البروفيسور والأسطورة
كتب: عائض الأحمد
تقول لي: “أريد أن أحميك، من نفسك، ممن يسكنك، خذ هذه السكين واجرح قلبك، خذها ولن تشعر بألم الساعة وكل ساعة”.. قصة قصيرة جدًا مات الأبطال قبل أن تبدأ.
حينما بدأت كانت بلا “سيناريو”؛ أحداثها مرتجلة تعرض على مسرح خاوٍ، تسابق الخطى تقفز الحواجز بكل رشاقة وعنفوان الشباب وطموح المراهقين، كانت جميلة بجمال أرواحهم كانت حلماً وظلت كذلك.
كان يراها البروفيسور الذي يحمل نعشه على كفيه منذ خمسين عاماً هجر فيها بلده وأحبابه ونأى بجانبه تاركا خلفه كل منغصات فطرته، هرباً وشجاعة وانسلاخا كلها تجتمع فيه دون أن يرفضها هو يقول ذلك. عشقتها قبل أن يخلق الحب ثم هجرتها وهي في قمة الهيام تم رحلت وأنا أحلم بطيفها دون أن يراها البشر.
سأظل أتحدث عنها كلما هفت نفسي لسيدة كلما شاهدت عيني امرأة، كانت لي أجمل أمنية وكنت لها لاشيء في عالم الخيال كانت تحبو في عالمي “السفلي” كنت الوحيد الذي يرقبها ثم ينفض عنها ما علق بها دون أن تشعر الأعين أو يسرق النظر مُتطفل.
آمنت بوجودها فآمنت بحياتي وجعلتها الملاذ والملجأ، كلما سقط مني شيء حملته غير آبه بحديث فهي لم تكن تسمع غير كلماتي وكأنها خلقت لتقول لهم هو “المجنون” الذي يعقل ما يفعل، وأنتم العقول التي لا تعقل.
سكن بعيدًا عن النَّاس يجلس وحيداً أو هكذا ظننت حين رحب بفضولي رجل مثلي لماذا أنت وحدك، فكان رده قاسياً ومن قال ذلك، إنها معي في كل خطواتي وليس من حقك أن ترى ماخفي عنك عنوة، إنها هنا لم أكن وحيدا أبداً، أنتم من صنع وحدتي وجعلتم تلك “الأسطورة” شاهداً عليكم.
قسوتها نار تشعل الحب في كل الأرجاء لم تكن يومًا كغيرها، ليست نداً لأحد وهبتني فقبلت هكذا فقط.
أصدقك القول لو لم تكن في حياتي “لاستعجلت” القدر، ولكنت شجرة بلا ثمر، وكما فعلت سأعتزل البشر، هل تعلم أنَّها لو لم تكن معي لعلق الماء في مبسمي دهراً يخلف دهراً؟ هي مصدر إلهامي هي البرق والرعد والمطر.
ومضة:
وعدتك بأنها الحياة تسير بنا ولن نقف هنا.
يقول الأحمد:
عندما كان الأمر له ذهب دون استئذان، ثم عاد ليسألني أين أنت؟
من حقك أن ترحل أن شئت ومن حقي أن أبقى وفيا كما عاهدت!