أخبار عاجلةأخبار مصرأهم الاخباراسليدرالتقارير والتحقيقاتالمحافظاتمقالات واراء

اهدتنى قلادة

بقلم الكاتبة والروائيةالمصرية.نشوى محمد ابراهيم


اهدتنى قلادة..
منذ طفولتى وانا انتظر ان يهديني احدهم… قلاده
لا اعلم لماذا ولكنه شعور وامنيه لطالما كانت تراودني…
كنت طفله حين ذاك عندما رأيت شابا على شاشة التلفاز يهدى فتاه جميله (قلادة) فى بدايه الامر ذهب الشاب الى احدى الاسواق واشترى واحده من القلادات وكانت اجملهم على الاطلاق ولكن لم يتبقى معه ثمن العلبه التى كانت بحوزتها القلاده فأخذ القلاده دون هذه العلبه ثم ذهب الى بيته مسرعا ليبحث بين كتبه عن اى شئ يغلف به هذه القلاده لم يجد سوى ظرف ورقى قديم لونه اصفر مائل الى اللون الخشبى حتى اننى شعرت حينها باننى اشتم رائحه الخشب فى ذلك الظرف.. وضع الشاب الظرف فى جيبه وذهب حيث كانت تنتظره الفتاه فى مكان هو اقرب من لوحه فنيه ولكن ما ابهى هذه اللوحة عندما تتجسد فى طبيعه ساحرة بين سماء صافيه وبحيره تزينها الاشجار والنباتات المختلفه ازهارها مع تغريد الطيور وكرواناها.. من بين كل ذاك وجد فتاة جميله يتلئلئ وجهها منعكسا فى وجهه تلك الطبيعه وابتسامة ثغرها عندما راته من بعيد.. تحركت نحوه فى حركات سريعه لا إراديا ثم وقفت مره واحده واضعه يدها على قلبها لا ادرى اكانت خائفه ام سعيده ام كاد قلبها يخرج من كثره دقاته فرحا بهذا اللقاء.. ثم اقترب هو نحوها وكان ايضا يرتجف قلبه فرحا اخذ يحادثها قليلا ثم اخرج من جيبه تلك القلاده من داخل الظرف الورقى لتتسع عين الفتاه بريقا وذهولا ونشوة بهذه القلاده لتأخذها وتضمها اليها ثم ياخذها هو من يدها ليلبسها تلك القلاده… لم اكن منتبه حينها فيما يجمع هذا الشاب بالفتاه وهو ما عرفته لاحقا بأنهم ( متحابان)
ولكن جل ما قد وصل اللى انه لشعور جميل حين يهديك اهدهم قلاده.. وكم من المرات التى تكرر بها ذلك المشهد ولكن بأوضاع مختلفة واماكن متفرقه واحداث اجمل من قبلها.. واذكر ايضا من ضمن هذه المشاهد عندما نجحت إحدى الفتيات في الصف الدراسى فأهداها والدها قلاده صغيره على شكل قلب صغير ولكن بداخله حب كبير … تمنيت ان اصل الى ذلك الشعور وهو الحصول على قلاده وجربت ان اهادى صديقاتى ما احببت وهى احدى القلادات وهنا جربت شعور ان اهادى الاشياء التى احبها..
لكن! كم المرات التى انتظرت ان يهديني احد ما مثل هذه القلاده كم المرات التى نجحت فيها فى صفى الدراسى وكم من الاعوام كانت ذكرى ليوم مولدى فى كل مره انتظر وانتظر ان يهادينى أحدهم القلاده ولكن دون جدوى.. ..حتى اتممت الخامسة والعشرون حينها اتخذت قرار بأن اهدى هذه القلاده لى.. وبالفعل ذهبت وابتعت واحده من القلادات واهديتها لنفسى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى