مقالات واراء

البٌرش

احجز مساحتك الاعلانية

بقلم / محمد عطا

هل تعرفون أحبائى الاعزاء ما هو البرش ؟؟؟ وفيما يستخدم ؟؟؟ قد يتبادر الى الاذهان سريعا البرش الذى يجلس عليه السجناء ،، ولكنى سأخذكم الى رحلة مع برش من نوع اخر ، أداة يستخدمها الفلاح الفقيرليصنع الطوب اللبن من الطين والتبن ، و كان يستخدم الطوب الاخضر او( الطوب الني ) فى بناء المنازل الريفية البسيطة او الاكواخ الزراعية ، والبرش عبارة عن (كيس سماد فارغ له جانبان من الخشب او من جريد النخل ) ويوضع فيه الطين لينقل الى مكان تكوينه . ولكن مع وجود مرارة الفقر تُعدم الطموحات ولا صوت يعلو فوق صوت لقمة العيش فقط مهما تجرع الانسان من الالم والشقاء ، ومناضل من يحافظ على كرامته عندما تلدغه أمعاءه من وخز الجوع ، وبكاء صغار الفقير كسياط على ظهره ، يصنع بيده الالاف من الطوب ولكنه يبيعها بدراهم معدوده ، وسلعة الفقير وان كانت ثمينة فإنها فى الدنيا يتيمة المكاسب ، والغنى حاقد على راحة بال المسكين ، وفى الشتاء يتأخر جنى البضاعة لغيوم الشمس وامطارها تطارده وتلفح البرودة عظام الفقير وتعانى منها أرجله النحيلة ، وتقاوم قدماه المشققة والحافية من تعب الأيام حرارة الشمس الموقدة ساعة الظهيرة صيفاَ،واذا نظرت الى غذاءه تجده خبز جاف غارق وسط ماء مالح ولكن مع كنز من الرضا يصبح كخروف مشوى ،،،، وابناءه تعض وجناتهم على الخبز الجاف ليصمدوا امام وحش الفقرالقاتل ومع قوة الصبروصلابة الأكتاف يعود الاطفال الصغارمن مدارسهم ليساعدوا آبائهم فى تقليب الطوب وحمله الى المشترى ،،،، ولا وجود للنت او الكافيهات او حتى التلفيزيون او الهاتف المحمول فى حياتهم ولن يستبدلوا سياراتهم بأخرى ولن يتمردوا على ازياءهم ولا طعامهم ، وعلى الرغم من حاجاتهم القاسية غير المشبعة الا أنهم اهل للقناعة والجود والكرم وخصال الأدب منهم منهل يقتدى بها غيرهم من الناس ، واقصى طموحهم ان يستمروا فى مدراسهم حتى يتمسكوا بتلابيب العلم فهو مٌنقذهم من بئر الفقر السحيق ، ولصاحب البرش زوجه مخلصة تأبى أن تستسلم لأى عُضال… ومهما يصيبها من داء تدعى انه أمر هين وسرعان ما سيزول ، ويصاب البرش بالاعياء نتيجة لثقل الطين ذهاباً وسمارة وجهه من حرقة الشمس اياباً لمئات المرات فى الساعة الواحدة ، ولكن عرق الفقيريعانده ليكمل طريحة العمل المطلوبة طوال النهار ،ومع حلول المساء ووداع الشمس يخيم السكون على كل شئ ….وهنا ينتهز البرش الفرصة لكى يستريح ويخلد الى نوم عميق حتى الصباح….. 

 

رئيس التحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى