اسليدرالصحة العامةمعلومات عامة

فصل من مسرحية فيروس سى ( السوفالدى نعمة ام نقمة )

احجز مساحتك الاعلانية

كتب د / محمود سعد دسوقي

استشارى الجهاز الهضمى والكبد

انتشرت فى الاونة الأخيرة هجمات و احاديث كثيرة عن علاج فيروس سى و عن نتائج العلاج ونسبة الانتكاسات المخيبة للامال ، فكان لابد ان نرمق الموضوع بنظرة شاملة حتى نحكم بانفسنا على مايحدث و نقفل هذا اللغط الذى زاد عن حدود المعقول وادى الى وأد حلم الشفاء عند كثير من المرضى فى مهده ، كنت دائما اقول ان معركة الانسانية ضد المرضى تحتوى على كثير من الفصول التى تتنوع بين فصل من الانتصار وفصل اخر من الهزيمة والاحباط و فصول النتصارات دائما تكون مسبوقة بايجاد وسيلة تشخيصية جديدة أو اكتشاف علاج جديد- أما بالنسبة لمعركة الانسانية ضد فيروس سى فطالما كان حديثنا عنها هو مزيج من الحيرة والاحباط واليأس الممزوج بالامل و كاننا نقرأ رواية درامية من روايات شكسبير وكان العلاج هو ممثل دور البطولة فى هذه المسرحية.
فى على الرغم من ان اكتشاف فيروس سى كان فى عام 1989 فان ادخال العلاج بالانتيرفيرون لم يتم الا فى عام 1991 وهو بروتين طبيعى يفرزه الجسم يساعد على ايقاف نشاط الفيروس و كان يأخذ فى صورة حقن تؤخذ 3 مرات اسبوعيا لمدة 24 اسبوع و كانت الاستجابة لا تتعدى 10% – وفى عام 1998 تم اضافة عقار ريبافيرين الى الانتيرفيرون وكانت نتيجة العلاج لا تتعدى 30% ، فى عام 2001 تم انتاج عقار بيج-انتيرفيرون الذى يأخذ مرة واحدة اسبوعيا بدلا من 3 مرات وكانت نتيجة هذا العلاج 40-50% الى جانب الكثير من الاعراض الجانبية الكثيرة لنفس المدة الزمنية وهى 24 اسبوعا. وظل هذا العلاج هو العلاج المستخدم لعلاج فيروس سى حتى 2013 ما حدث فى ديسمبر 2013 هو ظهور أول دواء من ادوية تسمى مضادات الفيروس المباشرة اى اننا انتقلنا الى افق اخر و مرحلة جديدة فى المعركة ضد الفيروس من ادوية تحفز مناعة الجسم لتسبيط الفيروس الى ادوية تقضى على الفيروس مباشرة
تم ذلك من خلال اكتشاف المادة الوراثية للفيروس (الحامض النووى ) و دورة حياة الفيروس والانزيمات المسؤلة عن ذلك و تم ذلك فى سنة 2007 و تم انتاج اول علاج مضاد فيروسى فى عام 2009 وهما عقارى ( بوسيبريفير و تيليبريفير) و لكن نتائجهم كانت ضعيفة و الاعراض الجانبية كثيرة فتم ايقاف انتاجهم ليتم انتاج عقار السوفوسبوفير (السوفالدى) فى عام 2013 ليفتح بذلك الطريق لفيضان من الادوية الحديثة التى تمثل ثورة حقيقة وطفرة كبيرة للعلاج ضد فيروس سى انا اعتبرها بنفس اهمية اكتشاف البنيسيلين على يد العالم ( فلمنج) اللتى تضع لنا بداية النهاية لهذا الفيروس و تكتب سطور الفصل الاخير من هذا الصراع وذلك لانها أدوية تعطى عن طريق الفم لمدة قصيرة مع نتائج تصل الى اكثر من 90%.
نأتى الى الجزء الهام وهو ما سبب هذه الانتكاسات والنتائج المخيبة – نقول اننا بعد دخول هذا الدواء الى مصر كان هناك حالة من عدم الاتزان و حالة اخرى من الاضطراب فى تطبيق بروتوكولات العلاج فى العالم كله بصفة عامة و فى مصربصفة خاصة و ذلك لانفراد مصر باكبر نسبة اصابة على مستوى العالم مع ضعف الموارد والامكانيات فكان هناك ارتباك فى علاج المرضى واختيار المرضى الاولى بالعلاج وهم ذوى المراحل المتقدمة من المرض (F 3F4) و للاسف هم الاقل استجابة والاكثر عرضة لحدوث الاعراض الجانبية و لذلك كانت نتائج العلاج ضعيفة والمضاعفات كثيرة
ما هى الدروس المستفادة من هذه النكسة وما هى القواعد الواجب ااتباعها من جانب الاطباء والمرضى لمنع حدوث هذه الانتكاسة وتجنب اى اثار عكسية ، من هذه القواعد اختيار المريض المناسب للعلاج مع الحذر من استخدام عقار منفرد لاننا نحتاج الى اكثر من مضاد فيروسى كما ادعو الحكومة الى سرعة الحصول على الادوية الحديثة لتتناسب مع مجموعات المرضى المختلفة وكذلك تشجيع الانتاج الوطنى من الادوية الحديثة لتخفيف العبء عن كاهل الدولة وسرعة توفير العلاج الامن الفعال بسعر فى متناول طوائف المرضى مع وضع قواعد تنظيمية لصرف هذه الادوية و منع صرف الادوية بدون روشتة طبيب متخصص لمنع سوء استخدام العلاج وحدوث انتكاسات او تحور للفيروس بذلك يتسنى لنا اغلاق الستار على هذا المرض اللعين .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى