اسليدراهم المقالات

الفقر داء ينخر في جسد الأمة

احجز مساحتك الاعلانية

كتب: امجد عبدالوهاب الشعيبي

الفقر هو من اكبر المشكلات التي تهدد بل تعصف بكثير من شعوب منطقتنا العربية لكون اغلب سكان المنطقة العربية يعانون بشكل مباشر أو غير مباشر من هذه المعضلة المزمنة التي تنخر في جسد الإنسان العربي منذ عقود ولا توجد أي من مظاهر مكافحتها أو الحد من انتشارها وتوسعها , ويعرف الفقر بأنه مستوى دخل الفرد الذي لا يفي بالاحتياجات والمتطلبات الغذائية الأساسية وكذلك في فقر الاحتياجات الأساسية والضرورية للعيش الكريم , فان مستوى الفقر في المتطلبات الغذائية الضرورية هو ما يسمى بالفقر المدقع والذي بدوره ينعكس على ارتفاع في مستويات سؤ التغذية لدى السكان ويقدره البنك الدولي بأنه الدخل اليومي للفرد ويساوي اقل من دولار واحد, أما فقر المتطلبات الأساسية للحياة فهو عدم القدرة على العيش في المستوى الذي لا يلبي الأشياء الأساسية كالغذاء الكافي والسكن الصالح للعيش الآدمي وكذلك الملبس ألائق والمساعدة على توفير المتطلبات الصحية الأولية أو الأساسية والمساعدة على الالتحاق بالمدارس, ويقدره البنك الدولي بانه الدخل اليومي الذي يكون اقل من دولارين للفرد.
هناك عشرات الملايين في الوطن العربي يعيش على اقل من دولار يوميا بناءا على تقارير البنك الدولي للعامين الماضيين وهو طبقا لتعريفات الفقر فهذا هو مستوى الفقر المدقع أو فقر المتطلبات الغذائية الأساسية, إن نسبة انتشار الفقر في دول الوطن العربي تختلف من دولة إلى أخرى وقد لوحظ ازدياد عدد الفقراء خلال الثلاث السنوات الأخيرة وذلك لما تمر به المنطقة من عدم استقرار سياسي وامني واقتصادي مما أدى إلى توقف عجلة التنمية في كثير من مجالات الحياة في اغلب البلدان العربية فمثلا يكون في أعلى مستوياته في اليمن والصومال والسودان ويكون اقل مستوى له في دول مجلس التعاون الخليجي والمغرب وتونس وتوصف هذه البلدان بانها ذات الدخل المتوسط . ويرتبط الفقر في الوطن العربي بالعديد من العوامل ذات الارتباط المباشر بالمجتمع مثل : مستوى البطالة والعمالة الغير منتظمة وعمالة النساء والأطفال وكذلك عدم توفر الاحتياجات الأساسية في مجالي التعليم والصحة والغذاء والسكن ألائق للعيش الإنساني مما ساعد على انتشار العشوائيات في عواصم الدول والمدن الرئيسية, الارتفاع المتزايد في الإنفاق على الأمور الحياتية الضرورية مقابل انخفاض حاد في الإنفاق على الاحتياجات الصحية والتعليمية, وكذلك ارتفاع نسبة الأمية ونسبة التسرب من المدارس للذكور ناهيك عن تسرب الفتيات الذي يعد من أعلى مستوياته العالمية.
هذا ويرى خبراء التنمية البشرية والتغذية والاقتصاد بان على حكومات ودول هذه المنطقة بان تكون لديهم استراتيجيات واضحة لمحاربة الفقر والحد من انتشاره من خلال زيادة الإنفاق على الجوانب الأساسية مثل الأمن الغذائي والصحة والتعليم والإسكان وتطوير الرؤى الاقتصادية وزيادة الاستثمار ومكافحة الفساد والمساهمة في التوزيع العادل للثروة بين كل فئات الشعب وكذلك التركيز الأوسع على التنمية المستدامة والمجتمعية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى