ذكرت الإذاعة العامة الإسرائيلية “ريشت بيت” أن إسرائيل أعربت عن قلقها الشديد من تفاوض مصر مع باريس على صفقة لشراء قمرين صناعيين، أحدهما للمراقبة والآخر للاتصالات العسكرية، مشيرة إلى أن اللواء محمد سعيد العصار وزير الإنتاج الحربي المصري قام بزيارة إلى باريس في 16 ديسمبر الحالي من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن وضع الخطوط العريضة للصفقة.
وأكدت الإذاعة الإسرائيلية أن شراء قمرين صناعيين يعكس حرص مصر على متابعة العمل في جميع المجالات، ونقلت على لسان محلل إسرائيلي قوله إن المخاوف المصرية من تأثير سد النهضة الإثيوبي على أمنها المائي، هو أحد الدوافع الأساسية وراء حرص القاهرة على شراء القمرين، وإن دارسة آثار السد على مصر تعتبر واحدة من أهم القضايا لدى الهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء.
وذكرت الإذاعة أنه سيجري توقيع الاتفاق قبل نهاية العام الحالي أو فى بداية 2016، ومن المتوقع أن تصل قيمة التعاقد للقمرين إلى مليار يورو.
وأضافت أن المصريين يرغبون في إنتاج قمر صناعي ثالث وهو إيجيب سات 3 اعتمادا على قدراتهم الذاتية، وإطلاقه بحلول 2017 بمساعدة مالية من الصين، ومن المفترض أن تكون 60% من مكونات القمر صناعة مصرية.
وقالت إن مصر تخطط لإطلاق أول رادار للأقمار الصناعية بحلول عام 2020، وسيتم إجراء مناقصة دولية من أجل اختيار شريك أجنبي في عملية إطلاق الرادار، مختتمة بالقول إن مصر الآن تظهر رغبتها في الانضمام إلى النادي الفضائي.
وتابعت الاذاعة أن أسباب القلق الإسرائيلي من صفقة الأقمار الصناعية المصرية عسكرية وسياسية، فالعسكرية هي أن جزءا من مهمة الأقمار الصناعية تجميع صور ومعلومات استخباراتية شديدة الأهمية، ويمكن للقمرين أن يقدما لمصر معلومات دقيقة ومصورة عن أي قدرات أو قوات عسكرية وأجهزة حيوية في إسرائيل، وتسبح هذه الأقمار في الفضاء الجوي، ويمكنها التقاط ما تشاء من معلومات وصور من أي دولة،
واضاف أن إسرائيل تمتلك أقمارا مماثلة، وتقدم لها معلومات استخباراتية مهمة، لكن دخول مصر في هذا المجال يجعلها – أي إسرائيل – مكشوفة استخباراتيا ومعلوماتيا تماما أمام مصر وأن هذه الأقمار تقدم جانبا آخر مهما، وهو مراقبة الحدود وتحديد أماكن الأنفاق، كما يمكنها التقاط صور من الجو لأي قوات تحاول التسلل للحدود أو أي تحركات للتنظيمات المتطرفة.