مقالات واراء

العالم يتجند وقوفا .. والعدو داعش والارهاب

احجز مساحتك الاعلانية

كتب لفته عبد النبي الخزرجي
وقف العالم مذهولا امام الجرائم التي حصلت في باريس وقبلها في لبنان وفي الكويت وما يحصل في العراق وسوريا ومصر وليبيا ، وما حصل سابقا في 11 ايلول في الولايات المتحدة الامريكية .. وما حصل للطائرة الروسية في مصر . هذه الحوادث التي روعت العالم وارهبته ، فاندفعت الدول لتجمع قواها ضد هذا العدو الذي خرج من بطون التاريخ الاسود للارهاب عبر مئات السنين من التطرف والافكار المعادية للاسلام والبشرية وتنطلق باسم الاسلام لكي تغرقه في طوفان الحقد والكراهية والعنف .. وتزرع الموت بدل المحبة .. وتغرس الخوف عوضا عن الايمان بدين التآخي والسلام .. انها النظرية السلفية والفكرة الوهابية التي دخلت الدين الاسلامي لتمزقه وتفرق المسلمين وتعمل على هدم المباديء العظيمة التي نزل بها كتاب الله ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان ) وغير هذا الكثير من آيات الرحمن .
الذي يهمنا ان الارهاب الذي صنعته ومولته ودربته دول معروفة في المنطقة العربية وغيرها من الدول التي تدعي الاسلام وتحاول ان تهدمه وتزعزع الايمان به . وهكذا جاءت فكرة الحرب العالمية على الارهاب الذي تمثله مايسمى ” دولة الخلافة ” والتي باتت تشكل تهديدا للبشرية ، وتمزيقا للامن وزرعا للفتنة بين شعوب الارض وقلقا كبيرا يهدد السلام العالمي ويعمل على تهديد التعايش السلمي والامان والحرية والتقدم والحضارة والعلم والتراث في العالم باجمعه . وهذا ما دفع مجلس الامن الدولي للعمل على اعلان الحرب على الارهاب والذي تمثل ابشع صوره الراهنة ( داعش ) الارهابية المتوحشة .
ان هذا التطور في اعلان الحرب على الارهاب قد جاء متأخرا كثيرا .. لان العراق كان قد اوضح للعالم في مناسبات عديدة ان الارهاب ليس له دين وليس له هدف انساني انه مؤسس لخلق الفوضى والتخريب والفتن وتدمير حضارة الشعوب ” الحضارة الانسانية ” . الا ان هذا لا يكفي .. لان الدول التي صنعت داعش ومولته ودربت رجاله وما زالت تمده بالاموال والرجال والاعمال والافعال ، هي نفسها لم تعلن انها من خلقت هذا الجيش من الارهاب الذي بات يزعزع النظام العالمي .. والسلام العالمي .
ان الحرب عسكريا ليست كافية ، والقضاء على منظمة داعش الارهابية ليست كافية ، اذ لابد من محاربة الفكر الذي يخلق داعش .. الفكر الذي تدعو له جهات معروفة . انه الفكر الوهابي الذي يستند على افكار التطرف والعنف وقتل الآخر ومحاربة اي دين او مذهب او رأي يقف ليعبر عن تصوراته او يرد على تخرصات هؤلاء الذين تستروا بلباس الدين الاسلامي والاسلام منهم براء ، ولا يخفى على الجميع ان حكومات معروفة تعمل جاهدة ومنذ سنوات طويلة صرفت خلالها وما زالت تصرف المليارات من الدولارات الامريكية .. لتخلق جيشا من هؤلاء الارهابيين الذين يعملون على تهديد النظام العالمي . ولابد ان تتخذ الامم المتحدة قرارات تحرم الدعوة لهذا الفكر الاسود .. وتعمل على منع اي فتاوى تخلق الفتنة وتهدد الاستقرار في العالم . كما لابد للمراجع الاسلامية المعروفة في الازهر الشريف وغيره من اتخاذ موقف حازم للحفاظ على نقاوة الاسلام وطهارته وسلامة افكاره ومناهجه وتعليماته وودوافعه الانسانية .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى