الأدب و الأدباء

همسات من وحي أُمومتي

احجز مساحتك الاعلانية

كتبت : منى حامد

كَبُرت وصارَت تتمرَّد
مِن طُفولتِها حبيبتي تتجرَّد ..
تمرُّ السُّنون تتخطَّى العَتبَات
اليوم ..صبحَت طِفلتي تتجمَّل
أمام المِرأة تقضي السَّاعات
دلالٌ و رقَّة تمَازَجا
طُفولة و صِبا في عبثٍ تَعانقا
مَتي كبُرتي دُميتي ؟!
مَتى كُنتِ تِلك الحَسناء ؟!
وَقفْت مِنها أمٌ حائرة
والدَّهشة مِن عينيّ غائِرَة .
وأَتَعجَبين مِن دَعواتي للإِحتشام !!
مَاذا يَضير سِروالٌ قصير ؟
مَاذا لو قَميص بِلا أكمام ؟
وما لِتِلك الأَنظار والهَمهَمات ؟
عَرُوسِي خَجْلى
وثَائرة فِي حَياء
تُسائِلنِي ..
ونَظرةٌ مِنها لقَلبي دَواء
لمْ أعتاد الغَزلَ أُمَّاه
ولا أَتنَاساه
بل ويُشتِّت مِنّي الإِنتباه ..
أُودُّ لو أنّي صبياً
فتى قوياً
يقسُو أَمام الأَنظار
لا تَعزُونِي حُمرة الخجلِ
لا أَخشى الإِسمرار
لا أهابُ الظُلمةَ
و لا أَعرف الدَّلال
لا عَليكِ صَغيرتي
تلمَّسِي دربكِ بهُدوء
تمتَّعي بالصِّبا و الجُّنون
دَعِ عنكِِ الهَواجسَ و الظُّنُون
فمِنْ أَجل الجَّمال وَحده
و أدَّعي قد خُلِق الكُون
واحذَري صَداقةَ السُّوء
لا لقولٍ يُفهم مِنه الخُّضوع
لا طيش ولا خُنوع
فغُضّي من عينيكِ فتاة
فرُبَّ نَظرة مِن عينٍ حَانية
تُخرِج التَّقِيّ عن تُقاه
ورُبّ خُطوة في ثِقةٍ وعفويَّة
تُثير لَعناتِ الرُّهاب ..
كم من جمالٍ لا تتفهَّميه
عليكِ أنْ تُحاذِريه
اللهمَّ ربّي إخشيه
هُو فقط لا سُواه
سُبحانه مَن جَعلكِ
أَمالي وأَحلامي
طُموحي وأَنغامي
تتَبَدّى أَمامي
لو أَنَّكِ فقط تتحمَّلين
كُنت أظلّ كغَيمةٍ في السَّماء
انثُر النَّدى على وجنَتَيكِ
أُداعبكِ في الصَّباح والمَساء
أَضمُم عليكِ جناحيّ
أُسكُنكِ قلبي
و أُغلق دُونك العُيون
أُسكِن مَخاوف أُمٍ حنون
و لكنَّكِ ابداً لن تتحمَّلي
فرُبّ دُعاء يشقّ عنانَ السَّماء
والله وَحده مُجيب الدُعاء
مِن الهَناء ربّي اسقِيها
خُذ مِن عُمري و اَعطيها
بها أحيا و أَموت فيها
اللَّهم استجب الرَّجاء
هي الهَنا و كُلُّ الحَياة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى