أخبار عاجلةاخبار عربية وعالمية

نبذ العنف والتطرف وإحترام الآخر سبيلنا لبناء السلم الاهلي والتنمية في المجتمعات العربية

احجز مساحتك الاعلانية

كتب/ لفته عبد النبي الخزرجي
العقل السلفي والذهنية المتحجرة والتخلف الثقافي وازدراء المعرفة العلمية والانغماس في الرأي الواحد والفكر الواحد ، كان لها ثمن كبير دفعته الشعوب والمجتمعات العربية ، تخلفا وفقرا وانسحاقا ، وفي الوقت نفسه ، ورغم الموارد الكبيرة التي تملأ خزائن الملوك والرؤساء والامراء العرب ، يظل المواطن العربي مهمشا مسحوقا يعيش على هامش الحياة ، يشعر بالغربة في وطنه ، لان الفقر في الوطن غربة كما يقولون .
وقد ابتلي العرب بحكام وملوك ورؤساء ، لا يعيرون اهمية للانسان ولا يشعرون بمعاناته وهواجسه وطموحاته ، ولذلك فقد شهدنا بروز حركات متطرفة تمثل ثقافة العنف ، وتدعو تلك الحركات لاشاعة مفاهيم لعنة الحضارة وكراهية المدنية ، وتدعو للعودة بالانسان العربي الى عصر الجاهلية والبداوة والغزو .
وهكذا ظهرت على الساحة جماعات يشكل العنف هاجسها الاول ، وبرزت ايضا مجموعات اتخذت من الدين ستارا لتعريف نفسها امام المواطن العربي المقهور والمغلوب على امره ، انها تيارات دينية تدافع عن الشريعة ، وتدعو لبناء دولة الخلافة . ان هذا الأمر لا يعدو كونه كذبة كبرى تسوقها العصابات الارهابية لذر الرماد في العيون . وقد ثبت بالتجربة العملية ان هذا الإدعاء فارغ تماما من مضمونه الحقيقي ، ولا يعني الا الخراب والدمار والجاهلية والتحلف بكل صورها . الاسلام دين للمعرفة ، دين للسلام ، دين للتآخي والمحبة واحترام الآخر.
ان الحركات التي حاولت ان تضع الدين طريقها لتحقيق غاياتها الدنيئة في تدمير عقلية الانسان العربي والاسلامي وتشويه سمعة واهداف الدين الاسلامي الحنيف ، قد ثبت بالملموس انها تعمل باجندات معادية للاسلام لافراغه من محتواه الانساني وتجريده من مقوماته الاساسية في العدل والرحمة والانصاف والمساواة والتسامح والشرف .
وبعد ان انكشفت الاقنعة السوداء التي يختفي خلفها المسخ الذي يقولون عنه انه الاسلام ، الا بعدا لهم كما بعدت ثمود .
ان الانسان العربي والمواطن في مجتمعاتنا العربية ، مطالب وبإلحاح ، ان يتخلص من ازدواجيته ، ويعيش الواقع كما هو ، ليغيره باسلوب علمي متطور بعيدا عن الهرطقة والخرافة .
وليس امامنا سوى ان ندرك قيمة العلم في حياتنا ، وقيمة الثقافة والمعرفة ، ليس امامنا سوى ان نتعلم من الشعوب التي سبقتنا ، ليس امامنا سوى ان نتعاون افرادا وحكومات ومنظمات ومؤسسات اجتماعية ، لاعادة الثقة بانفسنا ، واننا قادرون على ان نبني كما يبني الآخرون ، واننا نستطيع ان نعيش بسلام وامان ومحبة ، ولا ننسى اننا نمتلك دينا للرحمة فيه بوصلة كبيرة من العدل والانصاف والحق ، ونمتلك عادات وتقاليد عربية ورثناها عن السلف الصالح تعيدنا الى قيمة الرحمة والانسانية والحق والتفاهم ونبذ العنف والتطرف ، والايمان اننا نعيش وطنا واحدا .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى