البعد الديني الذي إعتمد عليه نظام ولاية الفقيه في تشييد صرحه العقائدي، تبنى ومنذ اليوم الاول دغدغة ومداعبة المشاعر الدينية والطائفية لمکونات شعوب المنطقة والسعي من خلال ذلك لإستغلال هذا العامل الاستثنائي من حيث التأثير على تلك الشعوب لإيجاد أکثر من موطئ قدم له، وليس بالامکان القول بأن هذا النظام ومن خلال سياسته هذه قد حقق أهدافه ومراميه کاملة، لکنه في نفس الوقت قد نجح تماما في تهديد الامنين القومي والاجتماعي وجعل من نفسه کسيف ديموقليس مسلطا على دول وحکومات المنطقة والعالم و قام بسبب من ذلك بفرض إملائاته وشروطه ومطالبه على الجميع على ضوء جعل مصالحه وأهدافه الخاصة فوق کل الاعتبارات الاخرى، وقد نجح النظام الايراني في دفع حکومات ودول المنطقة الى الابتعاد او مايشبه القطيعة الکاملة مع المعارضة الايرانية القائمة بوجهه بصورة عامة ومنظمة مجاهدي خلق الایرانیة بصورة خاصة، کي يضمن مسألة بقائه واستمراره في الحکم، في الوقت الذي قام ويقوم فيه و بصورة سافرة ليس التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة وانما حتى إنشاء أحزاب وتنظيمات وخلايا إرهابية تضع مصلحة النظام الايراني فوق أي إعتبار آخر وتتصرف وتتحرك وتنشط من أجل تلك المصلحة، ويمکن هنا الاشارة الى حزب الله واحزاب وميليشيات شيعية في العراق وجماعة الحوثي في اليمن، کنماذج حية وواقعية بهذا الصدد لکن الملفت للنظر هنا أن النظام الايراني في الوقت الذي هيأ مساحة کافية لسياساته الخبيثة والمشبوهة فإنه بادر في نفس الوقت الى تحذير دول المنطقة والعالم عبر طرق متباينة من إحتضان ودعم المعارضة الايرانية وعلى رأسها منظمة مجاهدي خلق البديل السياسي والفکري والجاهز للنظام، بحسب المراقبين والمحللين السياسيين المختصين بالاوضاع في إيران.
منظمة مجاهدي خلق التي تدارست بعمق الآفاق والأهداف النهائية للنظام، فإنها لم تبادر الى إتخاذ موقف متشنج ضد دول وشعوب المنطقة يخدم في خطه النهائي مصالح وأهداف هذا النظام وانما تصرفت بروح المسؤولية وعملت بالصورة التي تخدم الجميع ماعدا النظام الايراني، بل والاهم من ذلك انها بادرت وطوال تلك الفترة السلبية من علاقة دول المنطقة بها الى فضح سياسات ومخططات النظام الموجهة ضد أمن واستقرار دول المنطقة والعالم کله، وقد أثبتت عمليا وبصورة واضحة خطورة هذا النظام وکونه يمثل تهديدا وخطرا دائما قائما ضد المنطقة.
اليوم، وبعد أن وصل النظام الايراني الى طريق مسدود ولاسيما بعد أن تامدى في تدخلاته في بلدان المنطقة وإثارته للحروب والتي کان آخرها وليس أخيرها حرب غزة المدمرة، فإن من المهم والضروري جدا أن تقوم دول المنطقة بإعادة النظر وبروح الحرص والمسؤولية لسياستها تجاه الاوضاع في إيران بصورة عامة وتجاه منظمة مجاهدي خلق بصورة خاصة، خصوصا وان المنظمة قد باتت قاب قوسين او أدنى من طهران وأثبتت عمليا بأنها تمثل التهديد العملي والواقعي للنظام وانها الوحيدة الجديرة بأخذ زمام المبادرة من هذا النظام مثلما انها لعبت الدور الاکبر والاقوى في إسقاط النظام الملکي، بل وان الاهم من ذلك أن تإييد منظمة مجاهدي خلق کما يعلم الجميع تصب في مصلحة وأمن وسلام المنطقة و الجميع، وان دول المنطقة مطالبة بأن تبادر الى إعادة نظر أکثر من ضرورية في مواقفها من الاوضاع في إيران ولاسيما تجاه منظمة مجاهدي خلق، لأن ذلك من شأنه الاسراع في عملية التغيير السياسي في إيران وهو أمر وکما يعلم الجميع يخدم أمن وإستقرار المنطقة قبل غيرها.