الثقافةصفحات من تاريخ مصر

** حي الجمرك **

بقلم المهندس /طارق بدراوى

حي الجمرك هو أحد أكبر الأحياء الشعبية بمدينة الإسكندرية العاصمة الثانية لمصر ويطلق عليه أيضا حي بحرى وأيضا حي الأنفوشي ويقع في ناحية غرب المدينة ويحده من الشرق محطة الرمل وميدان المنشية ومن الشمال والغرب البحر المتوسط ومن الجنوب حي اللبان ويبلغ عدد سكانه حوالي 146 ألف نسمة طبقا لتعداد عام 2006م ويتميز أهل الحي بإحتفاظهم باللهجة السكندرية الشهيرة وكذلك العادات التي إندثرت من بقاع كثيرة من مدينة الإسكندرية بالإضافة لوجود بقايا من مهنة صناعة السفن وقوارب الصيد وكذلك صناعة اليخوت في جزء من شاطئ رأس التين العام المخصص للورش التي تعمل المحافظة على تجميلها بتجنيد طلبة الفنون للرسم والطلاء لتعديل مظهر تلك الورش حتى أصبحت مظهرا حضاريا حيث لكل ورشة من الورش رسما خاصا بها يعتبر كشعار يميزها عن غيرها إلا أن تلك الورش في طريقها إلي الإختفاء عن الوجود كما يبدو للزائر المتابع على مر السنوات حيث تقل أعدادها سنة بعد اخرى …..
ويكثر في هذه المنطقة نشاط صيد السمك على سبيل المهنة وكذلك على سبيل الهواية من جانب محبيها إذ تتوافر في المنطقة الكثير من المحال التي تبيع مستلزمات صيد الأسماك للهواة والمحترفين ومن المألوف منظر الصيادين الهواة والمحترفين الذاهبين في الصباح الباكر إلى منطقة قلعة قايتباي لصيد الأسماك وهم يحملون السنانير والشباك على اختلاف أنواعها وتجتذب حلقة السمك بحي الجمرك أو الأنفوشي كما يطلق عليه الكثير من الناس لشراء إحتياجاتهم من الأسماك والكائنات البحرية وخاصة وقت المزايدات في الصباح الباكر بعد الفجر حيث تعلو الأصوات والمزايدات لشراء الأسماك الطازجة التي تم إصطيادها في أثناء الليل ومن الجدير بالذكر أن الأسماك هناك لا تباع بالكيلوجرام وإنما تباع بالشروة أو باللوحة أي الطاولة الخشبية الصنع التي يقوم الصيادون برص الأسماك فيها بعد صيدها على ظهر المراكب أو الأرايب أي الفلايك بلغة الإسكندرية كما يطلقون عليها وهناك يتجمع عدد كبير جدا من التجار أو المعلمين وأصحاب مطاعم الأسماك في هذه المنطقة أو من جميع أنحاء الإسكندرية لانها تكثر بها مطاعم السمك والمأكولات البحرية بطبيعة الحال وهناك طبقة كبيرة من العمالة تعمل في تلك الصناعة من صيد وتجهيز وتنظيف وطبخ …..
ويعتبر حي الجمرك حيا سياحيا حيث هناك عدة مزارات تجتذب السياحة الداخلية والخارجية وإن كانت على نطاق ضيق إلا أن المنطقة شهدت تنشيطا سياحيا داخليا كبيرا خاصة بعد التجديدات الشاملة التي شهدتها المنطقة والإسكندرية بشكل عام وخاصة في ظل وجود محافظها الأسبق الذى أحبه أهل الإسكندرية اللواء محمد عبد السلام المحجوب فقد ساهمت التجديدات التي تمت بقلعة قايتباي في خلق نشاط سياحي جديد في المنطقة وخاصة في فصل الصيف …..
ويعتبر الحي أرخص نسبيا في فصل الصيف وأقل ازدحاما مقارنة بأحياء الإسكندرية الأخرى التي تكتظ وتزدحم بالمصطافين مما يتسبب في رفع أسعار الخدمات ومستلزمات المعيشة في بقية أنحاء الإسكندرية إلا أن هذا الحي لا يزال يحافظ على أسعاره لعدم إقبال المصطافين عليه بشكل كبير ولذلك يفضله أبناء الطبقة الشعبية من المناطق المجاورة له في الإسكندرية عن غيره من الشواطئ الأخرى ولذلك فهم يقصدون شاطئ رأس التين خاصة في أيام الجمع والآحاد من كل أسبوع وهي أيام العطلات الرسمية ولا يزال المترو القديم أو الترام كما يطلق عليه أهل الإسكندرية في عموم الإسكندرية وتحديدا في هذه المنطقة كوسيلة مواصلات بالإضافة إلى سيارات الأجرة والحافلات العامة بنوعيها المتميز والعادي وأخيرا سيارات الميكروباص التي يطلق عليها في عموم الإسكندرية إسم المشروع …..
ويتميز حي الجمرك بعدة معالم هامة منها قلعة قايتباي وقد تم بناء هذه القلعة في نهاية جزيرة فاروس بأقصي غرب اﻹسكندرية في نفس الموقع الذى بنيت فيه فنارة اﻹسكندرية القديمة والتي تهدمت بسبب زلزال قوى أصاب المنطقة سنة 702هجربة في عهد السلطان المملوكي الناصر محمد بن قلاوون والذى أمر بترميمها ولكنها إنهارت بالكامل عام 777هجرية الموافق عام 1375م وفي عام 882هجرية الموافق عام1477م زار السلطان المملوكي اﻷشرف قايتباى اﻹسكندرية فأمر ببناء قلعة في نفس موقع الفنارة المنهارة ويقال إنه قد تم إستخدام نفس أحجار الفنارة المنهارة في بناء القلعة الجديدة وإكتمل البناء بعد عامين أى في عام 884هجرية الموافق عام 1479م وقد بنيت القلعة علي مساحة شبه مربعة حيث طول ضلعيها 130مترا و150مترا ويحيط البحر بها من 3 جهات وتحتوى علي البرج الرئيسي واﻷسوار في الناحية الشمالية الغربية واﻷسوار المشار إليها تنقسم إلي سور داخلي وآخر خارجي والسور الداخلي يشمل ثكنات الجند ومخازن السلاح أما السور الخارجي فيضم في أركانه اﻷربعة أبراجا دفاعية ترتفع إلي مستوى السور والذى يوجد في الناحية الشرقية منه فتحات دفاعية للجنود وفي الفناء الداخلي للقلعة يوجد البرج الرئيسي لها وهو علي شكل قلعة كبيرة مربعة الشكل طول ضلعها 30مترا وإرتفاعها 17مترا وتشمل 3 طوابق اﻷول منها عبارة عن مسجد يتكون من صحن وعدد 4 إيوانات وعدة ممرات دفاعية تسمح للجنود بالحركة بسهولة ويسر أثناء الدفاع عن القلعة والطابق الثاني يشمل حجرات وممرات وقاعات داخلية والطابق الثالث يشمل قاعة السلطان والذى يجلس فيها لرؤية السفن علي مسيرة يوم من اﻹسكندرية ويغطيها قبوان متقاطعان ويشمل الطابق الثالث أيضا فرن ﻹعداد الخبز وطاحونة لطحن الغلال للجنود المقيمين بالقلعة …..
ومن معالم الحي الشهيرة نجد أيضا مسجد المرسي أبو العباس وهو أحد أقدم المساجد في الإسكندرية العاصمة الثانية لمصر ويعتبر هذا المسجد والمقام مزارا كبيرا خاصة في فترة مولد المرسي أبو العباس في أواخر فصل الصيف من كل عام حيت يأتي أتباع الطرق الصوفية من كل حدب وصوب لحضور هذا المولد الخاص بذلك القطب الكبيرمن أقطاب الصوفية كما أن هناك أضرحة أخرى في نفس المنطقة التي بها جامع المرسي أبو العباس والتي تسمي ميدان المساجد لأولياء ومشايخ مثل أبو الدرداء ويطلق عليه العامة أبو الدردار وياقوت العرش إضافة إلى مدافن التابعين الذين هاجروا إلى مصر في فترات مبكرة من التاريخ الإسلامي ويتميز هذا المسجد بقبابه المميزة الشكل حيث توجد قبة رئيسية في المنتصف وحولها بأركان المسجد توجد قباب صغيرة بالإضافة إلي المئذنة الأندلسية الطراز وتبدأ حتي منتصف إرتفاعها بقطاع مربع الشكل ثم يتحول قطاعها إلى الشكل الدائرى وتنتهي برأس علي هيئة قبة صغيرة لها رأس مدببة مثبت بها هلال المئذنة وهو من أهم معالم المنطقة ويضم المسجد ضريح الشيخ شهاب الدين أبو العباس أحمد بن حسن بن علي الخزرجي الأنصارى المرسي والذى ولد عام 616 هجرية الموافق عام 1219م والذى ينتهي نسبه إلي الصحابي الجليل سعد بن عبادة سيد قبيلة الخزرج وقد نشأ صاحب المسجد في بيئة دينية أعدته للتصوف وتتلمذ علي يد شيخه وأستاذه أبو الحسن الشاذلي وأقام بالإسكندرية مدة 43 عاما إلي أن وافته المنية يوم 25 من شهر ذى القعدة عام 686 هجرية ودفن أولا في مقبرة باب البحر بالمدينة حتي كان عام 706 هجرية حين بني الشيخ زين الدين بن القطان كبير تجار الإسكندرية عليه مسجدا هذا ويشرف المسجد علي الميناء الشرقي بمنطقة بحرى وهو مبني على الطراز الأندلسي وبه أعمدة رخامية وأعمدة مثمنة الشكل وجدرانه تتميز بالزخارف ذات الطابع الأندلسي والعربي كما توجد به قبة تعلو ضريح أبي العباس المرسي وولديه اللذين دفنا إلي جواره وجدير بالذكرأنه في عهد الملك فؤاد في ثلاثينيات القرن العشرين الماضي أمر الملك فؤاد بإنشاء ميدان فسيح أمام المسجد مع عمل اللازم نحو تجديده وترميمه وأطلق علي الميدان إسم ميدان المساجد وهو الإسم المعروف به حتى اليوم بحيث يضم هذا الميدان مسجد أبو العباس المرسي ومسجد الإمام البوصيرى والشيخ ياقوت العرش وتم وضع التصميم علي يد المهندس المعمارى الإيطالي ماريو روسي الذى كان مسؤولا عن تصميم وصيانة وترميم المساجد بوزارة الأوقاف المصرية والذى إعتنق الإسلام بعد ذلك وقد إنتهي العمل في هذا المشروع عام 1943م بعد وفاة الملك فؤاد بحوالي 7 سنوات في عهد إبنه الملك فاروق……
وإلي جوار قلعة قايتباى ومسجد المرسي أبو العباس نجد أن بالحي يوجد قصر هام من القصور الملكية والتي بعد إلغاء الملكية تم ضمها إلي القصور الرئاسية وهو قصر رأس التين والذى يعد من أقدم القصور الموجودة في مصر ويطل علي البحر الأبيض المتوسط مباشرة غرب مدينة الإسكندرية ويعد من أهم معالمها التاريخية الأثرية ويعتبر القصر الوحيد الذى شاهد وعاصر جميع حكام الأسرة العلوية بداية من محمد علي باشا رأس ومؤسس الأسرة وإنتهاءا بآخر ملوكها الملك فاروق والذى تم خلعه عن العرش يوم 26 يوليو عام 1952م وغادر مصر من ميناء القصر علي متن اليخت الملكي المحروسة إلي منفاه في إيطاليا مساء نفس اليوم وهذا اليخت تم بناؤه عام 1865م بأمر من الخديوى إسماعيل ومن عجائب الأقدار أن هذا اليخت قد غادر مصر عليه أيضا من قام بإصدار أمر بنائه الخديوى إسماعيل في يوم 30 يونيو عام 1879م وأيضا غادر مصر عليه الخديوى عباس حلمي الثاني يوم 21 مايو عام 1914م وهؤلاء الثلاثة من حكام مصر الذين غادروها عليه لم يعودوا إليها بعد ذلك إلا في نعوشهم ليدفنوا في ترابها ومازال هذا اليخت يعمل حتي اليوم وقد تم تجديده في السنوات الأخيرة علي يد القوات البحرية المصرية وتم اشتراكه مؤخرا في حفل إفتتاح قناة السويس الجديدة حيث استقله الرئيس عبد الفتاح السيسي ضمن مراسم حفل الافتتاح وأيضا فإن قصر رأس التين هو القصر الذى توفي بداخله محمد علي باشا في شهر أغسطس عام 1849م وكذلك توفي فيه بعد ذلك بسنوات إبنه محمد سعيد باشا رابع من تولي حكم مصر من الأسرة العلوية يوم 18 يناير عام 1863م وقد بدأ بناء القصر عام 1834م في عهد محمد علي باشا وقام بالبناء مجموعة من المهندسين الأجانب منهم المهندسان الفرنسيان سيريزى بك والمسيو ليفرويج وإستغرقت عملية البناء 11 سنة أى حتي عام 1845م ثم تقرر إنشاء بعض الأجنحة الإضافية واستكمال بعض الأعمال الأخرى مما إستلزم مدة أخرى بلغت سنتين إضافيتين ليفتتح رسميا عام 1847م وقد تم بناء القصر علي الطراز الأوروبي الذى كان منتشرا بالإسكندرية في ذلك الوقت نظرا لوجود جاليات أجنبية عديدة بها وقد تم بناؤه أولا علي شكل حصن وعلي أرض كانت مزروعة بأشجار التين ولذلك تمت تسميته قصر رأس التين وأصبح بعد ذلك هو المقر الصيفي الرسمي لحكام مصر من الأسرة العلوية منذ ذلك الوقت وقد أعيد بناء القصر مرة أخرى في عصر الملك فؤاد علي يد المهندس الإيطالي فيروتشي مهندس القصور الملكية الذى إستقدمه الملك فؤاد من إيطاليا ليتولي هذه المهنة وعاونه المهندس المصرى حسن باشا العدوى وبلغت تكلفة إعادة البناء حوالي 400 ألف جنيه بأسعار هذا الزمان وأصبح مشابها لقصر عابدين ولكنه أصغر منه في الحجم والمساحة ويتكون القصر من قبو أو بدروم عبارة عن صالة واسعة تؤدى إلي سلم يصل إلي مرسي لليخوت الملكية ثم دور أرضي به صالون الحرملك ذو الأبهة والعظمة وأجنحة الخدم والحاشية وقاعة مستديرة والتي شهدت توقيع الملك فاروق بالتنازل عن عرش مصر لإبنه الطفل أحمد فؤاد وأخيرا الدور الأول وبه قاعة العرش الفسيحة الفخمة وكانت تسمي قبل ذلك قاعة الفرمانات وهي تشبه قاعة العرش بقصر عابدين إلا أنها أصغر حجما ومساحة وملحق بها صالونان ومكتب خاص بالملك وتوجد طرقة تؤدى إلي قاعة الولائم الرئيسية ثم حجرة سفرة صغيرة نسبيا وقاعة مستديرة مقفلة الأبواب تضاء صتاعيا جدرانها محلاة بنقوش وحليات جميلة كما يوجد جناح للملك ملحق به حمام خاص وهو صورة طبق الأصل من حمام قصر عابدين ويضم الجناح أيضا حجرة نوم وحجرة مكتب وصالون وممر يؤدى لجناح الملكة والملحق به صالون وحمام خاص ويشبه أيضا مثيله في قصر عابدين وبالدور الأول ايضا قاعة طعام وصالون كبير فخم به شرفة كبيرة تطل علي مرسي اليخوت الملكية …..
ويوجد بحي الجمرك أيضا منطقة أثرية أخرى تسمي منطقة تل كوم الناضورة الأثرية تقع فى شارع بحرى بك بحى الجمرك ويحد المنطقة من الجهة الشمالية شارع ورشة الطوبجية ومن الجهة الجنوبية شارع بحرى بك ومن الجهة الغربية شارع الباب الأخضر وكان هذا التل أحد أهم تلين يميزان مدينة الإسكندرية فى نهاية العصر العثمانى وهو عبارة عن تل ترابى تراكمي تكون عبر عدة عصور بداية من العصر الأيوبى ويعرف بكوم وعلة نسبة الى عبدالرحمن بن وعلة السبئى المصرى والذى دفن بالمنطقة وقت إستخدام التل كمقابر خلال العصر الفاطمى كما دفن بها عدد من الشخصيات الإسلامية مثل الحافظ السلفى وأبو بكر الطرطوشى وعبدالرحمن بن هرمز التابعى وفى خلال العصر الأيوبى بدأ تراكم التل بعد إنتهاء استخدام المنطقة كمقابروتشمل تلك المنطقة عدة آثار منها البرج وهو مبني على شكل مثمن بإرتفاع حوالى 25 مترويتكون من أربعة طوابق يربط بينها درج حلزونى من الخشب ويفصل بين كل ضلع وآخر من الشكل المثمن للبرج دعامة بارزة من ثلاثة مستويات ويفتح فى جدرانه نوافذ معقودة ويزخرف البرج مجموعة من الزخارف الهندسية المتنوعة منها الأطباق النجمية والأضلاع المتقاطعة كما يعلو البرج شرفات مسننة ويرجع تاريخه إلى عام 1926م ويمكن من أعلى البرج مشاهدة معالم الإسكندرية مثل قلعة قايتباي وعامود السواري وقصر رأس التين والميناء ومسجد أبى العباس المرسى وغيرها كما توجد بالمنطقة طابية تسمي طابية كافاريللى تم بناؤها فى عهد الحملة الفرنسية ويمكن الوصول إليها عن طريق درج هابط وتتكون من حاصلين مقببين بقبو برميلى الشكل ويمكن الوصول إليها عن طريق ممر ويفتح بكل منها مزغل يطل على الواجهة الغربية ثم نجد بالمنطقة أيضا مرصد يسمي مرصد محمد على بنى أعلى الطابية فى عصر محمد على باشا من الحجر الجيرى والآجر ويتكون من حجرات ويعلو البناء مرصد صغير مثمن الشكل إلي جانب ثكنتين أولها ثكنة المأمور الانجليزى وكانت مخصصة لسكن المأمور الإنجليزى وأسرته وتتكون من ثلاث حجرات وصالة وتتميز بطراز العمارة الانجليزية التقليدية وثانيتها ثكنة المأمور المصرى وهى أحدث المبانى المنشأة أعلى التل والتى قامت هيئة ميناء الإسكندرية ببنائها وتتكون من خمس حجرات وصالة وقد تم عمل ترميم لجميع هذه العناصر عام 1993 م حيث تم تجهيز المنطقة وإنهاء أعمال النجارة والدهانات وشبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحى وتجميل المنطقة وتمهيد التربة وزراعة بعض النباتات والإعداد للمرحلة التالية من التطوير وذلك تمهيدا لإعدادها كمزار سياحى بإعتبارها أحد المعالم الأثرية والتاريخية الهامة بمدينة الإسكندرية ……
وبالإضافة إلي تلك المعالم الرئيسية من معالم حي الجمرك توجد بعض المعالم الأخرى أهمها ميناء الإسكندرية البحرى أكبر وأهم موانيء مصر والتي تعد أيضا من أكبر الموانئ علي البحر المتوسط والذى يسمي الميناء الغربي حيث يوجد أيضا في نطاق حي الجمرك ميناء الإسكندرية الشرقي وهو ميناء ضحل لايصلح لرسو السفن الكبيرة وتستخدمه سفن ومراكب وزوارق الصيد فقط ومن معالم الحي أيضا حلقة السمك التي تكلمنا عنها ونادى الرياضات البحرية الذى يوجد عند آخر نقطة من كورنيش الإسكندرية من ناحية الغرب ويوجد بداخله واحد من أشهر مطاعم المشويات في الإسكندرية وهو مطعم تكا جريل وأيضا المدافن الرومانية القديمة والتي تقع بالقرب من مدخل قصر رأس التين وهي عبارة عن خمس مقابر رئيسية إثنتان منها تم الكشف عنهما فى عام 1901م وهما فى حالة جيدة والثلاثة الباقية تم الكشف عنها عام 1921م ويرجع تاريخ هذه المقابر بوجه عام إلى النصف الأول من القرن الثالث قبل الميلاد أى إلي عصر البطالمة خلفاء الإسكندر الأكبر وتمتاز هذه الجبانة بإمتزاج الفنون المصرية واليونانية والرومانية خاصة من حيث تخطيطها وتصميمها ونظامها العام وألوانها والزخارف المنقوشة علي جدرانها …..

 

زر الذهاب إلى الأعلى