الأدب و الأدباء

حياة آخري

احجز مساحتك الاعلانية

كتبت : نهي محمود

كم هو عالم جميل كل شئ فيه ممكناً.. فقط أطلق لعقلك العنان وستجد ما تفكر فيه حاضراً أمامك.. عالم البساطة عنوانه، الإبتسامة تملؤه، النشاط يحرك كل شئ به، السعادة تجد طريقها لكل من يحيا فيه، عالم لم تصله كلمة المستحيل.. أنه عالم الطفولة.

يراه البعض عالم من الخيال يعيشه الأطفال فى عقولهم، ليس له وجود فى الحقيقة، وليس له مكانا فى الواقع، مرحلة يمرون بها وتنتهى ولا يبقى منها إلا ذكريات.

والبعض يراه إنما هو حياة أخرى تحمل اسم الواقع فى حقيقتها، ويُطلق عليها الكبار اسم الخيال لرفضهم تصديقها.. حياة أخرى يعيشها الأطفال يهبطون أحيانا لعالم الكبار ولكن يمرون عليه مرور الكرام فهو كحلم مزعج يستيقظون بعده على واقعهم.. حياة لا تخلو من الشِجَار لكن مع صفاء القلب، لا تخلو من الخصام لكن مع التسامح، لا تخلو من الحزن لكن مع التفاؤل، لا تخلو من البكاء لكن بكاء العين وليس بكاء القلب، حياة لا تخلو من المشاكل ولكن لا تخلو أيضاً من الحلول.

عالمين كلاهما واقع .. بينهما أشياء مشتركة كل منهما له نفس السماء والأرض، نفس الأنهار والبحار والجبال التى تحيط به، نفس الطبيعة الرائعة التى يعيش فيها.
يُفَرِق بينهما شئ واحد وهو نفوس البشر وياله من فرق يجعل بينهما بعُداً شاسعاً يصعُب معه إطلاق نفس الاسم عليهما فيصبح أحدهما واقع والآخر خيال.. فيفرض عالم الكبار نفسه على الواقع لانه يمتلك القوة ولا يملك عالم الطفولة إلا الاستسلام ليبقى خيال.
يكبر الطفل فيحاول تطبيق قوانين حياته الأخرى فيصبح غريبا عن عالمه الجديد، أو يُطبق قوانين هذا العالم فيصبح غريبا عن نفسه

ولكن براءة طفلة تجعلها تسأل: على أى شئ يتصارعون ويتقاتلون!
ألم يدركوا بعد أننا نحن البشر أغلى ما على هذه الأرض.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى