اسليدرالأدب و الأدباءاهم المقالاتحصرى لــ"العالم الحر"

غيضٌ من فيض : عز الدين الأمين عميد النقد الأدبي في السودان

احجز مساحتك الاعلانية

بقلم / أ مصعب أبوبكر أحمد

عز الدين الأمين : ذلكم الناقد المتميز ، الذي له مكانة مهمة في تاريخ وخارطة النقد الأدبي الحديث ، لا سيما في مجال التطبيق النقدي والتنظير . هذان الاتجاهان يعتبران من أكثر المناهج النقديّة تأثيراً على الأدب ، خاصة – الشعر – . هذا ويعتبر كذلك من رواد الفكر النقدي ، له عديد من المؤلفات النقديّة المهمة ، والتي كان ومازال لها الأثر الواضح في الساحة الأدبيّة السودانيّة والعربية ، حيث لم تقتصر محليّا فقط ، بل انتشرت خارج القطر ، حيث أنشأ كليّة الدراسات العربيّة والإسلاميّة بنيجيريا ، ورأس عدد من الجمعيات الأدبيّة .
بجانب هذا نجد أن عز الدين الأمين صاحب منهج متفرد في النقد الأدبي ، له آراء قويّة اعتمد فيها على العلميّة والمنهجيّة ، وعلى الحياد في نقداته وتنظيراته ، حتى قال فيه الناقد تقوى بريدو : ( هو الناقد السوداني الأوحد الذي اتكأ على فهم سوداني ولم يتأثر بمدارس النقد الأجنبي إنما استند على خلفيّة سودانيّة جعلته صاحب مدرسة في النقد ، وقد صار ناقداً على مستوى العالم العربي . ويمكن أن نقول : آثار البروفسور عز الدين الأمين تعد من أهم المراجع في الوطن العربي )
عمل البرفسور عز الدين الأمين في عديد من المؤسسات العلميّة الضخمة معلماً وأستاذاً للنقد الأدبي . لا سيما – جامعة الخرطوم – فبعد أنا نال درجة الماجستير في اللغة العربيَة في كليّة دار العلوم في مصر – التي صار اسمها : جامعة القاهرة – والتي كان عنوانها : نشأة النقد الأدبي الحديث في مصر . وأتمها في عام 1957 م . وهذه الرسالة حولت فيما بعد إلي كتاب يعتبر الآن من أهم المراجع التي يعتمد عليها في مصر والوطن العربي لما فيه من تاريخ وحقائق علميّة نقديّة مهمة . بعد ذلك نال الدكتوراه في جامعة الخرطوم ، ثم عيّن محاضراً بكليّة الآداب في عام 1956م . وتدرج في الوظائف العلميّة بالجامعة من محاضر إلى محاضر أول – وهي التي تسمى الآن الأستاذ المشارك – ثم إلى درجة بروفسور في العالم 1973 م ، وقد منحته الجامعة درجة : الأستاذ الممتاز في فبراير 1977م – وهذه الدرجة العلميّة المرموقة لم تمنح في تاريخ الجامعة إلاّ لستة أساتذة فقط وبها يستمر أستاذاً بالجامعة مدى الحياة –
وظل البرفسور عز الدين الأمين يعمل ويدرس ويؤلف منذ ذلك التاريخ إلي يومنا هذا ، وقد انتدب من جامعة الخرطوم في عام 1973 للعمل بإنشاء كليّة الدراسات العربيّة والإسلاميّة بنيجيريا في مدينة سوكوتو ، وبالفعل قام بالمهمة ، وأسست الكليّة المذكورة ، بل وصار عميداً لها ومشرفاً على مناهجها التعلميّة ونظامها العلمي العلمي والإداري حتى أغسطس من العام 1976 م . وفي ذات العام أعير للعمل بجامعة محمد بن سعود بالمملكة العربيّة السعوديّة لفترة بلغت تسع سنوات إلى أن عاد في أغسطس عام 1988م …
هذا قليل من كثير عن عالم مفكر ناقد فذ كرس حياته في خدمة الأدب والنقد ، أو كما قال البروفسور محمد المهدي بشرى : ( بذا يكون عز الدين الأمين قد ظل يرفد النقد الأدبي قرابة النصف قرن … وقد سعى لإستنباط نظريّة نقديّة حديثة تستجيب لما حدث من تطور في حركة الشعر ) .
وفي مقالات قادمة – بإذن الله – سننظر مؤلفاته وأعماله النقديّة الثرة الذائعة والمهمة .

رئيس التحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى