اهم المقالات

الصراع النقدي بين تياري القِدم والحداثة

احجز مساحتك الاعلانية

بقلم / أ : مُصعب أبوبكر أحمد
بينما وجدنا أن من النقاد من تناول هذه القضيّة بشيء من الإتزان والحياد . منهم الناقد الأدبي عثمان موافي . يقول : ” إن الفكرة السائدة في كثير من دعاة التطور والتجديد عن الصراع بين القدم والحداثة هي أنه مطلب حضاري ؛ ذلك لإرتباطه بتقدم الإنسان وتطوره ، وسعيه المتواصل في أنماط حياته ووسائل معيشته… ولعل أهم مايميز هذا الصراع حيويته وتجدده على مر الزمن ، فهو حي باق مابقيت الحياة ” وقال ” وقد يبدو هذا الصراع الحضاري أحياناً هادئاً وينقضي بظهور اتجاه وسط بين المتطرفين من المحافظين و الغلاة من المجددين ، اتجاه لا يرفض القديم ، ولا يرفض الجديد جملة ، ولكن يرفض بعض هذا وبعض ذاك ، ويأخذ من كل منهما أحسن ماعنده ، أو مايراه متفقاً مع ذوقه ووجدانه ، مصلحاً لعصره ومجتمعه ”
هذا الإتزان عند موافي ، خالفه الناقد أشرف خالد بقوله : ” فإننا مع الإبداع والتحديث . ولكني لا أقف أمام شكل من أشكال الكتابة الشعريّة . إنك لو تعاملت مع النص بهذه الطريقة لإكتشفت أن للنص جوانب كثيرة أحرى بالإهتمام عن كيفيّة بناء القصيدة : تفعيلياً ، حراً ، نثراً ، أو موزوناً على بحر عروضي أو غير موزون ” وفي توجهه هذا نجده قد اتفق مع الناقد عزالدين الأمين ؛ فكلاهما أراد التجديد ، ولا يعارضه ، بيد أن أشرف لا شروط له ، ولا يقف مع هذا ضد ذاك ، إنما كل عمل أدبي – قديم أو حديث – يعجبه . بينما لعز الدين موقف من الجديد ، حيث اشترط عليه شروطاً يرى الخروج عليها عيباً وقبحاً . ونحسب أن رأي عزالدين الأمين هو الأصح ؛ لأن هدم أصول الشعر العربي الذي نادى به الغلاة من المجددين من شأنه أن يفرغ الشعر العربي من محتواه تماماً ، فلا بد من إبقاء الأصول ثم التجديد المطرد لها . قال موافي ” إن موقفه من قضية الصراع بين القديم والجديد قد يتحدد في ضوء مفهوم الجديد ونوعه ومصدره ، أي على أساس أنه نبات غريب وفد علينا من بيئة غربية… ومن ثم تناول هذا الصراع علي أنه قضيّة قوميّة عربيّة المظهر ، إسلاميّة المخبر ” إذاً أخذت القضيّة بعداً دينيّا وقوميّا وسياسياً ، وهذا مالا نطلبه ، ولا يبنغي أن يحدث . يقول أشرف : ” فمن النقاد من يتحدث عن القوالب والبحور العروضيّة للقصيدة ويقيّم بها الأعمال الأدبيّة ، ومنهم من يرفض ذلك ، وما بين ذلك وذلك يظهر المبدعون… والنقد الأدبي يئن من فقر النقاد ، وفقدانهم لأدوات معاصرة تستطيع بها أن تقيّم حركة الإبداع الجديد في الوطن العربي ” ونحسب أنه أصاب في أن اختلاف المذهبين ، والصراع الذي يحدث بينهما ، شيء حسن ؛ حيث يظهر الابداع ، ويتمخض عنه نتاج أدبي كثيف . لكن نشترط في هذا ألا ينجرف ذلك الخلاف إلى قضايا بعيدة عن الأدب والفن ، مثل ما رأينا من إدخالٍ للسياسة ، والأديان ، والعروبة ، والهويّة ، وكل هذه الفرقات التي لا طائل منها .
* دراسات في النقد الأدبي – عثمان موافي
* تتبع المحابر – أشرف خالد كردي

رئيس التحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى