الإنجليزى من مصر ورغم ذلك تم تكوين لجنة لبحث إنشاء تلك الجامعة وكان الأمير فؤاد الأول قبل أن يصبح سلطانا ثم ملكا لمصر من أبرز أعضاء هذه اللجنة وبالفعل تم الإعلان عن افتتاح الجامعة الأهلية في حفل مهيب في حضور الخديوى عباس حلمي والأمير فؤاد وكبار رجال الدولة والأعيان يوم 21 ديسمبر عام 1908م وسميت بالجامعة المصرية وتم تعيين الأديب الكبير أستاذ الجيل أحمد لطفي السيد باشا مديرا للجامعة الوليدة
وفي مساء يوم الافتتاح بدأت الدراسة في تلك الجامعة علي هيئة محاضرات حيث لم يكن لها في ذلك الوقت مقر مبني وكانت تلك المحاضرات يتم الإعلان عن مكانها وتوقيتها بالصحف فكان يتم إختيار أحد القاعات لإلقاء تلك المحاضرات مثل قاعة مجلس شورى القوانين أو قاعة نادى المدارس العليا أو غيرهما ثم تم بعد ذلك إتخاذ سراى الخواجة نستور جناكليس والذى تشغله الجامعة الأميريكية بالقاهرة حاليا كمقر للجامعة ولما قامت الحرب العالمية الأولي عام 1914م تعرضت الجامعة الوليدة لصعوبات مالية قتم نقلها إلى سراى محمد صدقي بميدان الأزهار بشارع الفلكي تقليلا للنفقات ولكي تكون للجامعة هيئة تدريس مؤهلة تأهيلا علميا متميزا بادرت إدارتها بإرسال مجموعة من طلبتها المتميزين للدراسة في الخارج ثم العودة بعد الحصول على شهادة الدكتوراه للتدريس بها وكان منهم الدكتور طه حسين ومنصور فهمي وأحمد ضيف كما قامت الجامعة بإنشاء مكتبة جمعت بها نفائس الكتب في شتي العلوم والتي كانت قد أهديت لها من داخل وخارج مصر …..
ونتيجة التقدم الذى حققته الجامعة الأهلية المصرية الوليدة وفي أوائل عهد السلطان فؤاد والذى كان مهتما جدا بكل ماله علاقة بالتعليم والثقافة وفي أواخر عام 1917م توجهت الحكومة إلى فكرة إنشاء جامعة حكومية فكونت لجنة لدراسة كيفية التنفيذ وأشارت تلك اللجنة بضرورة ضم المدارس العليا القائمة منذ زمن طويل بالبلاد إلى الجامعة الأهلية كما أن السلطان فؤاد إستطاع باتصالاته وعلاقاته الطيبة مع المسؤولين في إيطاليا وفرنسا وبريطانيا أن يحصل علي موافقة الجامعات في كل من روما وباريس ولندن علي تعليم الطلبة المصريين في تلك الجامعات مجانا بدون مصروفات وتم بالفعل في يوم 12 مارس عام 1923م ضم مدرستي الطب والحقوق إلي الجامعة الأهلية وبعدها تم الإتفاق بين الحكومة وإدارة الجامعة الأهلية علي أن يكون هناك جامعة حكومية تندمج معها الجامعة الأهلية مع إنشاء كلية جديدة هي كلية الآداب وفي يوم 11 مارس عام 1925م تم إصدار مرسوم من الملك فؤاد بإنشاء الجامعة الحكومية بإسم الجامعة المصرية وكانت حينذاك تضم 4 كليات هي الحقوق والعلوم والطب والآداب وفي نفس العام تم ضم مدرسة الصيدلة لكلية الطب
وفي عام 1928م بدأت الجامعة في إنشاء مقار دائمة لها في موقعها الحالى بمحافظة الجيزة والذى حصلت عليه من الحكومة بدلا من الأرض التي كانت قد تبرعت بها الأميرة فاطمة إبنة الخديوى إسماعيل وشقيقة الملك فؤاد من أجل بناء مقر وكليات الجامعة فتم إنشاء مبني إدارة الجامعة بقبته المشهورة وعن يمينه كلية الحقوق وعن يساره كلية اﻵداب وإلي جواره برج الساعة المشهور الذى تم تشييده عام 1937م بارتفاع 40 متر ويعد أشهر وأقدم ساعة علي مستوى العالم بعد ساعة بيج بين بالعاصمة الإنجليزية لندن وبعد ذلك وفي يوم 22 أغسطس عام 1935م تم صدور مرسوم ملكي بالقانون رقم 91 بضم مدرسة المهندسخانة والتي كانت مبانيها أمام المبني الجديد للجامعة إلى الجامعة المصرية بالإضافة إلى مدرسة الزراعة ومدرسة التجارة العليا ومدرسة الطب البيطرى التي تم ضمها إلى كلية الطب وبعد سنتين تقريبا وفي يوم 31 أكتوبر عام 1935م تم صدور مرسوم ملكي آخر بإلحاق معهد الأحياء المائية بالجامعة المصرية
وبعد ذلك وفي عهد الملك فاروق وفي عام 1938م تم فصل كلية الطب البيطرى عن كلية الطب البشرى ولتصبح كلية مستقلة بذاتها وبعدها بحوالي سنتين وفي يوم 23 مايو عام 1940م صدر مرسوم ملكي بالقانون رقم 27 بتغيير مسمي الجامعة إلي جامعة فؤاد الأول وفي يوم 24 أبريل عام 1946م صدر مرسوم آخر بالقانون رقم 33 يضم مدرسة دار العلوم للجامعة ولتصبح كلية دار العلوم
وبعد قيام ثورة يوليو عام 1952م وفي يوم 28 سبتمبر عام 1953م تم إصدار قرار بتغيير مسمي الجامعة ليصبح جامعة القاهرة وهو إسمها الحالي وبعدها بسنتين وفي عام 1955م تم فصل قسمي الصيدلة وجراحة الفم والأسنان عن كلية الطب وأصبح لكل منهما كلية قائمة بذاتها كما تم في نفس العام فتح فرع لجامعة القاهرة بالعاصمة السودانية الخرطوم ورفرف علم مصر فوق مباني ومنشآت الجامعة هناك وتوالي بعد ذلك إنشاء كليات ومعاهد جديدة فأنشئت كلية الإقتصاد والعلوم السياسية عام 1960م وفي عام 1962م أنشئ معهد الدراسات والبحوث الإحصائية ومعهد العلاج الطبيعي الذى تحول إلى كلية عام 1992م وبعد مرور سنتين وفي عام 1964م تم إنشاء المعهد العالي للتمريض وألحق بكلية الطب وفي عام 1969م أنشئ المعهد القومي للاورام وفي عام 1970م أنشئت كليات الإعلام والآثار ومعهد البحوث والدراسات الأفريقية وفي عام 1979م أنشئ معهد التخطيط الإقليمي والعمراني وتحول إلي كلية بعد ذلك عام 1991م وفي عام 1987م تم إنشاء معهد البحوث والدراسات التربوية وفي يوم 12 سبتمبر عام 1994م تم إنشاء المعهد القومي لعلوم الليزر والذى يعد أول معهد من نوعه في العالم العربي وفي عام 1996م أنشئت كلية الحاسبات والمعلومات
وقد تم تصنيف جامعة القاهرة في عام 2004م ضمن قائمة أكبر 500 جامعة علي مستوى العالم ومايزال هذا التقييم مستمرا ويبلغ عدد طلاب تلك الجامعة العريقة حوالي 750 ألف طالب وطالبة يتخرج منهم سنويا حوالي 150 طالب وطالبة وإلي جانب مقرها الرئيسي تنتشر كلياتها في أحياء المنيل والمنيرة والدقي وقد تخرج منها عدد من رؤساء الدول مثل الرئيس العراقي الراحل صدام حسين والرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وحصل على جائزة نوبل من خريجيها الأديب الكبير نجيب محفوظ والرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات والدكتور محمد البرادعي كما تخرج منها عالم الذرة المصرى الدكتور علي مصطفي مشرفة وتلميذته الدكتورة سميرة موسي والدكتور مجدى يعقوب
ومن أشهر خريجي جامعة القاهرة والمدارس التي ضمت إليها علي سبيل المثال لا الحصر نجد في مجال الهندسة المهندس عثمان محرم باشا والدكتور مهندس علي لبيب جبر والدكتور مهندس حسن فتحي والدكتور مهندس كمال الدين سامح والدكتور مهندس حسن شافعي والدكتور مهندس علي رأفت والمهندس نعوم شبيب وفي مجال الطب الدكتور علي باشا إبراهيم والدكتور محمد عبد الوهاب مورو والدكتور أنور المفتي والدكتور إبراهيم بدران والدكتور هاشم فؤاد والدكتور خيرى السمرة وفي مجال الأدب نجد الدكتور طه حسين والدكتور زكي نجيب محمود ونجيب محفوظ وفي مجال القانون نجد الدكتور وحيد رأفت والدكتور عبد الرزاق السنهورى باشا والدكتور صوفي أبو طالب والدكتور مفيد شهاب والمستشار عدلي منصور
ومن أشهر رؤساء جامعة القاهرة أيضا علي سبيل المثال لا الحصر الأمير أحمد فؤاد قبل أن يصبح سلطانا ثم ملكا والأمير يوسف كمال حفيد الأمير أحمد رفعت الإبن الأكبر للخديوى إسماعيل وحسين رشدى باشا الذى ترأس الوزارة عدة مرات في عهد الخديوى عباس حلمي والسلطان حسين كامل والسلطان فؤاد وأستاذ الجيل أحمد لطفي السيد باشا والدكتور علي باشا إبراهيم والدكتور محمد عبد الوهاب مورو والدكتور صوفي أبو طالب والدكتور إبراهيم بدران والدكتور مفيد شهاب والدكتور مهندس فاروق إسماعيل والدكتور مهندس علي عبد الرحمن يوسف والدكتور حسام كامل والدكتور جابر نصار رئيسها الحالي وأخيرا فإنني أفتخر بأنني خريج قسم الهندسة المعمارية بكلية الهندسة بهذه الجامعة العريقة دفعة شهر يوليو عام 1981

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى