مقالات واراء

الخدمة الإجتماعية الدولية وتحقيق الإستقرار والأمن فى الدول العربية

احجز مساحتك الاعلانية

كتب : احمد وهبى حسين أحمد  
دعونا نتدبر قليلاً الأحداث الراهنة التى يشهدها العالم بأسره ، فيتضح لنا بأن أمريكيا وتركيا وقطر فى تحالف واحد ، وروسيا ومصر والصين ودول الخليج فى تحالفاً آخر ، أما دول أوروبا تقف وقوف المتفرج ، ولكن للأسف النوايا السياسية للدول المتقدمة (دول العالم الأول) لا تبرز لنا أى حقيقة عما يجرى من تلك الأحداث .
وإذا رجعنا للوراء فترة وجيزة لعام 2003 كنا نقول أمريكيا تدعوا للأمن والسلام وصدام حسين رجل ظالم ، مات صدام حسين عام 2006 وبعده بثلاثة أعوام تم تقسيم السودان ، وفى عام 2011 ظهرت ثورات الربيع وأيضاً مات معمر القذافى فى ليبيا ، وبعد مقتل صدام حسين ومعمر القذافى أصبحت العراق وليبيا مرتعاً لداعش بقياداتها التى كانت مسجونة فى السجون الأمريكية ، وأيضاً نقول الآن أمريكيا هى التى أسست داعش التى تهدد أمن الشرق الأوسط أجمع ، ولكن وجب علينا أن نتذكر الإتحاد السوفيتى فيما قبل خمسينيات القرن العشرين كنا نقول عليه هو أيضاً إتحاد يريد تقسيم المنطقة ، ووقتها أمريكيا هى التى فككت الإتحاد السوفييتى والآن روسيا تريد تفتيت الولايات المتحدة الأمريكية.
نعم تلك نوايا الدول المتقدمة تريد التنافس ، وللأسف نحن العرب بعد مقتل عثمان بن عفان رضى الله عنه ظهرت الشيعة لأنهم معتقدين بأنهم يشيعون دين الله عزوجل وتوالت بعدها ظهور العديد من الطوائف الإسلامية التى تتقاتل مع بعضها للفوز بالخلافة ونسيوا عدوهم الحقيقى ألا وهم أعداء الله وأنبيائه ، تعددت الطوائف الإسلامية بدءاً من داعش وحتى بوكوحرام .
نعم أصبحنا نتقاتل من أجل إشباع الرغبات الذاتية وجعلنا حب الدين والوطن فى المرتبة الثانية ، فى حين بأن دول العالم الأول إهتمت بالتعاليم الدينية ألا وهى إحترام كرامة الإنسان والإهتمام بالعلم لأنه أساس تقدم الشعوب ، نعم هم من أسسوا منظمات حقوق الإنسان ومنظمات الخدمة الإجتماعية الدولية التى ترعى الصالح العام للعالم أجمع .
نعم ظهرت الخدمة الإجتماعية الدولية كإستجابة للمشكلات والقضايا العديدة التى واجهت المجتمعات والحاجات المشتركة التى تتجاوز حدود أكثر من دولة وتحتاج لجهود على مستوى دولى لمواجهتها فى إطار تعاونها مع الأخصائيين الإجتماعيين على المستويات القومية ولكل دولة .
غاب الدور الجوهرى للأديان السماوية فى بلداننا العربية والتى هى مهد لتلك الديانات ، بحيث قامت تلك الدول التى لم تهبط بها أى ديانة سماوية بإنشاء منظمات دولية لتقديم خدمات الرعاية الإجتماعية فهى تمثل تجمعاً دولياً يتمتع بإرادة مستقلة ولها شخصية قانونية إعتبارية لاتخضع فى أغلب الأحيان لأى من الدول المشاركة فيها .
ولذلك نوهت فى مقالى هذا بأنه لا يحدث أى إستقرار فى المنطقة العربية إلا إذا تواجدت منظمات دولية خدمية ترعى مصالح الشعوب الفقيرة وتحريك الإنتاج الإقليمى لتلك الدولى لتحقيق الإستقرار المعيشى أولاً لتلك المنطقة ومن ثم يتحقق الأمن والسلام وتقتلع جذور الإرهاب الأسود .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى